طارد شغف الخلود، الإنسان منذ مئات السنين، فدفعه أحياناً إلى ارتكاب جرائم مروعة، أملاً في الشباب الدائم، لكن ما صنعته المجرية إليزابيث باثوري، الشهيرة بـ «كونتيسة الدم» فاق كل خيال؛ إذ قتلت أكثر من 650 فتاة وشربت دماءهن، اعتقاداً منها بأنها ستبقيها شابة إلى الأبد، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
وعلى الرغم من جمالها الباهر، لكن باثوري المولودة في المجر عام 1560، تعد واحدة من أكثر القتلة المتسلسلين وحشية في التاريخ؛ إذ تفننت في تعذيب وقتل مئات من الفتيات الصغيرات في قلعة ترانسيلفانيا، الموجودة حالياً في رومانيا، وبلغت في فظاعتها حتى استلهم منها المؤلف الأيرلندي بران ستوكر، روايته الأشه ر«دراكولا».
وبدأت قصة أول مصاصة دماء في التاريخ، بحسب الصحيفة، بعدما تزوجت من الأرستقراطي فيرينك نداسي؛ حيث تعرضت إلى العديد من الصدمات خلالها، بعدما جرى قتل أحد أطفالها بطريقة مروعة. وخلال تلك الفترة من القرون الوسطى، انتشرت شائعات غريبة حول دور دماء الفتيات في حفظ الشباب، وهم ما آمنت به باثوري بشدة فبنى لها زوجها غرفة تعذيب وفقاً لمواصفاتها.
ولتنفيذ مخططها الشيطاني، أغرت باثوري فتيات صغيرات من أبناء الفلاحين بالعمل لديها بمقابل مادي جيد، في قلعتها، بعيداً عن عائلاتهن، ثم قامت بعدها بحبسهن في قلعتها، من أجل الحصول على دمائهن.
وخلال حبسهن، كانت باتوري تعرض الفتيات المساكين إلى صنوف من التعذيب السادي، قبل قتلهن؛ إذ كان يتم تجويعهن حتى الموت. ووضع الدبابيس تحت أظافرهن، ثم تلطيخ أجسادهن بالعسل وربطهن قرب أعشاش النحل والنمل، وأخيراً الاستحمام في دمائهن.
وبعد وفاة زوجها في عام 1604، أطلقت «كونتيسة الدم» العنان لوحشيتها، فقتلت المئات من الفتيات الفلاحات، وعندما رفض الأهالي تسليمها أي من بناتهم، أقنعت الكونتيسة العائلات الثرية بإرسال بناتهم إلى القلعة لتعلم الأخلاق الحميدة، لكنهم لم يعودوا أبداً؛ إذ يعتقد أنها قتلت نحو 25 فتاة من أبناء النبلاء في ذلك الوقت.
وبدأت الشائعات تنتشر عن ممارستها الوحشية، لكن أحداً لم يجرؤ على الاقتراب منها بسبب سلطتها، ونفوذها، ما جعلها غير قابلة للمس، حتى أبلغ عنها أحد القساوسة في عام 1610، ما دفع السلطات للتحقيق، والقبض عليها هي وعدد من خدمها وأعوانها المشاركين في الجرائم.
وأعدمت السلطات الخدم المشاركين في جرائم القتل، لكن الكونتيسة لم تواجه أي محاكمة، بسبب وضعها الاجتماعي، ونفوذ عائلتها القوي.
واضطرت السلطات في النهاية إلى سجن باثوري في غرفة صغيرة في حصن؛ حيث لقيت حتفها بعد ثلاث سنوات في عام 1614، عن عمر يناهز 54 عاماً، مسجلة نهاية أول مصاصة دماء في التاريخ.