بقلم اميلي بارون وداكسيا روجا في واشنطن
تبحث فرق الإنقاذ الأحد في هايتي عن ناجين غداة زلزال بلغت قوّته 7,2 درجات وأسفر عن سقوط 304 قتلى على الأقلّ وأكثر من 1800 جريح في جنوب غرب الجزيرة، معيدا إلى الأذهان الذكريات المؤلمة للزلزال المدمر الذي وقع في 2010.
وضرب الزلزال هايتي السبت قرابة الساعة 08,30 (12,30 ت غ)، على بُعد 12 كلم من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كلم عن العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل.
وأدّى الزلزال إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبان علق مئات تحت أنقاضها.
وعمل السكّان على انتشال جرحى عالقين تحت الأنقاض، في جهود أشاد بها الدفاع المدنيّ، مؤكدا أن “عمليّات التدخّل الأولى (…) أتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض”.
وجرح أكثر من 1800 شخص في الزلزال، وتبذل المستشفيات القليلة في المناطق المتضررة جهودا شاقة لتقديم الإسعافات.
وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري الذي توجه عبر المروحية إلى المناطق الأكثر تضرراً حالة الطوارئ السبت لمدّة شهر في المقاطعات الأربع المتضررة من الكارثة.
– تهديد العصابات –
أرسلت وزارة الصحة موظفين وأدوية إلى جنوب غرب شبه الجزيرة، لكن الخدمات اللوجستية العاجلة معرضة للخطر بسبب انعدام الأمن الذي تشهده هايتي منذأشهر.
ويمر الطريق الوحيد الذي يربط العاصمة بالنصف الجنوبي من البلاد على امتداد أكثر من كيلومترين بقليل، في حي مارتيسان الفقير الذي تسيطر عليه عصابات مسلحة منذ أوائل حزيران/يونيو، ما يعرقل التنقل الحر.
وقال رئيس الوزراء مساء السبت “يجب أن تتمكن كل المساعدات من العبور”.
في واشنطن، عرض الرئيس جو بايدن مساعدة “فورية” من الولايات المتحدة وكلّف مديرة الوكالة الأميركية للمساعدة الدولية للتنمية (يو إس ايد) سامانتا باورز تنسيق هذا الجهد”.
– انهيار فندق ومنازل –
أعلنت جمهورية الدومينيكان، المجاورة لهايتي والواقعة على الجزيرة نفسها، إرسال عشرة آلاف حصة غذائية عاجلة ومعدات طبية.
كما عرضت المكسيك والبيرو والأرجنتين وتشيلي وفنزويلا المساعدة، وأرسلت الإكوادور فريقاً من 34 عنصر إطفاء للمشاركة في عمليات البحث.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للهايتيين أن بإمكانهم “الاعتماد على مساعدة إسبانيا”.
وجهز الأطباء الكوبيون البالغ عددهم 253 والموجودون في البلاد للمساعدة في مكافحة جائحة كوفيد-19 مستشفى في بور أو برنس لاستقبال الجرحى.
واعلنت لاعبة التنس اليابانية نعومي أوساكا المولودة لأب هايتي، منح جميع إيراداتها التي ستحصل عليها في بطولة قادمة لضحايا الزلزال. وكتبت في تغريدة “هذا الدمار مؤلم حقًا”.
عند الساحل الجنوبي لهايتي، انهار فندق “لو منغييه” الذي يتألف من طبقات عدة بالكامل في لاس-كايس، ثالث أكبر مدينة في البلاد.
وانتشِلت جثّة مالك الفندق العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي غابرييل فورتوني، من تحت الأنقاض بحسب شهود. وأكّد رئيس الوزراء وفاته في وقت لاحق.
وشعر سكّان مجمل البلاد بالزلزال. وتعرّضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من مئتي ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكوّن بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.
وقال جوب جوزيف، أحد سكّان جيريمي “سقط سقف الكاتدرائيّة. الشارع الرئيسي مغلق”.
وقالت كريستيلا سان هيلير (21 عاما) التي تقطن قرب مركز الزلزال “كنت داخل منزلي عندما بدأ يهتز، كنت قرب النافذة ورأيت كافة الأشياء تتساقط” مشيرة إلى أن “قطعة من الحائط سقطت على ظهري لكني لم أصب بجروح خطرة”.
– ذكريات 2010 الأليمة –
صوّر شهود ركام العديد من المباني الإسمنتية بينها كنيسة يبدو أنها كانت تشهد احتفالاً دينيًا صباح السبت في منطقة تبعد 200 كلم جنوب غرب بور أو برانس.
ولا يزال أفقر بلد في القارة الأميركية يذكر زلزال 12 كانون الثاني/يناير 2010 الذي دمر العاصمة والعديد من المدن.
وقتل حينذاك أكثر من مئتي ألف شخص وجرح أكثر من 300 الف آخرين، فضلاً عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.
وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزلزال المدمّر، لم تتمكّن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادّة، من مواجهة تحدّي إعادة الإعمار.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse