يسعى العراق إلى تعزيز مواقفه الوطنية والقومية من القضية الفلسطينية والتي أكدها حضور السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمؤتمر القاهرة للسلام الذي عقد في العاصمة المصرية ( القاهرة) بتاريخ 11 تشرين الأول 2023 لبحث تطورات الأوضاع القائمة في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة والدعوة لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار والتأكيد على نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع والدفع نحو تفعيل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
جاءت كلمة السيد السوداني معبرة عن المشاعر الحقيقية والمواقف الوطنية للشعب العراقي بكافة انتماءاته والتي عكست حقيقة الانتماء القومي وحرص العراق إلى وقف معاناة الشعب الفلسطيني ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي والإشارة للابادة الجماعية التي تستهدف المدنيين في المجمعات السكنية والمستشفيات ودور العبادة واعتبارها جريمة حرب مكتملة الأركان والتي بدأت مراحلها الأولى بقتل الأبرياء العزل وفرض حصار شامل وخانق على أهالي قطاع غزة.
وأشار رئيس الوزراء بكل صراحة ودقة إلى فشل النظام العالمي في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية والتي كانت عنواناً لما شاهدناه في عمليات القصف الجوي الممنهح والاستهداف الميداني لكل مقومات الحياة، وجاء تأكيد السيد السوداني على عدم تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها، فالفلسطينيون هم أصحاب الأرض والقضية ولهم الحق في الدفاع عنها والوقوف بوجه مخططات الاحتلال ورفض الدعوة الى افراغ غزة من أهلها وإعادة التوطين وخلق معسكرات جديدة للجوء الفلسطيني.
حرص العراق على أن يشكل جهد إضافي في دعم حقوق الفلسطينين وتعزيز الموقف القومي وتأكيد المواقف السابقة لأبناء الشعب العراقي في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية التي ارتوت بدماء شهداء الحيش العراقي الباسل عبر جميع المعارك المصيرية العربية _الإسرائيلية منذ عام 1948.
تحاول بعض الجهات والفصائل المسلحة وتحت مسميات ( المقاومة الإسلامية في العراق) التأثير على هذا الموقف القومي باستهداف حالة الأمن والاستقرار التي يعيشها المواطن العراقي وأسس ومرتكزات العلاقات الدولية الإقليمية للعراق والتي يسعى من خلالها بتعزيز دوره الريادي في حماية الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب بالتعاون مع قوات التحالف الدولي عبر العديد من الاتفاقيات التي شكلت محور اساسي في متابعة حركة ونشاط عناصر داعش في المنطقة.
إن قيام هذه الفصائل باستهداف القواعد والمقرات العسكرية لقوات التحالف في قاعدة الأسد بمحافظة الأنبار وحرير في محافظة أربيل وقاعدة التنف في منطقة المثلث العراقي السوري الأردني قبل أيام بطائرات مسيرة لأكثر من مرة إنما يشكل خرقاً امنياً واصراراً واضحاً على التدخل في الشأن الداخلي والتأثير على موقف الحكومة العراقية في احترام الاتفاقيات التي عقدتها مع قيادة التحالف الدولي لدعم عمل القوات العسكرية العراقية وتقديم المشورة وتعزيز التدريبات المشتركة مع القوات الأمنية من حيث التدريب والتأهيل والاعداد وتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية والاستعداد لمواجهة أي مخاطر جسيمة تهدد الأمن القومي والوطني للعراق.
أن تواجد هذه القوات جاء عبر اتفاقيات ثنائية وموافقات رسمية من الحكومة العراقية، وأن أي عمليات عسكرية أو مواجهات ضدها هو استهداف حقيقي للقوات العراقية المتواجدة في هذه القواعد بمشاركة القوات الدولية، وأن أي تهاون في متابعة وتعقيب العناصر المسلحة المستمرة في عملياتها التعرضية إنما يعني تهديد لسلامة ومستقبل البلاد.
ولهذا كان التوجيه الفعال والعمل السليم لرئيس الوزراء السيد السوداني بدعم حركة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها والتصدي لهذه المجاميع والعناصر المسلحة وعدم السماح باي حال من الأحوال من الأضرار بأمن واستقرار البلاد.
ان هذا الموقف الوطني والحريص على أمن وسلامة الشعب العراقي وعدم زج البلاد في مواجهات عسكرية او عمليات تعرضية لا تخدم القضية الوطنية وانما تساهم في الدفع باتجاه تحقيق الأهداف والغايات الإقليمية التي عبر عنها العراق بأن لا يسمح لأحد أن يجعل من أرضه مرتعاً لتصفية الحسابات على حساب الدم العراقي الغالي ومستقبل الأجيال القادمة.