بيروت/أنقرة (رويترز) –
قالت تركيا إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 12 في غارة جوية سورية على رتل عسكري تابع لها في شمال غرب سوريا يوم الاثنين في الوقت الذي حققت فيه القوات الحكومية السورية تقدما على مقاتلي المعارضة في بلدة رئيسية.
وقال مصدران من قوات المعارضة الموالية لتركيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية السورية وقعت بالقرب من الرتل العسكري التركي الذي كان يقترب من الخطوط الأمامية في محافظة إدلب.
وتتمركز قوات تركية في إدلب بمقتضى اتفاقات مع روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد. وتساند أنقرة بعض جماعات المعارضة في شمال غرب سوريا.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية السورية دخول الرتل العسكري التركي سوريا بأنه عمل عدواني وقالت إنه دخل لمساعدة مقاتلي المعارضة الذين يتصدون لتقدم القوات الحكومية حول بلدة خان شيخون التي تعرضت للقصف بغاز السارين في عام 2017.
ويهدد تقدم القوات الحكومية السورية نحو البلدة، التي تسيطر عليها المعارضة منذ 2014، بمحاصرة مقاتلي المعارضة وطردهم من الرقعة الوحيدة التي يسيطرون عليها في محافظة حماة المجاورة كما يمكن أن يعرض موقع مراقبة تركيا هناك للخطر.
وفشلت سلسلة من اتفاقات الهدنة، التي تم التوصل إليها من خلال محادثات روسية تركية، في إنهاء القتال في إدلب حيث يوجد 12 موقعا عسكريا تابعا لأنقرة.
وبعد ثمانية أعوام من الحرب الأهلية، بات شمال غرب سوريا هو المعقل الكبير الأخير لمعارضي الأسد، وتشن القوات الحكومية أحدث هجماتها هناك منذ نهاية أبريل نيسان بمساعدة روسية.
وتقول الأمم المتحدة إن التصعيد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 500 مدني ونزوح مئات الألوف الذين تقطعت السبل بعدد كبير منهم بالقرب من الحدود مع تركيا.
وتخشى تركيا، التي تستضيف نحو 3.6 مليون لاجئ سوري وتحذر من أنها لا تستطيع استقبال المزيد، من أن يؤدي الهجوم على إدلب إلى تدفق جديد للاجئين.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الرتل العسكري تعرض للهجوم بينما كان في طريقه إلى أحد مواقع المراقبة التابعة لتركيا في شمال غرب سوريا. وأضافت أن الهجوم انتهاك لاتفاقات أنقرة مع موسكو التي تم إخطارها مسبقا بالرتل.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن الرتل متوقف على طريق سريع بعدما حالت الضربات الجوية دون مواصلة تقدمه جنوبا. وأضاف أن مقاتلا مرافقا للرتل قُتل.
وأضاف المرصد أن الجيش وحلفاءه سيطروا على تل على الطريق السريع في شمال غرب خان شيخون ليل الاثنين، ليقطعوا الطريق الرئيسي لدخول البلدة والخروج منها.
وقال أحد مصادر المعارضة من فيلق الشام المدعوم من تركيا إن القوات الموالية للحكومة سيطرت على التل تحت غطاء من قصف مكثف لكنها لم تقتحم البلدة. وأضاف المصدر أن قوات المعارضة تخوض معارك ضارية هناك.
* هجمات جوية مكثفة
قال العقيد مصطفى بكور من فصيل جيش العزة المعارض إن المعارك استعرت على مشارف البلدة. وأضاف أن مقاتلين وصلوا لتعزيز خط الجبهة وأن بعضهم من الجيش الوطني، وهو قوة من المعارضة مدعومة من تركيا ويتمركز في منطقة أبعد إلى الشمال بالقرب من الحدود.
ودعت فرنسا يوم الجمعة لإنهاء القتال فورا ونددت بتوجيه ضربات جوية لمخيمات النازحين.
وأدى قصف خان شيخون بغاز السارين إلى مقتل العشرات وإصابة المئات ودفع واشنطن لتوجيه ضربة صاروخية لسوريا. وتقع البلدة على طريق سريع يمتد من العاصمة دمشق إلى مدينة حلب.
وتعتقد مصادر في المعارضة أن فتح الطريق هدف أساسي لهجوم القوات السورية.
وألقى تحقيق أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية باللوم في الهجوم الذي استهدف خان شيخون بغاز السارين على الحكومة السورية. وتنفي دمشق استخدام مثل هذا السلاح.
وقال المرصد إن قوات موالية للحكومة تحارب للتوغل في خان شيخون يوم الاثنين فيما استهدفت ضربات جوية مكثفة مواقع وبلدات في جنوب إدلب.
وأضاف أنه منذ انهيار وقف قصير لإطلاق النار الشهر الجاري، تقدم الجيش السوري نحو خان شيخون من الشرق والغرب.
وقال سكان إن طائرات حربية قصفت البلدة ومواقع قريبة منها خلال الليل.
LEAVE A COMMENT