كشف رئيس أساقفة الكلدان في الموصل وعقرة المطران نجيب موسى ميخائيل، عن أن اعداد المسيحيين في العراق انخفضت الى الثلث، مشيراً الى أن الحكومة تبتز المنظمات التي تقدم المساعدات المجانية للمسيحيين.
وقال رئيس اساقفة الكلدان في الموصل وعقرة ان “المكون المسيحي أصيل وهو من أقدم المكونات الموجودة في هذه المنطقة، وخاصة في سهل نينوى”، مستدركاً انه “نلاحظ انه يوما بعد يوم يتناقص عدد المسيحيين ويزداد معدل هجرتهم الى الخارج، وهذا يعد مؤشراً خطيراً جداً، لاسيما وان هنالك أسباباً تدفع المسيحيين الى الهجرة”.
ورأى المطران نجيب موسى ميخائيل ان “حقوق المسيحيين منتهكة بشكل أو بآخر، ولا يرون اي دعم من الحكومة المركزية بشكل خاص، وكذلك الحقوق من حيث التعيينات أو فرص العمل او المساواة في قوانين الدولة”، موضحا ان “هنالك الكثير من الامور في الدولة فيها اجحاف بحق المسيحيين وكذلك الاخوة الازيديين والكاكائية والصابئة المندائية وغيرهم، وما يجري لهذه المكونات الاصيلة الجميلة التي تعطي نكهة للعراق وحضارته القديمة يعد خسارة للجميع”.
ودعا الى ” تثبيت هذا الوجود قدر الامكان من اجل مستقبل ارقى واحسن”، مبينا انه “لا نريد ان تحكم دول الجوار العراق، بل نريد ان يدير العراقيون انفسهم بأنفسهم، وتدير الكفاءات الدولة، وليس بعض المكونات التي نكون على محك معها في بعض الأحيان، لذا يجب ان يكون المكون الاصيل هو من يدير ويحكم ويساعد في ادارة الدولة، وأيضاً وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبذلك يكون مستقبل العراق أجود”.
أما بخصوص أعداد المسيحيين في العراق، اشار المطران نجيب موسى ميخائيل الى انه “وقبل غزو تنظيم داعش كان عدد المسيحيين في العراق يتراوح بين المليون والمليون ونصف بشكل عام، لكن العدد الآن هو اقل من الثلث، اما الباقين فإما سافروا الى دول الجوار او هاجروا في طريق اللاعودة”، مستدركاً أن “ذلك يجب ألا يجعلنا نيأس من عودة هذه المجموعات وهذا المكون بطريقة صحيحة ونعطي للكنيسة دورها الحقيقي في خدمة المجتمع من حيث السلام والمحبة، وايضاً الكفاءات الموجودة عند المكون المسيحي للاسف نراهم في الخارج”.
“كلنا امل في ان تعمل الحكومة الجديدة جاهدة من خلال غبطة البطريرك روفائيل ساكو ان يعمل جاهدا على ان كل المواطنين سواسية، ونريد ان يقود المكون المسيحي نفسه وكنيسته وليس من قبل اصوات اخرى دخيلة”، وفق قوله، عادا “الكوتا تضر المسيحيين في بعض الاحيان أكثر مما تنفعهم”.
المطران نجيب موسى ميخائيل رأى أن “تمثيل المسيحيين في البرلمان حقيقي وفعلي وهم يعملون، لكنهم لا يمتلكون كل الحرية في تقرير ما يريدون، لان هنالك طريقة وصلوا بها الى هذا المكان تكون غير صافية او غير حرة”، مردفا ان “ممثلي المسيحيين ليسوا احراراً في فعل ما يريدون”.
ولفت الى ان “محافظ نينوى نجم الجبوري يعمل على تطوير الموصل وسهل نينوى ويهتم بالمناطق والنواحي والقرى بسواسية، وخاصة الحمدانية وبغديدا وكرمليس وبرطلة والقوش، وهو يقدم الخدمات بشكل رائع، لكنه محدود بسبب عدم توفير السلطات ما يريد القيام به”، مطالباً بأن “يتم اعطاء كل محافظة امكانيات الابداع، ومحافظة نينوى من بين المحافظات الراقية جدا من حيث الخدمات وفي نفس الوقت من حيث محبة واستقبال المسيحيين وقبول الاساتذة في الجامعات، كما ان المحافظ نجم الجبوري حاول ايقاف التغيير الديموغرافي، لكن هنالك ضغوطات كثيرة علينا”.
أما بشأن ملف التعويضات، ذكر المطران نجيب موسى ميخائيل ان “التعويضات التي حصل عليها المسيحيون جراء دخول داعش لمناطقهم وتدميرها قليلة جداً، والكنيسة لم تتسلم أي شيء ولذلك استطيع القول ان 95% من المسيحيين لم يتسلموا اي شيء، منوها الى ان “عودة المسيحيين الى الموصل خجولة، لأن معظم بيوت المسيحيين وخاصة في الجانب الايمن مهدمة”.
ولفت الى ان “كنائسنا واديرتنا التي يبلغ عددها 35 والتي منها قديمة تعود الى القرنين الرابع والخامس، لم تقم الدولة بصرف أي مبلغ عليها، بل احياناً تضع عقبات من حيث الضرائب، حيث ندفع ضرائب للفترة التي كان فيها تنظيم داعش يستولي على كنائسنا وهدمها واستباح املاكنا”، معتبراً أن “هنالك اجحافاً بحق المسيحيين بشكل واضح”.
واوضح ان “معظم المنظمات التي تريد العمل في الكنائس انسحبت، بسبب العراقيل التي تضعها الحكومة في طريقها او النسب المئوية التي تريد اخذها منها”، مبينا ان “المنظمات تقدم لنا المساعدات مجاناً، لكن الحكومة تبتزها، وكل هذه العراقيل تجعل المسيحيين لا يعودون الى الموصل”.