منقذ محمد داغر*
يبدو بديهياً القول أن الناخب الامريكي يتخذ قراره الانتخابي بناءً على المواضيع الداخلية وبالذات الصحة والبطالة. مع ذلك فقد أظهر مقال نشر مؤخراً في مجلة الشؤون الخارجية من قبل زميلتي وأستاذتي دينا سميلتز Dina Smeltz أن الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة يمكن أن تشهد استثماراً أكبر للسياسات الخارجية المثيرة للجدل لترامب لكسب مزيد من الاصوات. وفي استعراض الكاتبة لنتائج عدد كبير من استطلاعات الرأي الأمريكية المهمة ومقارنتها تاريخياً توصلت الى ما يلي:
1. 70% من ناخبي الحزب الديمقراطي يعدون تحسين العلاقات مع حلفاء أمريكا كأولوية لهم في السياسة الخارجية.
2. 82% من ناخبي الحزب الديمقراطي يعتبرون أن علاقات أمريكا مع العالم ساءت، 77% يعتقدون أن أمريكا تخسر حلفائها.
3. حوالي 60% من مجمل الناخبين الاميركان يقولون أن علاقات أمريكا الخارجية تسوء، ونفس النسبة تقريباً تقول أن أمريكا تخسر حلفائها لذلك نتوقع استثمار هذه النتائج من قبل الديمقراطيين في حملتهم المقبلة.
4. الامريكان فخورون بوصف نفسهم كديمقراطيين وهم لازالوا يؤيدون طبقاً لاستطلاعات الرأي فكرة إعلاء القيم الديمقراطية في العالم. إذ 80% من جمهور الديمقراطيين يؤيدون اتخاذ القرارات الدولية في الامم المتحدة حتى ولو لم تكن أحياناً تتطابق مع السياسة الأمريكية.
5. مع ذلك فإن جمهور الديمقراطيين زاد تأييده لاستخدام القوة وارسال الجنود الامريكان لمساعدة حلفاء أمريكا مثل كوريا الجنوبية ولاتفيا.
6. من المثير للانتباه أن تهديد النفوذ الروسي يتفوق بموجب الاستطلاعات الاخيرة على الارهاب, وكوريا الشمالية, والتهديدات السيبرناتية كأولويات للسياسة الخارجية الامريكية من وجهة نظر جمهور الديمقراطيين.
7. وقد أفاد 65% من جمهور الديمقراطيين مؤخراً أن القوة العسكرية الروسية تمثل تهديداً خطيراً بعد أن كانوا 38% عام 2016. بل الاغرب أن نسبة الناخبين الديمقراطيين التي تقول أنه يجب احتواء روسيا هي اكبر من الناخبين الجمهوريين,في حين أن الحال معكوس بالنسبة للخطر المحتمل الصيني.
8. وفي الوقت الذي يرى فيه 84% من الناخبين الديمقراطيين أن المهاجرين يمكن أن يفيدوا البلاد لايرى ذلك سوى 42% من الجمهوريين.
9. يبدو أن السياسة الحمائية التجارية لترامب لا تروق لمعظم الامريكيين بضمنهم الجمهوريين حيث أفاد 74% عموماً أن التجارة الخارجية مع العالم تمثل فرصاً للنمو الاقتصادي وهي أعلى نسبة عرفتها الاستطلاعات الامريكية منذ عام 1972.
ان الارقام اعلاه تنبىء بموسم انتخابي سنسمع فيه كثير من الانتقادات لسياسة ترامب الخارجية على الرغم من انها لن تكون العامل الحاسم في تحديد من سيجلس في البيت البيضاوي بعد 2020
*باحث وكاتب عراقي
LEAVE A COMMENT