اتهمت أرمينيا أذربيجان بانتهاك وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها في غضون دقائق من دخولها حيز التنفيذ.
وكان تم الاتفاق على هدنة لتبدأ في منتصف الليل بالتوقيت المحلي (20:00 بتوقيت غرينتش يوم السبت).
لكن متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية قالت إن أذربيجان انتهكت وقف إطلاق النار بعد أربع دقائق فقط بإطلاق قذائف مدفعية وصواريخ.
ولم ترد أذربيجان بعد على هذه المزاعم.
وكانت أرمينيا وأذربيجان أعلنتا توصلهما إلى اتفاق على هدنة إنسانية تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل السبت.
وجاء هذا الإعلان تطبيقا للبيان المشترك الصادر يوم 1 أكتوبر / تشرين الأول عن رؤساء روسيا، فلاديمير بوتين، والولايات المتحدة، دونالد ترامب، وفرنسا، إيمانويل ماكرون، وبيان رؤساء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الصادر يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول، وبيان موسكو يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول.
و قبيل ساعات من هذا الإعلان تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن خرق الهدنة وقصف المناطق السكنية، مع استمرار القتال حول إقليم ناغورنو كاراباخ.
وقالت أذربيجان إن صاروخا أرمينيا قتل ما لا يقل عن 13 شخصا، وأصاب نحو 40 آخرين في مدينة غانجا، ثاني كبريات مدن البلاد والبعيدة عن المنطقة المتنازع عليها.
وأفادت تقارير بسقوط صاروخ باليستي أطلق في الساعات الأولى من اليوم السبت.
ونفت أرمينيا تنفيذ الهجوم، واتهمت أذربيجان بقصف مناطق مأهولة داخل ناغورنو كاراباخ، بما في ذلك مدينة ستيباناكيرت ومدينة خانكندي الرئيسيتان.
وقالت وزارة الخارجية في أرمينيا إن ثلاثة مدنيين أصيبوا بنيران أذربيجانية، مضيفة أن عددا من الطائرات الأذرية المسيرة حلقت فوق تجمعات سكنية في أرمينيا، وهاجمت منشآت عسكرية وألحقت أضرارا بالبنية الأساسية.
ووصف الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، الضربات الصاروخية الأرمينية على مدينتي غانجا ومينغاسفير في الساعات الأولى من اليوم السبت بأنها “جريمة حرب” و “هجمات غادرة”. وقال إن أذربيجان ستنتقم لسقوط ضحايا من المدنيين في ساحة المعركة.
وقال علييف في خطاب تلفزيوني السبت: “لم نقاتل ولم نشن حربا أبدا ضد المدنيين، ولن نفعل ذلك أبدا، فنحن لسنا أرمنا”.
وقال إن لأذربيجان هدف واحد وهو تحرير أراضيها المحتلة. وأضاف: “إذا لم يتركوا أراضينا بمحض إرادتهم، فسوف نطاردهم مثل الكلاب”.
وأودى الصراع بين البلدين بحياة المئات منذ اندلاعه في 27 من سبتمبر/ أيلول الماضي، وسط مؤشرات على انهيار وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه برعاية روسية قبل نحو أسبوع، للسماح للأطراف بتبادل الأسرى وجثث القتلى.
وقال علييف إنه إذا فشل المجتمع الدولي في تحميل أرمينيا مسؤولية الهجمات على المدنيين الأذريين، فإن أذربيجان ستعاقب القيادة السياسية والعسكرية الأرمنية “المجرمة”.
وقال الرئيس الأذري مخاطبا القيادة الأرمنية إن “إهانة الشعب الأذربيجاني ستكلفك ثمنا فادحا”.
وقال علييف أيضا إن أذربيجان لا تريد إراقة الدماء، وإنها مستعدة لوقف الأعمال العدائية في ناغورنو كاراباخ، إذا سحبت أرمينيا قواتها المسلحة من الأراضي الأذربيجانية.
وقال الرئيس الأذربيجاني إن جيشه استولى على بلدة “فضولي” الواقعة خارج ناغورنو كاراباخ، والتي كانت تحت سيطرة القوات الأرمينية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
وأضاف علييف إن بلدات أخرى تمت استعادتها ومنها المركز الإداري لمقاطعة فضولي، وقرى قوكامدلي، شيمان، كوفارلي، بيراهمدلي، وموصابايلي، إسكلي، ودادالي.