سمير داود حنوش
لا أدري من أين تأتون بكل هذه الجرأة والوقاحة في أفعالكم وأقوالكم، ولا أعلم من أين تستمدون قوتكم الغاشمة في الأستعلاء والتعالي وتتمردون حتى على من جاء بكم، هل هي الجنسية الثانية التي تمتلكونها أو الدول التي تحتضن عوائلكم وقصوركم؟، هل هي تلك الأقبية العميقة التي تخفون ورائها أقنعتكم ووجوهكم وتلابيب أخلاقكم؟، هل هي شيطنة المنصب الحكومي الذي تستمدون منه وقاحتكم وجرأتكم؟.
تتحدثون عن إفقار الشعب وتجويعه ومبررات تلك الأفعال وكأنكم تتسلّون في لعبة (بوبجي) تدركون في النهاية أنها مجرد لعبة، تقامرون بحياة الناس والفقراء ولاتعلمون كم يكون الليل طويلاً على الجائع والمحروم، ألا تبّت أياديكم فيما تفعلون بهذا الشعب وتبّت أفعالكم وأنتم تسخرون من الجيّاع والفقراء وتتحدثون بلا خجل ولا إستحياء أنكم لستم السبب في تجويعه وأن تبرير أفعالكم أقبح من ذنبكم عندما تتحدثون أن الغلاء عالمي وليس محلي، ألا سحقاً لكل من يحاول تركيع هذا الشعب.
تتحدثون عن الكبرياء والكرامة ونحن نعلم جيداً بأن أصغر موظف في أي سفارة لدولة يتحكّم بوزاراتكم بل والحكومة بأجمعها.
كم من المرات نعاهد أنفسنا أن لانتحدث بأحاديث السوء ونقد خصالكم، لكنكم تتعمدون أن نهين عقولكم ونلعن الزمن والمكان اللذان أتيا بكم على سدّة حكم هذا الشعب، تقول أن الغلاء كذبة فهل هناك كذبة أكبر من توليكم مسؤولية بلد عظيم مثل العراق؟ وهل هناك خطيئة أو خطايا أو إفتراء أكثر من أنكم أفقرتم الشعب وجوعتموه؟، ورقتكم البيضاء أصبحت تخجل من سوادها بفعل أكاذيبكم ونفاقكم.
تدّعي أنك ترفض المسائلة فهل لديك الشجاعة الكافية إن كنت تملكها في تقديم إستقالتك؟ إتركوا مناصبكم وإستقيلوا وإحتفظوا ببعض كرامتكم وماء وجوهكم .
قديماً بعث خليفة إلى والٍ من ولاته رسالة مختصرة يقول له فيها: (لقد كثُر شاكوك…وقلّ شاكروك..فإما إعتدلتْ وإما إعتزلتْ). إرحلوا واتركوا هذه الأرض لأصحابها فأنتم غير مرحب بكم.