أ.د محمد مظفر الادهمي
ستة عشر عاما من محاولات التمزيق والتخريف والجهل والامراض الاجتماعية التي اشاعوها بين شباب العراق , ومعها الاعلام يصرخ والباحثون يكتبون قائلين لقد انتهى شعب العراق الى الدرك الاسفل , فالمخدرات قد قتلت حيوية شبابه والمثليين هم النموذج والشعوذة والسحر والغيبيات سادت عقول الناس ….وفجأة وبلا مقدمات ينهض المارد العراقي معلنا انتفاضة الشباب الثورية وهم يهتفون ..نحن ها هنا اكثر حيوية واقوى ايمانا بوحدة الوطن , فالناصرية ما زالت موطن انطلاقة المفكرين السياسيين والفنانين الوطنيين ,والبصرة تبقى تقاوم الفرس مثلما قاومتهم في ماضي السنين ,رافعة راية المعرفة وريادة المسرح العراقي والسلوك الحضاري , والنجف لا يمكن ان يسيطر عليها متخلفين تلبسوا بلباس الدين وهي ام المراجع الدينية الوطنية التي سبقت الاخرين في ثورتها ضد المحتلين , وتبقى كربلاء بقدسيتها موطن العروبة والجهاد , كيف لا وهي تتبارك في تربتها بسليل الدوحة المحمدية القرشي الحجازي الشهيد الحسين عليه السلام .وتؤكد المثنى والرميثة انها عنوانا شامخا لانطلاق ثورة العشرين ,ومثلها الحلة والكوت وميسان .. وتستمر بغداد رمزا للانتفاضات العراقية عبر التاريخ .
جيل جديد ولد من رحم هذا الشعب الاصيل ليقول انا العنقاء …انا التضحية والشهادة والفداء…انا الثورة الحقيقية ضد الظلم والفساد …انا اسد بابل وعدالة حمورابي , انا حضارة نينوى وأشور ..انا النعمان والكرار ..انا سعد والقعقاع والوليد قاهروا الفرس والروم ..انا المنصور والمعتصم.. انا المتنبي والمعري والجاحظ …انا من يستحضر التاريخ المشرق في ساحة التحرير ليرسم مستقبلا جديدا لأرض الرافدين.