عثر علماء الآثار على 6 مومياوات أطفال تعود إلى عصر ما قبل الإنكا في مقبرة في كاجاماركويلا في بيرو. تمت التضحية بهم على ما يبدو لمرافقة رجل نبيل إلى الحياة الآخرة.
وتشير التقارير الإخبارية بشأن هذا الاكتشاف “المرعب”، إلى أن الهياكل العظمية المحنطة للأطفال وقع لفها بقطع قماش ودُفنت في القبر إلى جانب أحد النبلاء، والذي ربما كان شخصية سياسية هامة. ويرجح أن هذا النبيل كان يبلغ من العمر 20 عاما تقريبا عند موته.
ووقع اكتشاف المقبرة على بعد نحو 24 كيلومترا (15 ميلا) شرق ليما في موقع يسمى كاجاماركويلا، والتي يبلغ طولها بنحو ثلاثة أمتار (9.8 قدم) وعمقها 1.4 متر.
وبحسب علماء الآثار فإن الأطفال، على الأرجح، وقع التضحية بهم من قبل سكان جبال الأنديز من فترة ما قبل الإنكا منذ نحو 1000 إلى 1200 عام.
واستخدمت الحضارات البيروفية القديمة مثل الأزتيك والمايا والإنكا القرابين كطقوس، مع الاعتقاد بأنهم كانوا يرسلون الموتى إلى “العالم الآخر”.
وكان يعتقد دالين لونا أن التضحية بالبالغين، وأحيانا الأطفال كما يبدو في هذا الاكتشاف، من شأنه أن يرضي آلهتهم الغاضبة ويخيف أعداءهم.
وقال عالم الآثار بيتر فان دالين لونا، الذي قاد عمليات الحفر، لوكالة “فرانس برس”: “مجتمعات جبال الأنديون اعتقدت أنه بعد رحيلهم لن يختفوا. ولم يكن الموت نهاية بل بداية وانتقالا إلى عالم مواز”.
وأضاف فان دالين لونا إن الناس غالبا ما كانوا يعتمدون هذه التضحيات كجزء من الطقوس الجنائزية للنخب المحلية.
وتابع: يمكن أن يكون الأطفال من الأقارب المقربين وقد وُضعوا في أجزاء مختلفة من مدخل قبر مومياء (النبيل)، أحدهم فوق الآخر. ووفقا لفرضية العمل لدينا، من المرحج أنه وقع التضحية بالأطفال لمرافقة المومياء إلى العالم السفلي. ويبدو أنه تم التضحية بكل هؤلاء الأشخاص لمرافقة روح المومياء على طريق الموت إلى الوجهة النهائية، وفقا لإيديولوجية سكان الأنديز”.
في مكان قريب من مقبرة كاجاماركويلا، عثر الفريق أيضا على عظام سبعة بالغين لم يقع تحنيطهم، بالإضافة إلى بقايا حيوانات تشبه اللاما، وأوان خزفية مزخرفة ومعدات حياكة.
ويعمل فريق علماء الآثار الذين عثروا على المومياوات، على كشف أسرار كاجاماركويلا، أحد أكبر المواقع الأثرية في أمريكا الجنوبية.
ويشار إلى أنه في نوفمبر الماضي، اكتشفوا مومياء رجل مكبل اليدين وموضوعتين على وجهه في وضع جنائزي نموذجي. وكانت المومياء محفوظة جيدا لدرجة أن علماء الآثار يأملون في استعادة الحمض النووي القديم من الجسم.
ذكرت شبكة سي إن إن أن هذا الرجل، الذي يُعتقد أنه من النخبة المحلية رفيعة المستوى، كان على الأرجح جزءا من ثقافة تشاكلا، التي نشأت في جبال ليما ومقاطعة هواريوتشيري في ذلك الوقت تقريبا.
وكان موقع كاجاماركويلا، الذي يقع على مشارف ما يعرف الآن باسم ليما، موقعا مقدسا مخصصا للطقوس.
وكان الناس يسافرون إلى أماكن بعيدة وعلى نطاق واسع لزيارة المدينة المقدسة، التي كانت ستصبح مركزا للتجارة في ذلك الوقت، بحسب موقع “بزنس إنسايدر”.
وعلى الرغم من أن كاجاماركويلا أصبحت في حالة خراب الآن، إلا أنها كانت مختلفة تماما في ذلك الوقت.
وقالت داجمارا سوشا، عالمة الآثار البيولوجية من مركز دراسات الأنديز بجامعة وارسو ، “كان هناك ساحة احتفالية حيث كانت هناك تضحيات وكانوا يحتفلون ببعض الطقوس”. وأضافت أن هرما من الطوب كان يرتفع فوق المناظر الطبيعية المحلية. ونظرا لأن الناس لم يعيشوا هناك على مدار العام، يُعتقد أن أفراد المجتمع رفيعي المستوى فقط هم الذين دفنوا في الموقع.