بقلم جاي ديشموخ وعائشة صافي
أمرت حركة طالبان بإغلاق المدارس الثانوية للفتيات في أفغانستان الأربعاء بعد ساعات من إعادة فتحها، كما أكد مسؤول، ما أثار ارتباكا وحسرة بسبب عودة الجماعة الإسلامية المتشددة عن سياستها.
وصرّح الناطق باسم الحركة إنعام الله سمنكاني لوكالة فرانس برس “نعم هذا صحيح” مؤكدا بذلك معلومات تفيد أن فتيات طُلب منهنّ العودة إلى منازلهنّ.
وفيما لم يشرح سمنكاني الأسباب وراء ذلك القرار، قال الناطق باسم وزارة التربية عزيز أحمد ريان “ليس مسموحا لنا التعليق على هذا الموضوع”.
وكان فريق وكالة فرانس برس يصوّر صباح الأربعاء حصة دراسية في صفّ في مدرسة زارغونا الثانوية للبنات في العاصمة كابول، عندما دخل مدرّس وأمر التلميذات بالعودة إلى منازلهنّ.
وكانت الفتيات مبتهجات لعودتهنّ إلى المدرسة للمرة الأولى منذ سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة على الحكم في آب/أغسطس الماضي. إلا أنهنّ أغلقنَ كتبهنّ ووضّبنَ أغراضهنّ وغادرنَ وهنّ يبكينَ.
وقالت بالواشا وهي مدرّسة في ثانوية عمرة خان للبنات في كابول “أرى تلميذاتي يبكين ويترددن في مغادرة الصفوف الدراسية”.
وأضافت “من المؤلم جدا رؤية التلميذات يبكين”.
ووصفت مبعوثة الأمم المتحدة ديبورا لاينز التقارير حول إغلاق المدارس بأنها “مقلقة”.
وكتبت على تويتر “إذا كان ذلك صحيحا، ما الذي قد يكون السبب؟”.
عندما أعادت طالبان السيطرة على البلاد في آب/أغسطس الماضي، أُغلقت المدارس بسبب جائحة كوفيد-19 لكن لم يسمح إلا للفتيان والفتيات الصغيرات باستئناف الدراسة بعد شهرين.
وكانت هناك مخاوف من قيام طالبان بإغلاق كل المؤسسات الرسمية المخصصة لتعليم الفتيات كما فعلت الحركة خلال حكمها الأول الذي استمر من العام 1996 حتى 2001.
وجعل المجتمع الدولي من حق التعليم للجميع، نقطة أساسية في المفاوضات حول المساعدات والاعتراف بنظام طالبان الجديد، فيما عرضت دول ومنظمات عدة دفع رواتب الأساتذة.
وكانت وزارة التربية أعلنت الأربعاء استئناف التدريس للفتيات في ولايات عدة باستثناء قندهار (جنوب)، مهد حركة طالبان، حيث يفترض أن تعيد المدارس فتح أبوابها الشهر المقبل.
وأعادت العديد من المدارس فتح أبوابها في العاصمة وأماكن أخرى من بينها هرات وبانشير، موقتا على الأقل.
وقالت لطيفة همدارد مديرة إحدى الثانويات في هرات لوكالة فرانس برس “نرى كل التلميذات اليوم سعيدات”.
– حواجز –
وأوضحت وزارة التعليم الأفغانية أن إعادة فتح المدارس كان دائما هدفا للحكومة وأن طالبان لا تخضع لضغوط دولية.
وقال المتحدث باسم الوزارة عزيز أحمد ريان لوكالة فرانس برس الثلاثاء “نحن نقوم بذلك كجزء من مسؤوليتنا لتوفير التعليم والمرافق الاخرى لتلاميذنا”.
وشددت حركة طالبان على رغبتها في ضمان فصل مدارس الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و19 عاما وأن يكون النظام التعليمي موجها وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
وفرضت طالبان عددا كبيرا من القيود على النساء ومنعتهن من ممارسة العديد من الوظائف الحكومية ومن السفر خارج مدنهن بمفردهن.
كما أوقفت الحركة الاسلامية المتشددة العديد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
وحتى لو أعيد فتح المدارس تماما، ما زالت هناك حواجز تحول دون عودة الفتيات إلى التعليم مع تشكيك العديد من العائلات في طالبان وترددها في السماح لبناتها بالخروج.
من جانب آخر، لا يرى البعض فائدة في تعلم الفتيات.
وأوضحت هيلا هيا (20 عاما) وهي شابة من قندهار قررت ترك المدرسة “هؤلاء الفتيات اللواتي أنهين تعليمهن، انتهى بهن المطاف جالسات في المنزل مع مستقبل غامض”.
من الشائع أن يتغيب التلاميذ الأفغان عن المدرسة نتيجة الفقر أو الصراع، ويواصل بعضهم تلقي الدروس حتى أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات.
كما أثارت منظمة هيومن رايتس ووتش مسألة السبل القليلة المتاحة أمام الفتيات لتطبيق دراستهن.
وقالت سحر فترات الباحثة المساعدة في المنظمة “لماذا تقدمون أنتم وعائلتكم تضحيات من أجل الدراسة إذا لن يكون بإمكانكم الحصول على المهنة التي طالما حلمتم بها؟”.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse