بداية كنت انتظر خطابكم في زيارتكم للبابا الاول للمسيحيين في العالم وانت تحشد الصف الدولي لمساعدة الطبقة السياسية الحاكمة في العراق على ادارة صحيحة وعادلة للموارد الطبيعية لهذا البلد..
كنت انتظر منك ايها المناضل الطموح ابن كردستان كما كنت في الماضي ان تقول للعالم اجمع بكل دوله وهيئاته ومنظماته الانسانية ان شعبي شعب العراق قد مسه الضر جراء السياسة العنجهية للدول الكبرى وتدخلات دول الجوار. ولكنك ياسيادة الرئيس خيبت امالنا بكم عندما اعلنتم انكم حققتم حياة حرة كريمة لهذا الشعب…..
اي حياة حرة كريمة هذه التي اعلنتم عنها امام الغرب وامام الفاتيكان بالتحديد؟؟
عن الامراض التي انتشرت فينا كالهشيم في النار ام عن مستشفيات لا توجد فيها كل المقومات الصحية…
عن المدارس الطينية ام عن النقص والتراجع الكبير في القطاع التربوي.. عن الراتب التقاعدي الذي لا يكفي لسد رمق العيش لمواطن عراقي خدم الدولة اكثر من ثلاثين سنة….
اي رفاهيه وانت تشاهد القتل والسلب والمخدرات جاءتنا مع ديمقراطية العم سام….
اي رفاهية وحملة الشهادات العليا تتفضل عليهم الدولة بالتعيين وهذه ابسط حقوقهم…
يافخامة الرئيس
لو كسرت الحاجز الموجود بيننا وبينك في المنطقة الخضراء لرأيت مرآب العلاوي ولشاهدت بنفسك ان اخوانك وابناءك العراقيون يركبون الستوته لانهم لا يملكون اجرة التاكسي… ولرأيت بأم عينك ان سائق الباص الذي يعمل على خط علاوي _كرادة.. هو احد خريجي الجامعات ولكنه عاطل عن العمل.. ولرأيت.. ولرأيت…. العحب العجاب…
اتعلم يافخامة الرئيس ان اهلك في البصرة مازالوا يعانون من الحصول على الماء الصالح للشرب … وان اهلك في الموصل اسوة بغيرهم يعيشون فاقة الفقر ومازال جزء من المدينة مهدم بسبب الاهمال والفساد في وزارات الدولة المعنية بذلك ومازالت المدينة تشهد تباطأ كبيرا في اعادة بناء المستشفيات….
اتعلم ان اهلك في كربلاء المقدسة قد هدمت البيوت فوق رؤوسهم بحجة التجاوز على اراضي الدولة ولم تجد الدولة حلول لمشكلتهم…
كل هذا يافخامة الرئيس وخطابك يتكلم عن تحقيق الرفاهية للمواطن….
اي مصيبةً اصابتكم يارجال السياسة في بلدي بحيث اصبحتم صم بكم لا تفقهون ولاتريدون ان تسمعون…
انت يا مناضل الجبل
ماذا اصابك هل تريد ثمن لنضالك من اموال هذا الشعب!!
اتعلم سيدي الرئيس ان ملايين العوائل من ابناء شعبك يعيشون على راتب رعاية شهري مقداره ثمانون دولار فقط نعم لا تستغرب من هذا الرقم البسيط في بلاد البترول الكبيرة… فاي رفاهية هذه…
اتعلم ياصاحب الفخامة
انني استلم راتب تقاعدي من الدولة لا يكفي لسد شراء العلاج الخاص بي والذي لم توفره حكوماتكم الرشيدة في المستشفيات الحكومية وانني اعاني من مرض ويحتاج الى اجراء عملية جراحية ولكنها غير متوفرة الا بالمشافي الاهلية وهناك الالاف يعانون مثلي….
يا فخامة الرئيس
ان العين لتدمع وان القلب مفجوع وان الجرح كبير وان الفقراء قد اعياهم الحال ولا يملكون سوى لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم…
يافخامة الرئيس. ان ارصدة الطبقة السياسية الحاكمة وصلت مليارات الدولارات وسوف تذهب سدى في مصارف اوربا وينعم فيها السويسري والانكليزي والفرنسي مع ابن عمهم صديقكم المستر فريند وانك راعي الدستور وحاميه ومن حقك ان تصدر قوانين تخدم فيها ابناء شعبك ليذكروك بطيبة قلوبهم وان لقاءاتكم الصحفية دوما وانتم تتحدثون عن الرفاهية والحياة الحرة الكريمة ازعجنا كثيرا لأننا شعب انهكه المرض وانتشار الفساد والجهل وآفة البطالة بين الشباب.. فحطمت حكوماتكم المتعاقبة على السلطة المستقبل ودمرتم الحاضر. وابتعدتم عن الماضي…
وعليكم مسؤولية نقل الحقيقة للعالم اجمع يافخامة الرئيس…. وحتاما على شعب العراق السلام…….
