أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أنه “لا يمكن أن نستمر بسياسة الاعتماد على النفط مصدراً رئيسياً للموازنة”، منوهاً إلى انه “نضع مكافحة الفساد الإداري والمالي في سلم أولوياتنا لما لهذه الظاهرة من تهديد خطير على مجمل الخطط والبرامج والسياسات التي تنفذها أي حكومة سواء الحكومة الاتحادية أم الحكومات المحلية”.
جاء ذلك خلال ترؤس رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني اجتماعاً في مبنى محافظة الديوانية خُصص لمناقشة الواقع الخدمي في المحافظة.
وحضر الاجتماع كل من وزراء الصحة والزراعة، ومحافظ الديوانية، بالإضافة الى عدد من وكلاء الوزارات المعنية والمسؤولين في الدوائر الخدمية.
وبحسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء فقد اشار خلال الاجتماع الى جملة من النقاط والمحاور، أهمها إن “زيارتنا الى محافظة الديوانية، هي تأكيد لرسالة الحكومة في تبني أولوياتها التي أعلنا عنها في المنهاج الوزاري، وسوف تُضمن في البرنامج الحكومي، وبالتالي هي خطة عمل الحكومة لهذه الفترة”.
وأضاف أن “أولوياتنا واضحة، وهي تنبع من تشخيص أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه أبناء شعبنا في عموم المحافظات، والتي أدت الى زيادة معاناة المواطنين على مختلف المستويات المعيشية والخدمية، منوهاً إلى أنه “يرافق ذلك رؤية الحكومة نحو الإصلاح الاقتصادي الذي يجب أن يكون، ولا يمكن تأخيره في ظل تردي وعدم فاعلية مختلف القطاعات المحركة للاقتصاد والمتمثلة بالصناعة والزراعة والسياحة. لايمكن أن نستمر بسياسة الاعتماد على النفط مصدرا رئيسيا للموازنة”.
وفي السياق أكد السوداني أنه “مكافحة الفساد الاداري والمالي في سلم أولوياتنا، لما لهذه الظاهرة من تهديد خطير على مجمل الخطط والبرامج والسياسات التي تنفذها أي حكومة، سواء الحكومة الاتحادية أم الحكومات المحلية، لذلك وفق هذه الرؤية وجدنا أنه من المناسب أن نبدأ من الديوانية، هذه المحافظة التي تتصدر المحافظات في نسب الفقر والبطالة، وفي ضعف النشاط الاقتصادي على مختلف المستويات، الذي أثّر بشكل كبير على الوضع الخدمي والمعيشي لعموم أبناء المحافظة”.
واوضح أن هذه المحافظة أعطت وضحّت، وقدمت قرابين من الشهداء والجرحى في مختلف المحطات التي مرت على البلد، كان آخرها الحرب على داعش. “ضعوا الشهداء امامكم في كل مفصل وفي كل حركة وموقف وفي كل قرار، الأمة التي لا تعترف ولا تخلد شهداءها، أمة غير حيّة”.
في الوقت نفسه اكد السوداني أن الزيارة الى محافظة الديوانية، ليست زيارة خاطفة ضمن برنامج رئيس الوزراء، كل زياراتنا هي زيارات عمل، نستعرض فيها المشاكل ونضع الحلول ونستمع اذا كانت هناك مبادرات، نؤيدها، ونخرج بحصيلة من التوصيات”.
وأكد أن “هناك فريق يتابع التوصيات، وعلى أساس المتابعة يتم تقييم كل المعنيين، بدءاً من السيد المحافظ وانتهاءً بالمدراء ورؤساء الوحدات الادارية وعموم الدوائر، فلدينا مشاريع متلكئة في الجانب الخدمي، ويجب على السادة الوزراء والوكلاء المتواجدين، الوقوف على هذه المشاريع، ومتابعة واقع عمل الدوائر، وأن نضع الحلول ونذهب الى تخصيصات المحافظة لنرى أين خصصت، والقطاعات المستفيدة منها”.
إبتداءً يتعيّن علينا أن نرتّب الأولويات، وأن نختار المشروع الذي يحقق أكبر خدمة ومنفعة للمواطن، خصوصاً حين يتعلق العمل بموازنة محافظة، وهي موجهة لخدمة أبناء المحافظة أولاً، عبر تقديم الخدمات الأساسية.
وبين أنه “بادرنا كحكومة بشكل طارئ، لتشكيل الجهد الهندسي والخدمي، وهذا الجهد في خدمة جميع المحافظات، صحيح إننا بدأنا ببغداد، لكن سنذهب الى المحافظات، لهذا نحن نبحث عن المشاريع ذات الأولوية، نسمع عن طرق الموت، التي أخذت الكثير من مواطنينا في حوادث السير، وهذه حالة يجب ان تنتهي، وينتهي وجود هذا المصطلح، ممكن أن تكون لهذه المشاريع الأولوية، أو أي مشاريع تجدون أنها تخدم أكبر شريحة من المواطنين، كما أن موضوع الحماية الاجتماعية له الأولوية، فالدولة تولي اهتماماً لهذا البرنامج، وفق منهجية علمية معتمدة دولياً تساهم في تخفيف الفقر، لا أعني فقط الدخل المعاشي، إنما نستهدف الفقر متعدد الأبعاد، الذي يشمل خدمات التربية والصحة والسكن”.
واوضح انه “يتعيّن على كل محافظ وكل محافَظة أن يرسما مشاريعهما الخدمية وفق خارطة الفقر التي تزوّدكم بها وزارة التخطيط. اليوم نحن معنيون بتوجيه الموازنة على مستوى المحافظات الى مشاريع البنى التحتية”.