كتب: محرر الشؤون السياسية
إذا كانت السياسية الهولندية مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق السيدة بلاسخارت أثارت غضب المسؤولين الحكوميين حين اختارت قبل أيام الذهاب إلى ساحة التحرير واللقاء المباشر مع المتظاهرين وانتقدوا بشكل مباشر تلك الخطوة معتبرين إياها نوعاً من التدخل في الشؤون العراقية، فانها وجدت نفسها في مدار غضب المتظاهرين قبل يومين حين أكدت على ضرورة الحرص على البنى التحتية من قبل المتظاهرين وعدم الاضرار بها.
حينها قالت السيدة بلاسخارت إن “التهديدات أو إغلاق الطرق إلى المنشآت النفطية يسبب خسائر بالمليارات.” معتبرة أن ذلك “يضر باقتصاد العراق، ويقوض تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين”.
ومع إن تلك الإشارة تبدو منطلقَ حرصٍ من قبل المسؤولة الأممية إلا أن هناك من اعتبرها وقوفا من السيدة بلاسخارت إلى جانب الحكومة.
وعلى الرغم من كون العرف الدبلوماسي يشدد على أن الهيئات الدولية تتعامل مع الحكومات وهو ما ينفي فعليا أي تهمة بالانحياز من قبل السيدة بلاسخارت، إلا إنها لم تتوقف عند هذه الحصانة المهنية والقانونية بل اختارت مصارحة العراقيين جميعاً حين ردت على الحملة الواسعة التي تعرضت لها مؤخراً.
السيدة هينيس-بلاسخارت وفي تغريدة جديدة الخميس قالت:
“ردا على اتهامات الانحياز نقول إن الأمم المتحدة هي شريك كل عراقي يحاول التغيير” ولم تكتف بهذا بل شددت “بوحدتهم، يستطيع العراقيون أن يحولوا بلدهم إلى مكان أفضل ونحن موجودون هنا لتوفير الدعم اللازم”.
ما يؤكد ان المسؤولية الدولية تقف على مسافة واحدة من كل العراقيين وأنها تلتزم الجانب المهني والقانوني في عملها هو كونها صارت في عين عاصفة الغضب والنقد من قبل طرفين مختلفين: السلطات الحكومية مرة والمتظاهرين مرة أخرى.