بغداد (رويترز) –
احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في ساحة التحرير يوم الثلاثاء في خامس يوم على التوالي من احتجاجات بعد تقارير عن قتل قوات الأمن لمحتجين في كربلاء ليل الاثنين ورفض رئيس الوزراء الدعوة لانتخابات مبكرة.
وهذا هو أكبر تجمع في العاصمة منذ بدء الموجة الثانية من المظاهرات المناوئة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والنخبة الحاكمة يوم الجمعة.
وأطلقت قوات الأمن المتمركزة على جسر الجمهورية القريب الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم المباني الحكومية والبعثات الأجنبية.
وردد المحتجون هتافات “بالروح بالدم نفديك يا عراق“.
وغالبية المحتجين من الشبان الذين لف كثيرون منهم علم العراق حول أجسادهم. واكتظت الشوارع المحيطة بالسيارات الخاصة وسيارات الأجرة والدراجات النارية ومركبات التوك توك مع تدفق مزيد من الأشخاص صوب الساحة.
وكانت نقابات عمالية أعلنت أنها ستدعو لإضرابات لتحذو بذلك حذو نقابتي المحامين والمعلمين.
وخرجت أحدث مظاهرات بعد أن قالت مصادر طبية وأمنية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 14 شخصا في مدينة كربلاء أثناء الليل بعدما فتحت النار باتجاه محتجين.
وذكرت المصادر أن 865 شخصا على الأقل أصيبوا.
لكن محافظ كربلاء وقائد شرطتها ورئيس الوزراء العراقي والجيش نفوا جميعا سقوط أي قتلى.
وأبلغت مصادر أمنية وطبية رويترز بأن السلطات المحلية تلقت أوامر صارمة بالتستر على ذلك. وأضافت المصادر أن معظم الجثث لشبان من محافظات أخرى.
وقال رئيس دائرة الصحة في كربلاء إن 122 شخصا أصيبوا منهم 66 من أفراد قوات الأمن.
ووصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الاضطرابات في أول أكتوبر تشرين الأول إلى ما لا يقل عن 250 شخصا.
وقال أحد المحتجين، ويدعى صالح السويدي، في ساحة التحرير ”نحن نريد حل الحكومة. لو استقال عبد المهدي هذا ليس مطلبنا. الأحزاب تستقيل. البرلمان يستقيل“.
وأضاف ”إمبارح (أمس) كسرنا حظر التجوال وبقينا هنا واليوم نبقى. نموت عشرة عشرين مئة ألف. اللي حصل في كربلاء مو هي شئ. دم إخوانا في كربلاء والمحافظات ما يروح هدر“.
وفي جنوب العراق، قال موظفون بميناء أم قصر الذي يتعامل مع السلع قرب البصرة ومسؤولون محليون إن العمليات في الميناء تقلصت بنسبة 80 في المئة تقريبا يوم الثلاثاء بعد إغلاق محتجين مدخل الميناء.