أثار خبر رغبة العراق، شراء مقاتلة روسية من الجيل الخامس من طراز Sukhoi Su-57 ، الجدل، في ظل تأكيدات عدد من السياسيين والقادة حاجة البلاد إلى الاستعانة بطائرات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، للقضاء على التنظيمات “الارهابية” في البلاد.
وسبق للحكومة العراقية أن أنفقت 4 مليارات دولار على أسطول مقاتلات F-16 الأميركية في أوائل عام 2010، لكن تقارير أشارت إلى عدم قدرة الفرق التقنية العراقية على تشغيلها بالشكل الأمثل منذ مغادرة الفرق الأميركية، في شهر كانون الثاني الماضي.
فوفقاً لموقع سبوتنيك الروسي، فقد فكر العراق مؤخراً في شراء مقاتلة روسية من الجيل الخامس من طراز Sukhoi Su-57 ، وجاء ذلك نقلاً عن عن المفتش العسكري لوزارة الدفاع العراقية عماد الزهيري، الذي ذكر أن العراق مهتم على الأرجح بالحصول على Su-57s إلى جانب أنظمة أسلحة أخرى.
وجاءت تصريحات الزهيري خلال مشاركته في منتدى صناعة الدفاع العسكري 2020 في روسيا.
الزهيري قال إن العراق يملك العديد من طائرات الهليكوبتر من روسيا وهي القوة الجوية الرئيسة في العراق.
العراق سبق أن اشترى بالفعل طائرات هليكوبتر هجومية حديثة من روسيا في أوائل عام 2010 بدلاً من طائرات أباتشي AH-64 الأميركية، حيث خاضت طائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية قتالاً ضد تنظيم داعش.
كما نفذت طائرات هجومية عراقية من طراز Su-25 روسية الصنع غالبية الضربات الجوية العراقية خلال تلك الحرب، أكثر بكثير من أسطول طائرات F16، الذي بدأت الولايات المتحدة تسليمه إلى العراق في عام 2015.
فيما يرى تقرير لفوربس الأميركية ان الفكرة مشكوك فيها للغاية بالنسبة لبغداد، فعلى سبيل المثال، سيتعين على العراق إنفاق عدة مليارات من الدولارات على الطائرات المتطورة، في وقت يواجه فيه صعوبات اقتصادية كبيرة بسبب جائحة كوفيد -19 وانخفاض أسعار النفط، والتي يعتمد اقتصادها على تصديرها بشكل كبير في الإيرادات.
كما أنه لا تزال Su-57 أكثر من مجرد نموذج أولي ومن المحتمل أن تظل كذلك لبعض الوقت، وبينما بدأت روسيا في الإنتاج التسلسلي للطائرة في تموز 2019 ، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر عدة سنوات أخرى قبل أن تدخل الخدمة مع قوات الفضاء الروسية بأعداد كبيرة، ومن المرجح أن تستغرق صادرات الطائرات وقتاً أطول.
ومن ناحية الصيانة، فقد أنفق العراق أكثر من 4 مليارات دولار على أسطول من طائرات F-16 في 2010. واليوم، هناك تقارير متضاربة بشأن الوضع التشغيلي وصيانة هذا الأسطول منذ أن غادر المقاولون الأميركيون العراق في كانون الثاني 2020 أثناء تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وتشير بعض هذه التقارير إلى أن معظم الأسطول تم إيقافه حالياً بسبب “مزيج مميت من سوء الصيانة والفساد” في قاعدة بلد الجوية في العراق، حيث تتمركز معظم طائرات F-16 العراقية، وفقاً للتقرير.
وسيكون إرسال طائرات Su-57 الشبحية أكثر صعوبة بالنسبة لبغداد من طائرات F-16 بدون مساعدة تقنية روسية مستمرة في شكل مستشارين وفنيين، ناهيك عن تدريب الطيارين العراقيين على قيادة الطائرة الحربية المتطورة للغاية.
وإذا كانت أسوأ التقارير حول الحالة الحالية لأسطولها من طراز F-16 دقيقة، فإن الحصول على Su-57s قد ينتهي في نهاية المطاف بما يزيد قليلاً عن مجرد هدر ضخم بمليارات الدولارات للعراق لا يستطيع ببساطة تحمله.
التقرير الأميركي يرى أنه لأمر مشكوك فيه، لماذا تعتقد بغداد أنها بحاجة إلى Su-57s ، على سبيل المثال، 4.5 أرخص من مقاتلات Su-35 متعددة المهام، والتي من شأنها أن تزود القوات الجوية العراقية بمقاتلة عالية القدرة للقتال الجوي والهجوم الأرضي الذي من شأنه أن يكون أسهل بكثير في الصيانة.
صحيح أن بغداد تفتقر إلى دفاعات جوية جادة ولا تمتلك صواريخ أرض – جو بعيدة المدى، وأن طائراتها من طراز F-16 مجهزة فقط بصواريخ جو – جو قصيرة المدى، لذا فإن قدرتها على فرض أي إغلاق لمجالها الجوي محدودة إلى حد كبير، ومن المحتمل أن يكون هذا هو السبب الذي جعل العراق يفكر بشكل متقطع في شراء صواريخ الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى من طراز S-400 أو S-300 في السنوات الأخيرة.
شراء Su-57s سيجعل العراق مؤهلاً لعقوبات اقتصادية أميركية بموجب القانون الفيدرالي لمكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات (CAATSA) لأن مثل هذا الشراء سيشكل “صفقة مهمة” مع قطاع الدفاع الروسي، حسب التقرير الأميركي.
يذكر أن المروحيات الروسية التي اشتراها العراق، تم تسليمها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قبل سنوات من قانون قانون مكافحة الإرهاب، وقد اشترى العراق أسطولاً من دبابات T-90 في وقت لاحق من هذا العقد، ولكن لا يبدو أن هذا الشراء قد أدى إلى تأهل العراق لأي عقوبات CAATSA ، على الأقل حتى الآن، ومع ذلك، فإن شراء Su-57s أو S-400s ذات التقنية العالية سيؤدي بلا شك إلى فرض عقوبات.
كما تواجه تركيا، حليفة الولايات المتحدة، حالياً احتمال فرض عقوبات CAATSA على شراء صواريخ S-400 الروسية مقابل 2.5 مليار دولار، وكذلك الحال بالنسبة لمصر.