أفادت قناة تلفزيونية عراقية محليّة أنّ السلطات أمرتها بوقف عرض مسلسل رمضاني يتطرّق لموضوع العشائر بعدما تسبّبت أولى حلقاته بارتفاع أصوات تطالب بمنعه بدعوى “إساءته” للعشائر.
وتحظى الثقافة العشائرية بأهمية كبرى في العراق ولتقاليدها انتشار واسع، لا سيّما في جنوب البلاد.
ويعدّ شيخ العشيرة شخصية بارزة في مجتمعه ويؤخذ برأيه في العديد من القضايا، كما أنّ للعشائر ثقلاً كبيراً في المجتمع حيث لها أفضلية الفصل في الكثير من الأمور بالنسبة لأبنائها.
وقرّرت “هيئة الإعلام والاتّصالات” وقف عرض مسلسل “الكاسر” الذي بدأت قناة “يو تي في” المملوكة من ابن السياسي العراقي خميس الخنجر ببثّه خلال شهر رمضان.
وأثارت الحلقات الثلاث الأولى التي عرضت من المسلسل استياءً في أوساط سياسية وعشائرية في البلاد.
والمسلسل الذي يتضمّن شخصيات وهمية يتحدّث عن الصراعات العشائرية وجرائم الثأر في جنوب البلاد، ويصوّر زعيم القبيلة على أنّه محب للنساء وشخصية طاغية، الأمر الذي عدّه بعض العراقيين إساءة لأعراف العشائر العراقية وتقاليدها.
وفي كتاب رسمي وجّهه الجمعة، طالب النائب مصطفى سند، المنتمي إلى الإطار التنسيقي ذي الغالبية البرلمانية، بإيقاف بثّ المسلسل لأنه “يسيء لمجتمعات جنوب” العراق و”سمعة عشائرنا الأصيلة”.
وأضاف النائب أنّ المسلسل لا يلتزم بـ”الضوابط الأخلاقية”.
وبالفعل قررت هيئة الإعلام والاتصالات، وهي الجهة الرسمية المعنية بتنظيم العمل الإعلامي في العراق، إيقاف بثّ المسلسل الذي يشارك فيه عدد من كبار الفنانين العراقيين، كما قال مدير العلاقات العامة في قناة “يو تي في” محمد العزاوي.
وأوضح العزاوي أنّه “بعدما وصلنا كتاب موقّع من رئيس هيئة الاعلام والاتصالات أوقفنا المسلسل على الفور”.
وفي بيان أصدرته الأحد بعد استقبالها وفداً من شيوخ العشائر، أكّدت هيئة الإعلام والاتصالات في بيان لم تذكر فيه المسلسل أنّها “ماضية في جهودها وواجباتها الدستورية لإيقاف كل من يسعى للنيل من الاستقرار المجتمعي عبر بوابة الإعلام”.
وأشار البيان إلى مطالبة شيوخ العشائر بأن “تأخذ هيئة الإعلام والاتصالات دورها في منع الإساءة لأي مكوّن من مكوّنات الشعب العراقي والحدّ من الإساءة لأبناء الجنوب”.
وبحسب العزّاوي، فإن العمل حصل مسبقاً على موافقة نقابة الفنانين و”ليس فيه خرق أو تجاوز وتمّ بثّه بعد حصوله على جميع الموافقات الرسمية”.
وأضاف أنّ القناة تلقّت بعد ذلك سلسلة تهديدات مجهولة المصدر.
ويتحدّث ناشطون ومنظمات غير حكومية عراقية مؤخراً عن تضييق تمارسه السلطات على حرية التعبير في البلاد.
ومنذ أسابيع، أوقفت السلطات عدداً من صانعي المحتوى على يوتيوب وتيك توك لنشرهم “محتوى هابطاً” و”يخالف الأخلاق والتقاليد”.