علق السفير الأميركي في بغداد، ماثيو تولر، على الأحداث التي رافقت رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب قبول نتائج الانتخابات وهزيمته أمام جو بايدن ومنها اقتحام الكونغرس لمنعه من إكمال التصويت على الرئيس المنتخب، خلال اليومين الماضيين، بالقول: “نعلم أنه في العراق، تماماً كما في الولايات المتحدة، غالبا ما تتداخل السياسة مع المشاعر الراسخة.. وعلى الرغم من الاختلافات في الرأي السياسي، فإن العراقيين مثل الأميركيين، يسعون جميعاً إلى نفس الشيء”.
وقال تولر في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه إن “حرية التعبير هي عنصر حاسم في ديمقراطية حيوية وفعالة، وهذه الحرية، إلى جانب حرية التجمع السلمي، هي مكرسة في دستور الولايات المتحدة الأميركية”.
وكان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دعا الليلة الماضية، إلى “المصالحة وتضميد الجراح” بعدما اقتحم مناصرون له مبنى الكابيتول الأربعاء وعاثوا فيه خراباً، مؤكّداً أنّه يريد انتقالاً “سلساً” للسلطة إلى إدارة خلفه الرئيس المنتخب جو بايدن.
وقُتلت امرأة بالرصاص خلال صدامات دارت بين أنصار ترمب وقوات الأمن عندما اقتحموا الكابيتول لمنع المشرّعين من المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة.
وأشار السفير إلى أن “هنالك من قد يستخدم حق الاحتجاج السلمي كغطاء للفوضى والنشاط الإجرامي. هذا السلوك غير مقبول، وقد تم إدانته على نطاق واسع من قادة من مختلف الأطياف السياسية. نحن دولة قوانين وأولئك الذين حاولوا عرقلة عمل الممثلين المنتخبين في أميركا سيخضعون للمساءلة”، مشدداً على أهمية إكمال الكونغرس العملية الدستورية “على الرغم من محاولة تعطيل الإجراءات”.
ورفض الكونغرس الأميركي الاعتراض الذي قدّمه مشرّعون جمهوريون على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في ولاية أريزونا، في تصويت جرى في وقت متأخر من ليل الأربعاء بعيد ساعات من اقتحام أنصار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول، حيث بدأ التصويت أولاً في مجلس الشيوخ ورفضت أغلبية ساحقة (93 مقابل 6) الاعتراض، ولاحقاً صوّت النواب بأغلبية 303 مقابل 121 ضدّ الاعتراض نفسه، وبعد رفض هذا الاعتراض في كلا المجلسين عاد الكونغرس للالتئام في جلسة مشتركة لإكمال عملية المصادقة على نتائج الانتخابات.
وذكر تولر أن هنالك شبهاً بين البلدين وشعبيهما، قائلاً: “نحن نعلم أنه في العراق، تماما كما في الولايات المتحدة، غالبا ما تتداخل السياسة مع المشاعر الراسخة ويمكن أن تكون قوة جامحة ومسببة للانقسام. كما نعلم أنه على الرغم من الاختلافات في الرأي السياسي، فإن العراقيين، مثل الأمريكيين ، يسعون جميعاً إلى نفس الشيء: بناء أمة أفضل لأنفسهم وأطفالهم”.
ولفت إلى أن بلاده ستواصل دعم العراق بالقول: “بالنسبة لنا كأميركيين ، اسعدتنا الملاحظات من الحلفاء والشركاء حول العالم حول إيمانهم بقوة ديمقراطيتنا. نتطلع إلى مواصلة عملنا هنا بينما نواصل مساعدة شركائنا العراقيين في بناء عراق آمن ومستقر ومزدهر”.
وأثارت لقطات الاقتحام والفوضى التي عمّت مبنى الكابيتول في واشنطن موجة واسعة من التهكم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق.
وقارن بعض مستخدمي الانترنت بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي قاتل الأميركيين بعد غزوهم العراق، وترمب لناحية قدرتهما على تحريض الجماهير. وسأل آخرون عن سبب دعم واشنطن للتظاهرات المناهضة للحكومة في العراق، من دون أن تفعل ذلك على أرضها.
وأعاد بعض المعلقين بشكل ساخر توجيه نصائح سبق لواشنطن أن وجّهتها إلى بغداد، على غرار “يجب على الحرس الوطني الأميركي احترام حقوق الإنسان”، أو “الدول العربية تدعو الاطراف في واشنطن.. إلى احترام حرية الرأي”.
وأسقط آخرون شعارات “ثورة تشرين” المناهضة للسلطة التي انطلقت العام 2019 على مشهد الكابيتول. وبتشبيه ساخر، تداول كثر شعار “أميركا تنتفض” و”مؤامرة عملاء السفارة المكسيكية وراء كل ذلك” أو “المهاجمون نسقوا مع السفير الأرجنتيني لإحداث الفوضى|؟
وفي محاكاة لصورة جلوس أميركي على كرسي رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الخميس، أعاد مستخدمون نشر صورة تعود الى العام 2016 وتظهر جلوس رجل عراقي يُدعى “أبو سمرة” على كرسي رئيس البرلمان إثر اقتحامه حينها، مرفقة بتعليق “أبو سمرة التكساسي”.