وقعت شركة قطر للطاقة، اليوم الثلاثاء، اتفاقية تعد الأطول من نوعها لتجهيز الصين بالغاز المسال، فيما بيّن مسؤولون قطريون أن جهات اسيوية واوربية اخرى تتفاوض لشراء الغاز القطري باتفاقات مشابهة.
وقالت وكالة “رويترز” في تقرير اطلعت عليه وكالة شفق نيوز إن” قطر للطاقة وقعت اتفاقية مدتها 27 عاما، لإمداد شركة سينوبك الصينية بالغاز الطبيعي المسال، هي الأطول من نوعها في تاريخ صفقات الغاز الطبيعي المسال حتى الآن، إذ تدفع تقلبات السوق المشترين للسعي وراء صفقات طويلة الأجل”.
وأضافت الوكالة أن “التنافس اشتد للحصول على الغاز المسال عقب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، مع احتياج أوروبا على وجه الخصوص لكميات ضخمة تساعد في تعويض الغاز القادم من خط أنابيب روسي كان يشكل نحو 40 بالمئة من واردات القارة”.
وقال، سعد الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، في مقابلة مع “رويترز” بالدوحة، قبل وقت قصير من توقيع الاتفاقية، “اليوم يعد علامة فارقة في أول اتفاقية بيع وشراء لمشروع حقل الشمال الشرقي، تبلغ أربعة ملايين طن لمدة 27 عاما لشركة سينوبك الصينية”.
وأضاف الكعبي أن “الصفقات طويلة الأجل موجودة ومهمة لكل من البائع والمشتري”، وأن الصفقة هي “أكبر اتفاقية بيع وشراء بقطاع الغاز الطبيعي المسال على الإطلاق”.
و حقل الشمال جزء من أكبر حقل للغاز في العالم تشترك فيه قطر مع إيران التي تسمي حصتها حقل جنوب بارس.
ووقعت شركة قطر للطاقة في وقت سابق من هذا العام خمس صفقات لحقل الشمال الشرقي الذي يمثل المرحلة الأولى والأكبر من خطة توسعة حقل الشمال المكونة من مرحلتين وتشمل ستة قطارات (مرافق تسييل وتنقية) للغاز الطبيعي المسال من شأنها زيادة قدرة التسييل في قطر من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2027.
كما وقعت لاحقا عقودا مع ثلاثة شركاء لحقل الشمال الجنوبي وهو المرحلة الثانية من التوسعة.
وتعد الصفقة التي أكدتها سينوبك، هي أول اتفاق إمداد يتم الإعلان عنه من حقل الشمال الشرقي.
وقال الكعبي “هذا (الاتفاق) ينقل علاقتنا إلى آفاق جديدة مع وجود اتفاقية بيع وشراء تستمر حتى الخمسينيات من هذا القرن”.
وأضاف الكعبي أن الاتفاق”يرسل رسالة مفادها أن الكثير من المشترين الآسيويين يتواصلون معنا للحصول على اتفاقات (إمداد) طويلة الأجل لأنهم يرون أن كميات الغاز آخذة في التراجع مستقبلا”.
وبيّن الكعبي إنه “يجري التفاوض مع مشترين آخرين في الصين وأوروبا ممن يريدون تأمين الحصول على إمدادات”.
وقطر هي أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم بالفعل وسيعزز مشروع توسعة حقل الشمال مكانتها ويساعد في ضمان إمدادات طويلة الأجل من الغاز إلى أوروبا التي تسعى لإيجاد بدائل للغاز الروسي.
وقالت سينوبك في بيان إن عقد الإمداد عنصر رئيسي في شراكة متكاملة في حقل الشمال الشرقي، مشيرة إلى أنها قد تشارك في مفاوضات الحصول على حصة.
وقالت مصادر لرويترز في يونيو حزيران إن شركات النفط الوطنية الكبرى في الصين بلغت مرحلة متقدمة من المحادثات مع قطر للاستثمار في حقل الشمال الشرقي.