بقلم أغلاييه واتران
التقى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأحد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومسؤولين إماراتيين آخرين في اليوم الاول من زيارة غير مسبوقة لرئيس للدولة العبرية إلى البلد الخليجي، في أحدث خطوة دبلوماسية منذ تطبيع العلاقات تأتي في أجواء من التوتر الإقليمي الكبير.
وزيارة هرتسوغ الذي ترافقه زوجته، هي الاولى لرئيس إسرائيلي إلى دولة خليجية. وقد حطّت طائرته عند الساعة 08,00 بتوقيت غرينيتش في أبوظبي، والتقى فور وصوله وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وفي وقت لاحق، اجتمع بولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي كان قد وجّه الدعوة لهرتسوغ لزيارة الإمارات.
وجرت للرئيس لدى وصوله إلى “قصر الوطن” في العاصمة أبوظبي مراسم استقبال رسمية بحضور مسؤولين إماراتيين حيث “اصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فخامته إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات ودولة إسرائيل”، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
وأطلقت المدفعية “21 طلقة ترحيباً بزيارة الضيف واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية لفخامته”، وفقا للوكالة.
ومن المفترض أن يزور معرض إكسبو دبي الاثنين لحضور يوم مخصص لاسرائيل في جناح الدولة العبرية، على أن يلتقي كذلك بمجموعات يهودية في الدولة الخليجية. وقد يجتمع خلال زيارته لدبي بحاكم الإمارة رئيس الحكومة الإماراتية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وكتب هرتسوغ على تويتر بعيد وصوله على متن الطائرة التي عبرت الأجواء السعودية “نبدأ اليوم أول زيارة لرئيس لدولة إسرائيل لدولة الإمارات العربية المتحدة. تأثرنا كثيرا بحفاوة الاستقبال في أبوظبي مع معالي وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان”.
وكان قد أعرب قبل مغادرته عن سعادته للزيارة، قائلا “نشعر بالغبطة لأنّنا نصنع التاريخ هذا الصباح. أسافر الآن مع زوجتي ميخال لزيارة تاريخية للإمارات”، مؤكدا أن “هذه الزيارة تحمل بشرى السلام بين الشعوب ولعموم الشرق الأوسط”.
من جهته، قال السفير الإماراتي لدى إسرائيل محمد الخاجة السبت على تويتر ان الزيارة “كانت مجدولة مسبقًا بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير وتم تأجيلها لظروف كوفيد-19”.
وتابع “نتطلع لهذه الزيارة التاريخية التي ستعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين حيث نسعى لتوقيع اتفاقيات اقتصادية و تجارية مهمة بين البلدين في المستقبل القريب”.
– “تغيير” الشرق الاوسط –
كانت الإمارات والبحرين أعلنتا في أيلول/سبتمبر 2020 تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، في خطوة رفضها الفلسطينيون وصنّفت على أنها خروج عن الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني أساسا للسلام مع إسرائيل.
الشهر الماضي، قام رئيس الوزراء نفتالي بينيت بأول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية للإمارات ركزت على المباحثات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني الذي يعتبر أولوية أمنية قصوى للدولة العبرية.
وأكد هرتسوغ الذي يشغل منصبا فخريا أن “الشراكة الجديدة الجريئة (…) ستغيّر الشرق الأوسط”، فيما وقع البلدان العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي.
برعاية أميركية من الرئيس السابق دونالد ترامب أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بعد مصر والأردن، وسرعان ما تبعتها البحرين والمغرب.
كما وافق السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن لم تتم إقامة علاقات كاملة حتى الآن.
وتتطلع الإمارات وإسرائيل إلى جني ثمار التطبيع وتحقيق أرباح سريعة بعد التداعيات الاقتصادية السلبية محلياً لأزمة تفشي وباء كوفيد-19. ووقّعت الدولتان اتفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات وفي السياحة والمال وغيرها.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت شركة “البيت سيستمز” الإسرائيلية للأسلحة فتح فرع لها في الإمارات. وزار نحو مئتي ألف إسرائيلي الإمارات منذ إقامة العلاقات، حسبما أفاد القنصل العام لإسرائيل في دبي الشهر الماضي.
ويعتبر الموقف المتقارب لإسرائيل وبعض دول الخليج حيال إيران من الأسباب المساهمة في إقامة العلاقات.
وإيران هي العدو اللدود لإسرائيل، وتشكك الدولة العبرية بشدة في فعالية الجهود المستمرة التي تبذلها القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي خفف من عقوبات طهران مقابل فرض قيود على عملية تخصيب اليورانيوم.
وتعرّضت الإمارات هذا الشهر لهجومين من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يتلقّون دعم طهران.
وأعلنت أبوظبي الإثنين أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين، في هجوم وقع بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
المصدر: AFP