بقلم جوشوا ملفن وجوريس فيوريتي في زابوريجيا
ينتظر وصول وزيرَي الخارجية والدفاع الاميركيين الأحد إلى كييف، يوم عيد الفصح الأرثوذكسي، في أول زيارة أميركية لأوكرانيا بعد شهرين بالضبط من اندلاع الحرب التي ما زالت مستعرة في شرق البلاد وجنوبها.
ويصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى كييف الأحد لمناقشة شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، على ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في محطة مترو في وسط كييف إن الرئيس يريد تلك الأسلحة “أثقل وأقوى” في مواجهة الجيش الروسي.
وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي السبت أن بلاده زودت حتى الآن أوكرانيا أسلحة قيمتها 1,6 مليار دولار لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.
من جانبها، بدأت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تزويد مدينة كييف قاذفات صواريخ إس-300 لدفاعاتها الجوية. لكن كييف ستحتاج أيضا إلى أسلحة متطورة أخرى بما فيما مدافع هاوتزر، بحسب خبراء.
كما أعلنت فرنسا أنها ستسلم صواريخ ميلان المضادة للدبابات ومدافع قيصر. ويفترض أن يتدرب جنود أوكرانيون في فرنسا على طريقة التعامل معها اعتبارا من السبت.
وتكثّفت الدعوات إلى هدنة في عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي في الأيام الأخيرة، لكن ذلك لم يحول دون تخفيف حدة المعارك المستمرة.
في العاصمة اليونانية أثينا حيث لجأ أكثر من 22 ألف أوكراني منذ بداية الحرب، أعطيت الأولوية للاحتفالات الدينية الأحد.
وقال الكاهن الأوكراني الشاب رومان سكريبنيوك أمام حوالى مئة أوكراني أرثوذكسي خلال قداس أقيم في الكنيسة الكاثوليكية للثالوث الأقدس في حي آيوس نيكولاوس في أثينا “لا أحد، لا بوتين ولا أي دكتاتور آخر ولا الشيطان، لديه الحق في أن يسلبنا فرحة الاحتفال بعيد الفصح معا”.
وتشترك اليونان وأوكرانيا في التقاليد الأرثوذكسية نفسها، وبالنسبة إلى الأوكرانيين الحاضرين، فإن هذا الاحتفال الديني يذكر بالبيئة الدافئة لاحتفالات ما قبل الحرب. لكن بعض الوجوه بدت قاتمة.
وقالت ماريا تشوبرينا (30 عاما) التي وصلت من إزماييل في منطقة أوديسا مع زوجها أوليكسي وولديهما ماكسيم وميلانا “نشعر بالحزن لأننا لسنا في ديارنا مع أقربائنا، كما جرت العادة في عيد الفصح”.
– قصف متواصل –
في شرق أوكرانيا وجنوبها، وهما منطقتان تسيطر عليهما القوات الروسية إلى حد كبير، تستمر المعارك العنيفة.
وقال الجيش الروسي صباح السبت إنه نفّذ 1098 هجوما بالمدفعية والصواريخ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وكتب حاكم منطقة لوغانسك في الشرق سيرغي غايداي على تلغرام “إنهم يقصفون كل شيء حرفيا… طوال الوقت، على مدار الساعة”، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة. ثم أعلن مقتل شخصين وإصابة اثنين في زولوتي إثر قصف مدفعي روسي.
وفي منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا، قتل ستة مدنيين بقصف روسي قرب بلدة غيرسكي.
وبحسب زيلينسكي، “استهدفت سبعة صواريخ أوديسا” السبت بينها صاروخ “طال مبنى سكنيا” و “صاروخين أسقطتهما” منظومة الدفاع الجوّي الأوكراني.
وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في ضربات روسية على هذه المدينة الساحلية الواقعة في جنوب أوكرانيا، وفق حصيلة للرئاسة الأوكرانية.
من جانيها، قالت وزارة الدفاع الروسيّة إن “القوات المسلحة الروسية عطلت اليوم، باستخدام صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى، محطة لوجستية في مطار عسكري قرب أوديسا، حيث تم تخزين مجموعة كبيرة من الأسلحة الأجنبية التي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية”.
– غوتيريش في أنقرة –
وفي غضون ذلك، ما زالت مفاوضات السلام في مراحلها الاولى، خصوصا أن روسيا تبدو، في الوقت الراهن، كأنها لم تحقق أهدافها العسكرية.
وجدد زيلينسكي السبت دعوته الى لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين “لإنهاء الحرب”.
وهدّد الرئيس الأوكراني بأن كييف ستنسحب من المفاوضات مع موسكو إذا عمد الجيش الروسي الى قتل الجنود الاوكرانيين المتحصنين في مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق اوكرانيا.
وأشار إلى “استعداده” ل”إجراء عملية تبادل مع جنودنا الذين يدافعون عن ماريوبول بأي شكل من الأشكال”، بهدف إخراج “هؤلاء الناس المحاصرين والذين يعانون وضعا مروعا”.
ويزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين تركيا التي تؤدي دورا مهما في الوساطة لإيجاد حل للنزاع في أوكرانيا، وذلك قبل توجهه إلى موسكو وكييف.
لكن زيلينسكي انتقد السبت قرار غوتيريش “غير المنطقي” زيارة موسكو الثلاثاء قبل المجيء إلى كييف. وقال “من الخطأ الذهاب إلى روسيا أولا ومن ثم إلى أوكرانيا”، مبديا أسفه “للانعدام التام للعدالة والمنطق في هذا الترتيب”.
وأضاف “الحرب في أوكرانيا. لا جثث في شوارع موسكو. سيكون من المنطقي أن يذهب أولا إلى أوكرانيا لرؤية الناس هناك وتداعيات الاحتلال”.
وتسعى أنقرة حاليا إلى تنظيم قمة في اسطنبول بين الرئيسين الروسي والأوكراني رغم إقرار تركيا بأن احتمال إجراء محادثات مماثلة لا يزال ضعيفا.
وأكّد مسؤول عسكري روسي كبير أن القوات الروسية التي انسحبت من منطقة كييف وشمال أوكرانيا نهاية آذار/مارس تسعى إلى “فرض سيطرة تامة على دونباس وجنوب أوكرانيا”.
وبحسب الامم المتحدة، فإن عدد اللاجئين الفارين من الغزو الروسي يقترب من 5,2 ملايين. وفرّ أكثر من 7,7 ملايين شخص من منازلهم لكنهم ما زالوا في أوكرانيا.
المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse