بقلم غيوم لافاليه، ياسمين زاهر
أقر النواب الإسرائيليون الخميس حل الكنيست ما يفتح الباب أمام إجراء انتخابات تشريعية ستكون الخامسة في البلاد خلال ثلاث سنوات ونصف السنة تم تحديد موعدها في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
وبعد تأخير دام ساعات، صوت 92 نائبا من أصل 120 الخميس لصالح حل البرلمان، في اقتراع سيسمح أيضا لوزير الخارجية يائير لبيد بأن يتولى رئاسة الحكومة خلفا لنفتالي بينيت الجمعة.
وكانت لجنة برلمانية مكونة من نواب للمعارضة والائتلاف الحاكم، أقرت في وقت سابق هذا الأسبوع حل الكنيست مساء الأربعاء. لكن تم تأجيل هذا التصويت بسبب مناقشات طويلة في المجلس حول مشاريع قوانين يريد النواب تمريرها قبل حله.
وكانت ذروة مناقشات مساء الأربعاء إعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت أنه لن يكون مرشحا في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في الخريف في 25 تشرين الأول/أكتوبر أو الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال بينيت “لا أنوي الترشح في الانتخابات المقبلة لكنني سأبقى جنديا مخلصا لهذا البلد، الذي خدمته طوال حياتي كجندي وضابط ووزير ورئيس للوزراء”، مؤكداً تسليمه قيادة تشكيلته حزبه يمينا لوزيرة الداخلية الحالية أيليت شاكيد.
ويفترض أن يسلم بينيت بعد حل البرلمان، أي رسميا في الساعة 00,00 من اليوم التالي للحل أي في اللحظات الأولى من الجمعة، منصب رئيس الوزراء إلى وزير الخارجية يائير لبيد.
وكان بينيت ولبيد كتبا في حزيران/يونيو 2021 صفحة في تاريخ إسرائيل عبر جمع ائتلاف من ثمانية أحزاب (من اليمين واليسار والوسط) بينها للمرة الأولى تشكيل عربي، من أجل الاطاحة بحكم بنيامين نتانياهو الذي استمر 12 عاما متتاليا.
لكن بعد عام، خسر التحالف غالبيته في البرلمان إلى درجة أن الحكومة لم تتمكن من تمرير تجديد قانون يضمن لأكثر من 475 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة الحقوق نفسها التي يتمتع بها الإسرائيليون الآخرون.
في هذه الأجواء، فضّل نفتالي بينيت وهو نفسه مدافع شرس عن المستوطنات التي تتعارض مع القانون الدولي، التضحية بحكومته معلنا عزمه على حل البرلمان للدعوة إلى انتخابات جديدة.
– لبيد رئيسا للحكومة الانتقالية –
لكن اتفاق الائتلاف بين بينيت ولبيد ينص على التناوب على السلطة بما في ذلك بند يقضي بأن يتولى لبيد الحكومة بشكل انتقالي حتى تشكيل الحكومة الجديدة إذا تم حل البرلمان الذي جاء بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تشرذم المشهد السياسي الإسرائيلي بوجود 13 حزبا تتقاسم 120 مقعدا.
وقال لبيد الأسبوع الماضي إن “ما نحتاجه اليوم هو العودة إلى مفهوم الوحدة الإسرائيلية وعدم ترك قوى الظلام تفرقنا”. ولن يكون لديه وقت طويل للاحتفال بتوليه المنصب.
وهذا الصحافي السابق الذي كان نجما أسس حزب الوسط “هناك مستقبل” (“يش عتيد” بالعبرية) قبل عقد. وسيتعين عليه أن ينظم صفوف حزبه بسرعة تمهيدا للانتخابات التشريعية ، بالإضافة إلى توليه رئاسة الوزراء.
وسيستقبل لبيد في منتصف تموز/يوليو الرئيس الأميركي جو بايدن في إسرائيل في أول جولة له في الشرق الأوسط منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
وسيكون عليه أيضا أن يراقب السياسة الوطنية مع زعيم المعارضة وحزب الليكود بنيامين نتانياهو (72 عامًا) الذي يحاكم بتهم فساد في سلسلة من القضايا ويسعى إلى استعادة منصبه السابق على رأس الحكومة.
وقال نتانياهو الخميس إن “التجربة (الائتلاف) فشلت. هذا ما يحدث عندما تجمع بين يمين متطرف مزيف ويسار راديكالي، وكل هذا مع الاخوان المسلمين”.
وأضاف نتنياهو “هل ستكون لدينا حكومة أخرى برئاسة لبيد أخرى ستكون فاشلة أو حكومة يمينية بقيادتنا؟”. وأكد “نحن البديل الوحيد! حكومة قوية ووطنية ومسؤولة”، قبل أن تبدأ حملته للانتخابات المقبلة.
المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse