رأى عضو تيار الحكمة الوطني رحيم العبودي، أن تفاهمات الاطار التنسيقي نحو تشكيل الحكومة وصلت الى “مرحلة جيدة”، مشيراً الى ان الاطار ماض بتشكيل الحكومة سواء بتقديم أو تأخير الموعد عدة ايام.
وقال العبودي: ان “من يقرر موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة، هو الاجماع، أي بعد ان تكون هناك تفاهمات نهائية وقرار نهائي بموعد هذه الجلسة بين كل الفرقاء السياسيين”، موضحا ان “الاطار التنسيقي هو من ضمن ائتلاف ادارة الدولة، وكذك الصدريين ليسوا بعيدين عن هذا الحدث”.
العراق يشهد انسداداً سياسياً خطيراً منذ الانتخابات المبكرة التي شهدتها البلاد في العاشر من تشرين الأول عام 2021 نتيجة فشل القوى السياسية العراقية في تسمية رئيس جديد للحكومة بجانب اختيار رئيس جديد للجمهورية.
واضاف العبودي أن “وفد ائتلاف ادارة الدولة الذي ذهب الى اربيل وضع الخطوط العريضة، ووضع عدة تفاهمات من اجل اذابة الجليد نحو مسمى رئيس الجمهورية، وكان بيان واضح قد سبق هذه الزيارة من الاطار التنسيقي ضمن ائتلاف ادارة الدولة، بأنه يجب على الاخوة الكورد ان يحدووا الالية والسقف الزمني لاختيار مسمى رئيس الجمهورية، لان المدة طالت، واعتقد ان مفتاح حل الأزمة السياسية الحالية هو جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وكذلك تكليف مرشح الاطار التنسيقي للحكومة القادمة”.
ودعا العبودي الكورد الى أن “لا يكون موقفهم ضعيفاً في الوسط السياسي والمشهد السياسي، باعتبار انه اذا تكرر مشهد عام 2018 في هذه المرحلة سيحسب عليهم من خلال الحوار، لذلك قضية توحد المواقف أمر مهم جداً لننتهي من اشكالية كبيرة حصلت وعطلت المشهد السياسي لفترة طويلة جداً”.
ورأى عضو تيار الحكمة أن “التفاهمات وصلت الى مرحلة جيدة لا بأس بها، ولكن يبقى الهاجس والتخوفات هي من المفاجأت، واكثر المفاجآت التي عليها ردود افعال او مؤشرات هي ان يكون هناك مزاج مختلف من بعض القوى السياسية التي دخلت في الحوار رغم عدم اعلانها عن ذلك، ولكن المصالح هي من تدير دفة الحوار اليوم بمن سيشارك في الحكومة، وما هي حصته، وأين سيكون في توليفة هذه الحكومة، وبالتالي توزيع الادوار والاستحقاقات هو ما يدور في فلكه الفرقاء السياسيون”.
“الحكمة نأت بنفسها عن المشاركة في هذه الحكومة، لمعرفتنا المسبقة واستقرائنا للمشهد السياسي على انه سيكون ضبابياً، ويكتنفه الكثير من الغموض في ظل معطيات نتائج الانتخابات المبكرة، التي شابها الكثير من التزوير، والتي هي المعطل الاساسي لما يحصل اليوم، وقراءتنا لها بأنها جزء من مشروع يراد للعراق منه عدم الاستقرار واضعاف منظومته السياسية، وربما حتى امكانية ادخاله في اتون حرب اهلية”، منوها ال ان “كل ذلك تبدد بخيارات الاطار التنسيقي، بحكمة الحكيم ومناورته في المشهد السياسي وقدرته على امتصاص بعض ساعات الغضب من بعض القوى السياسية وقراراتها المتشنجة، وادارته الحوار ضمن الاطار التنسيقي بوضع اليات ووضع منهج، وكذلك خطاب يدعو الى التهدئة ويدعو الى التروي في اصدار القرارات وردود الافعال”.
ولفت العبودي الى “عبورنا مواطن الخطر، ونحن متجهون نحو تشكيل الحكومة اما ان الموعد يتقدم او يتأخر يوم او يومين، فنحن مضى على تأخرنا بسبب اخفاق التحالف الثلاثي مدة ثمانية اشهر، واليوم وصلنا الى سنة من الانتخابات، بسبب التباطؤ في بعض الخطوات التي أعتبرها ضرباً للدستور”، مستدركاً أن “يستوي الامر في النهاية خير من ان لا يستوي”.