واشنطن- “ساحات التحرير”
تنظم فلول تنظيم داعش الإرهابي حملة عنف وابتزاز وارهاب في سوريا والعراق كمحاولة واضحة لإعادة تجميع صفوفهم بعد انهيار “أرض الخلافة” في وقت سابق من هذا العام.
وتفيد صحيفة “واشنطن إكزامنر” ان مقاتلي تنظيم داعش الارهابي “عادوا إلى تكتيكات المتمردين، مما أجبر قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة على تعديل استراتيجيتها بدلاً من التركيز على مواجهة التهديد التقليدي. ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن هذا قد يكون علامة على أن المجموعة الارهابية تستعد للقيام بعملية لاستعادة الأراضي المفقودة”.
وتلفت الصحيفة إلى ما بدأته قوات مدعومة من الولايات المتحدة، بشن أكثر من 50 عملية تستهدف “خلايا نائمة” من داعش في شمال شرق سوريا منذ سحق حلم “دولة الخلافة” في 23 آذار/مارس الماضي، وفقا للقيادة المركزية الأمريكية. وهو ما أدى إلى القبض على أكثر من 140 عنصراً من داعش وإزالة أكثر من 3000 عبوة ناسفة محلية الصنع وذخائر غير منفجرة”.
وتكشف الصحيفة إلى أحدث العمليات والتي شنت في 18 حزيران/يونيو، واستهدفت أعضاء داعش الذي كانوا يحاولون التحريض على العنف وتهديد زعماء القبائل في منطقة تقع شرق سوريا.
وتنقل الصحيفة عن ضابط أميركي هو الميجر جنرال كريستوفر غيكا، قوله إن “عمليات مثل هذه تظهر مدى التقدم الذي تم إحرازه في تدمير جماعة داعش الإرهابية، لكنه استدرك قائلاً إن هذا “لا يعني أن المعركة قد حسمت بالنصر، وأن داعش كمجموعة ارهابية لم تعد تشكل تهديدًا عالميًا وإقليميًا تحاول النهوض من جديد. علينا أن نبقي تصميمنا ثابتًا، وسنستمر في مساعدة شركائنا في تعزيز مكاسبهم ومتابعة فلول داعش “.
وأوضح الجنرال غيكا ذُكر أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قد ألقت القبض على خمسة أعضاء من خلية نائمة من داعش يوم الأربعاء في الرقة ومنبج ممن زُعم أنهم مسؤولون عن هجمات تفجيرية ضد المدنيين في المنطقة. وتم القبض على 63 آخرين في الرقة في شباط/ فبرايرالماضي.
وفي العراق تفيد الصحيفة الأميركية أن مديرية الدفاع المدني العراقية كشفت عن عشرات آلاف الدوانم من المحاصيل الزراعية تم حرقها من قبل عملاء داعش على مدار شهري أيار وحزيران الماضيين، فيما ادعى تنظيم داعش إن هذه الهجمات كانت انتقاما من المزارعين الذين رفضوا دفع أموال الحماية له. وبحسب ما ورد للصحيفة من مصادرها فقد شارك أعضاء من داعش في هجمات للقناصة والتفجيرات الانتحارية.
وقالت جينيفر كافاريلا، مديرة الأبحاث في “معهد دراسات الحرب”، للصحيفة إن الخلايا النائمة لداعش هي في حقيقتها وحدات منظمة تركز على الإساءة إلى الحكومات المحلية وتحاول نزع الشرعية عنها”.
وأوضحت كافاريلا في حديثها إلى “واشنطن إكزامنير” إن هؤلاء الإرهابيين “بالنسبة إلي، ليسوا جيوبًا معزولة عن فلول داعش الباقين بل هم قوة متمردة يعاد تشكيلها وتشبه القوة التي واجهتها الولايات المتحدة في العراق خلال مرحلة اعادة انتشار القوات”، في إشارة إلى القوات الأمريكية الإضافية التي أرسلها الرئيس بوش إلى العراق في 2007 لمواجهة الارهاب والعنف الطائفي المتزايد حينذاك.
وتعتقد كافاريلا أن “داعش، على الرغم من الخسائر الكبيرة، يريد إعادة السيطرة على الأرض في العراق وسوريا وتوسيع وجوده في جميع أنحاء العالم. عبر سلسلة من الأحداث في معركة استنزاف طويلة”.
وتلفت الصحيفة إلى خطر التغاضي عن المعركة مع داعش حيث “تواصل القيادة المركزية الأمريكية العمل مع شركاء محليين في قتالها ضد داعش، لكن مع استمرار مسؤولي الدفاع في إعادة توجيه الجيش لمواجهة المنافسين الدوليين مثل الصين، هناك مخاوف بين بعض الخبراء من أن المعركة على داعش سيتم التغاضي عنها”.
LEAVE A COMMENT