أعلنت إيران الإثنين أن وفدها الى مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، سيعود الى فيينا الثلاثاء، مؤكدة أن نجاح التفاوض مرهون بإجابات سيحملها الوفد الأميركي.
وتجري إيران والقوى المنضوية في اتفاق العام 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات لإحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018. وتشارك واشنطن في المباحثات بشكل غير مباشر.
وعلّقت الجولة الثامنة من المباحثات أواخر كانون الثاني/يناير، لعودة الوفود الى عواصمها للتشاور مع بلوغ مرحلة تتطلب “قرارات سياسية”.
وتهدف المباحثات لإعادة واشنطن الى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد الانسحاب، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام التزامها النووية التي بدأت تدريجا التراجع عن غالبيتها بعد خروج واشنطن من الاتفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي إن “وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي تواجد في طهران منذ بضعة أيام لمشاورات ضرورية، سيغادر غدا الى فيينا”، مشيرا الى أن وفود الأطراف الآخرين ستقوم بالأمر ذاته.
ورأى أنه “من الطبيعي أن تتوقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يكون تم اتخاذ القرارات الضرورية من الجانب الآخر، خصوصا في واشنطن”، مضيفا “ثمة مسائل مهمة مطروحة على جدول الأعمال لا يمكن حلها من دون قرارات سياسية. نأمل في أن تتحوّل التصريحات المصنّفة إيجابية الى التزامات ملموسة، ونصبح قادرين على ابرام اتفاق جيد وموثوق في فيينا”.
وتشدد طهران على أولوية رفع عقوبات حقبة ما بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، والتحقق من ذلك عمليا، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.
وشدد خطيب زاده على أن “مسألة الفائدة الاقتصادية للجمهورية الإسلامية من رفع العقوبات مهمة جدا، وهي الخط الأحمر في ما يتعلق برفع العقوبات”.
وأبدى أمله بعودة الوفد الأميركي “مع تعليمات واضحة بشأن طريقة الوفاء بالتزاماته لرفع العقوبات بما يتلاءم مع الاتفاق النووي”.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن إيران مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان عدم سعيها لتطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران بشكل دائم.
الا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ انسحاب ترامب منه، واعتماده سياسة “ضغوط قصوى” على طهران شملت فرض عقوبات جديدة أو إعادة فرض أخرى كان قد تم رفعها بموجب الاتفاق.
واليوم، شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على أولوية رفع عقوبات “الضغوط القصوى”.
وكتب على تويتر “تعيّنت مهام المفاوضين الإيرانيين لمواصلة الجولة الثامنة من المفاوضات بعناية. الاتفاق الذي لا يتم فيه رفع العقوبات التي تمثل الضغوط القصوى، سيؤثر على اقتصاد البلاد، ولا يمكن أن يكون أساسا #لاتفاق_جيد”.
وبدأت المباحثات في نيسان/أبريل. وبعد تعليق لنحو خمسة أشهر، استؤنفت أواخر تشرين الثاني/نوفمبر. وفي الأسابيع الماضية، أكد المفاوضون تحقيق تقدم مع تبقي نقاط تباين عدة.
وشدد خطيب زاده الإثنين على “تحقيق تقدم مهم في مجالات مختلفة”، مشيرا الى أن “الأجوبة التي ستحملها الولايات المتحدة الى فيينا غدا (الثلاثاء) ستحدد متى يمكننا التوصل الى اتفاق”.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse