أجرت بيونغ يانغ ثماني عمليات إطلاق لصواريخ بالستية في أسبوعين كان آخرها إطلاق صاروخين بالستيين ليل السبت الأحد، وفق ما نقلت وكالة يونهاب عن الجيش الكوري الجنوبي.
ودافعت كوريا الشمالية السبت عن السلسلة الأخيرة من تجاربها الصاروخية، مؤكدة أنها “رد مشروع” على “تهديدات عسكرية أميركية مباشرة”، فيما اعتبرتها واشنطن وطوكيو وسيول “تهديدا خطرا للأمن والسلم”.
يأتي ذلك على خلفية توتر متصاعد مع الولايات المتحدة التي عزّزت في الآونة الأخيرة مناوراتها العسكرية المشتركة مع سيول وطوكيو.
واكتفت رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي بالإشارة إلى أن الصاروخين الجديدين أطلقا من جنوب شرق كوريا الشمالية، دون مزيد من التفاصيل.
ونقلت يونهاب عن القيادة العسكرية المشتركة أن “جيشنا الذي عزز مراقبته ويقظته مستعد للتحرك فورا بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة”.
ونقلت وكالو كيودو اليابانية عن حكومة البلاد أن الصاروخين أطلقا باتّجاه بحر اليابان وسقطا على ما يبدو خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
ونقلت كيودو عن نائب وزير الدفاع الياباني توشيرو إينو قوله إن من المحتمل أن يكون الصاروخان أطلقا من غواصات. واضاف إن الإطلاق حصل قبل الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (17,00 بتوقيت غرينتش) وقطعا مسافة 350 كيلومترا على ارتفاع أقصى يبلغ 100 كيلومتر.
من جهتها، أعلنت القيادة الاميركية للمحيطين الهندي والهادئ في بيان أنها “على علم بإطلاق صاروخين بالستيين”، مؤكدة أن إرادتها في الدفاع عن حلفائها اليابانيين والكوريين لم تتغير.
وأورد خفر السواحل اليابانيون أنهم لم يتلقوا حتى الآن تقارير عن أضرار طالت السفن اليابانية، وفق ما نقلت قناة “ان اتش كاي” الوطنية.
والثلاثاء أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في البحر، في حدث غير مسبوق منذ 2017 دفع طوكيو إلى تفعيل نظام الإنذار والطلب من سكان بعض المناطق الاحتماء.
وقالت وكالة الطيران المدني الكورية الشمالية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “إن تجربة الإطلاق الصاروخية من جانب جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية هي إجراء دفاع عن النفس منتظم ومخطط له”.
واضافت أن هدف هذه التجربة هو “الدفاع عن أمن البلاد والسلام الإقليمي ضد التهديدات العسكرية المباشرة من الولايات المتحدة والمستمرة منذ أكثر من نصف قرن”.
لكن الوكالة لم تحدد عن أي عملية إطلاق صاروخية كانت تتحدث.
ودانت منظمة الطيران المدني الدولي التي تعقد اجتماعها السنوي في مونتريال الجمعة الاختبارات البالستية التي أجرتها بيونغ يانغ في الأشهر الأخيرة، مؤكدة أنها تشكل خطرا على الطيران المدني.
وتعتبر الدولة المعزولة هذا القرار الذي تبنته منظمة الطيران المدني الدولي “استفزازا سياسيا من جانب الولايات المتحدة والقوى المرتبطة بها بهدف المساس بسيادة جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية”.
– “تهديد خطير” –
كثفت سيول وطوكيو وواشنطن تدريباتها العسكرية المشتركة في الأسابيع الأخيرة وأجرت مناورات جديدة الخميس بمشاركة مدمرة تابعة للبحرية الأميركية تنتمي للمجموعة الضاربة لحاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريغان”.
وتأتي عمليات إطلاق الصواريخ في عام شهد عددا قياسيا من تجارب على أسلحة أجرتها كوريا الشمالية التي أعلن زعيمها كيم جونغ أون أنها قوة نووية وأن هذا الوضع “لا رجعة عنه”، واضعا بذلك حدا لاحتمال إجراء محادثات لنزع السلاح النووي.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات اقتصادية على شخصين وثلاثة كيانات متهمة بالمشاركة في تصدير النفط بشكل غير قانوني إلى كوريا الشمالية.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن واشنطن وطوكيو وسيول عقدت اجتماعا في اليوم نفسه واتفقت على “مواصلة التنسيق الوثيق لردودها على الأمدين القصير والطويل، بما في ذلك مع الحلفاء وشركاء الأمم المتحدة”.
وأكدت الوزارة أن إطلاق الصواريخ الأخيرة من جانب بيونغ يانغ “يمثل تهديدا خطرا للسلام والأمن في المنطقة”.
– “رد مشروع” –
أكدت كوريا الشمالية في بيان جديد السبت أنها “تتابع من كثب التطور المقلق جدا للوضع الحالي”، في إشارة إلى نشر حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس رونالد ريغان” خلال المناورات الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة في الأسبوع الجاري.
وأثارت المناورات غضب بيونغ يانغ التي اعتبرتها تدريبات على غزو. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية السبت إن هذه المناورات “استفزازية وخطرة جدا”.
وأضافت وسائل الإعلام الحكومية أن المشاركة الأخيرة لحاملة الطائرات الأميركية رونالد ريغان هي “نوع من الخداع العسكري” ضد “رد الفعل المشروع” لبيونغ يانغ لحماية نفسها من التهديدات الأميركية.
ويقول محللون إن بيونغ يانغ استغلت حالة الجمود في الأمم المتحدة لإجراء مزيد من تجارب الأسلحة الاستفزازية.
من جهة أخرى، تحذر سيول وواشنطن منذ أشهر من أن بيونغ يانغ ستجري تجربة نووية جديدة على الأرجح بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في 16 تشرين الأول/أكتوبر.
المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse