صلاح الصافي
تعد الدعاية الانتخابية، مجموعة من الإجراءات التي يتخذها الكيان السياسي لاستمالة الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالحه وبما أن للدعاية الانتخابية تقاليد وقـواعد وأصول، فأن لكل كيان سياسي حقا في ممارسة الوسائل والأساليب الشرعية جميعها لتحقـيق مقـاصده في الوصول إلى استمالة الناخبين والتأثير عليهم للإدلاء بأصواتهم، حيث لا تعتمد الانتخابات الناجحـة على ما يحـدث في يوم التصويت فقط وإنما يجب دراسة العملية الانتخابية جميعها بما فــي ذلك المسائل الأولية مثل “طبيعة النظـام الانتـــــخابي، وحق الناخب، وتسجيل الناخب، وتنظيم الحزب، وإعلام الناخب كيفية الإدلاء بالتصويت وتشجيعه في ممارسة حق التصويت هذه الأمور كلها تشير إلى انتخابـات حـرة ونزيهة ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بسير الحملة الانتخابية”، وتعرف الحملة الانتخابية على أنها “مجموعة الأنشطة التي يقوم بها الحـزب أو المرشح السياسي بهدف إمداد الجمهور والناخبين بالمعلومات عن برنامجه وسياسته وأهدافه، ومحـاولة التأثير فيهم بكل الوسائل والأساليب والإمكانات المتوفرة من خلال جميع قـنوات الاتصال والإقـناع، وذلك بـهدف الحصول على أصوات الناخبين وتحقيق الفوز في الانتخابـات.
بينما عرفت المفوضية العليا المستقـلة للانتخابـات في العراق من خلال نظام الحـملات الانتخابـية لانتخابات مجلس النواب العراقي رقم (19) لسنة 2010 الصادر عن المفوضية استنادا لقانون المفوضية العليا رقم 11 لسنة 2007 وقانـون الانتخابات رقم 16 لسنة 2005 المعدل إذ جــاء في القسم الاول من هذا النظام ” الحملة الانتخابية: حملة الاعلام والأقناع المشروعة التي يديرها كيان سياسـي أو ائتلاف او مرشـح لإقناع الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالحه”.
وبعد هذا التوضيح عن مفهوم الحملة الانتخابية، نؤكد على موقع كربلاء وأهميتها في الخارطة العراقية، وقد عانت ما عانت مثلها مثل باقي المحافظات العراقية الأخرى من الإهمال واللامبالاة على حد سواء من النظام السابق أو القابضين على السلطة بعد 2003، وفجأة وبدون سابق انذار وعلى أنقاض مشاريع مهلهلة وأخرى بائسة ومنها وهمية، تنتفض كربلاء وخلال مدة وجيزة تنزع هذا الثوب البائس لترتدي حلة جديدة تسر الناظرين، فعندما يضع الزائر قدمه في مدخل كربلاء تلمع عينه بهجةً وتعجباً لما يراه من اعمار يُدخل البهجة في قلب كل محب، وعندما تتجول في كربلاء تراها ورشة عمل في كل شبر منها، وهذا يعني أن الاعمار مستمر ونتائجه تكون مبهرة كل ما تقدم الزمن.
أما نحن أهالي كربلاء، فأصبحنا نزهوا بما آلت عليه مدينتنا خلال هذه الفترة الوجيزة، ويزداد زهونا عندما نرى كربلائنا أصبحت مدينة جميلة تبهر زائريها، وتبقى هناك غصة في داخل كل مواطن كربلائي حسرة على الزمن الطويل الذي مضى قبل حملة الاعمار، فكم ضاعت أموال وكم من وقت قد هُدر.
كل هذا الذي قدمناه لما وصلت إليه كربلاء من تقدم لم يأتي بشكل اعتباطي، بل جاء نتيجة جهد جبار من رأس السلطة فيه وهو محافظها وفريق عمله، حيث تسابقوا ويتسابقوا مع الزمن من أجل متابعة وتنفيذ المشاريع في كل المحافظة وأقضيتها ونواحيها.
هذه تجربة نجاح، وكل تجربة نجاح تُرمى بسهام مسمومة، فهذا نائب ممثل الشعب الكربلائي يصرح بمعلومات غير صحيحة من أجل ارباك عملية الاعمار لمصالح انتخابية ضيقة، وصحفي يترك كل الفشل بالمحافظات ويوجه سهامه لمحافظ مدينة ارتقت سلم ترتيب الاعمار لتستقر في قمة هرم الاعمار، ويترك كل التجارب المظلمة التي حوله، فمدينته منكوبة اعماراً، والمحافظات القريبة منه لا تتفوق على محافظته بهذا الجانب، أغمض عينه عن كل هذا وجاء محارباً لمدينتنا، وأنا أقول له نعم هناك بعض الأخطاء لكن من يعمل يخطأ، ونتائج الاعمار في كربلاء يجعل من هذه الأخطاء توافه لا تستحق الذكر.