بقلم كريس ليفكو، كامي كامدسو
رأى مشرعون أميركيون الثلاثاء أن أعضاء من مجموعات يمينية وأنصارا آخرين لدونالد ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 بعد تغريدة للرئيس السابق اعتُبرت “دعوة إلى حمل السلاح”.
في الوقت نفسه قالت النائبة ليز تشيني، نائبة رئيس لجنة مجلس النواب للتحقيق في الهجوم على الكونغرس إن ترامب (76 عاما) حاول مؤخرا الاتصال بأحد شهود اللجنة.
وقالت تشيني إن الشاهد الذي لم تكشف هويته لم يرد على مكالمة ترامب وأبلغ محاميه، مؤكدة أن اللجنة “قدمت هذه المعلومات إلى وزارة العدل”.
خلال جلسة الاستماع العلنية السابعة التي بثت مباشرة على التلفزيون، قامت لجنة مجلس النواب المكونة من سبعة ديموقراطيين وجمهوريين اثنين، بدراسة تأثير تغريدة كتبها ترامب في 19 كانون الأول/ديسمبر 2020 حث فيها أنصاره على النزول إلى واشنطن في 06 كانون الثاني/يناير من أجل مسيرة حاشدة وعد بأن تكون “جامحة”.
وأُرسلت التغريدة بعد أكثر من ساعة من لقاء ترامب في البيت الأبيض بمحاميه رودي جولياني والجنرال السابق مايك فلين والمحامية سيدني باول، في اجتماع استراتيجي وصفه أحد المساعدين بأنه “ينم عن خلل عقلي”.
وقال عضو اللجنة جيمي راسكين إن “تغريدة ترامب عند الساعة 01,42 صاخبة وحرضت مؤيديه ولا سيما المتطرفين الخطرين في (مجموعات) +أوث كيبرز+ (حراس القسم) و+براود بويز+ (الشبان الفخورون) وغيرهم من المجموعات العنصرية والقومية البيضاء التي تريد القتال ضد الحكومة”.
واقتحم أعضاء من المجموعتين المذكورتين الكونغرس في 06 كانون الثاني/يناير مع آلاف الموالين لترامب في محاولة لمنع المصادقة على فوز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي قال ترامب زورا أن عملية تزوير شابتها.
وقالت النائبة ستيفاني ميرفي العضو في اللجنة أيضا إن التغريدة “كانت شكلت دعوة إلى التحرك وفي بعض الحالات دعوة إلى حمل السلاح للعديد من أكثر مؤيدي الرئيس ترامب ولاء”.
من جهتها، ذكرت اللجنة أن اثنين من أقرب مؤيدي ترامب، وهما فلين والمستشار السياسي روجر ستون، تربطهما صلات بمجموعة “حراس القسم”.
– استراتيجية متعمدة –
قالت اللجنة أيضا إن المسيرة إلى الكابيتول كان مخطط لها مسبقا لكن ترامب قرر عدم الإعلان عنها حتى الخطاب الذي ألقاه أمام أنصاره صباح السادس من كانون الثاني/يناير بالقرب من البيت الأبيض.
وقالت مورفي إن “الأدلة تؤكد أن هذه لم تكن دعوة عفوية إلى التحرك بل استراتيجية متعمدة قررها الرئيس مسبقا”.
وكانت كاسيدي هاتشينسون مساعدة مارك ميدوز كبير موظفي ترامب، أكدت في إفادة في جلسة سابقة أن الرئيس كان ينوي الذهاب إلى الكابيتول بنفسه لكن عملاء الخدمة السرية منعوه من القيام بذلك.
وتحاول اللجنة تحديد ما إذا كان لترامب أو شركائه دور في التخطيط للتمرد العنيف أو تشجيعه. وقد استدعت عددا كبيرا من مستشاري ومساعدي الرئيس السابق للإدلاء بإفاداتهم.
وعرضت الثلاثاء أول مقاطع فيديو مسجلة لشهادة أدلى بها في جلسة مغلقة الأسبوع الماضي المستشار السابق للبيت الأبيض بات سيبولوني.
وقال في هذه الشهادة إنه أقر بعدم وجود دليل على حدوث تزوير كبير في الانتخابات وأنه كان يجب على ترامب التنازل لبايدن.
استمعت اللجنة أيضًا إلى شاهدين هما جيسون فان تاتنهوف المتحدث السابق باسم “حراس القسم” وستيفن أيريس وهو رجل من ولاية أوهايو انضم إلى الحشد الذي اقتحم مبنى الكونغرس.
وقال فان تاتنهوف إن “حراس القسم” هي “منظمة خطيرة” تعتقد أن ولاءها لترامب سيمنحها “شرعية” كمجموعة شبه عسكرية.
أما أيريس فقد قال للجنة إنه جاء إلى واشنطن لأن “الرئيس أثار غضب الجميع” لكنه لم يعد يصدق تأكيداته أن الانتخابات “سُرقت”.
وتم توقيف أكثر من 850 شخصا على خلفية اقتحام أنصار ترامب الكونغرس.
ووجه الاتهام رسميا لخمسة أعضاء في مجموعة “براود بويز” في حزيران/يونيو بتهم التآمر لإثارة الفتنة بينما يواجه 11 من أعضاء “أوث كيبرز” التهم نفسها التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 عاما.
أسفر الهجوم على مبنى الكابيتول عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 140 ضابط شرطة.
تم عزل ترامب للمرة الثانية من قبل مجلس النواب بعد أعمال الشغب ووجهت إليه تهمة التحريض على التمرد، لكن مجلس الشيوخ برأه.
وفي بيان نشر الثلاثاء على منصة “تروث سوشال” دان ترامب الذي كان يلمح إلى الترشح للبيت الأبيض مرة أخرى في 2024، اللجنة ووصف أعضاءها بـ “المأجورين السياسيين والبلطجية”.
وكتب “هل رأيتهم من قبل؟ (…) نعم. انهم في الأساس المجانين أنفسهم الذين قادوا البلاد إلى الجنون بأكاذيبهم وباختلاقهم القصص”.
المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse