بقلم كريستوفر ريكلتون في الماتي / دانا ريسمحمدوما
أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف الثلاثاء أن القوات العسكرية بقيادة روسيا التي انتشرت في البلاد عقب اضطرابات دامية ستبدأ المغادرة هذا الأسبوع وهاجم سلفه الذي يحظى بنفوذ واسع بهدف ترسيخ سلطته.
ما يدل على عودة الوضع الى طبيعته، عيّن توكاييف أيضا رئيسا جديدا للوزراء فيما جرت في هذا البلد الشاسع في آسيا الوسطى الأسبوع الماضي أعمال عنف لم يشهدها منذ استقلاله في 1991، أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى وأدت الى نشر قوة عسكرية إقليمية بقيادة روسيا.
وأُرسلت القوة المتعددة الجنسيات وقوامها 2000 عنصر إلى كازاخستان في ذروة الأزمة الأسبوع الماضي، عقب اشتباكات مسلحة بين معارضي الحكومة وقوات الأمن وعمليات نهب في ألماتي، كبرى مدن البلاد.
وقال توكاييف إن “المهمة الرئيسية للقوات التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أُنجزت بنجاح”.
وأضاف “في غضون يومين سيبدأ انسحاب تدريجي للقوة المشتركة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. ولن تستغرق عملية انسحاب الكتيبة أكثر من عشرة أيام”.
وجاءت تصريحاته أمام الحكومة والبرلمان في مؤتمر عبر الفيديو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد الاثنين ان القوات ستكون في كازاخستان “لفترة محدودة”.
من جانب آخر، اتهم رئيس كازاخستان الثلاثاء مرشده القوي وسلفه نور سلطان نزارباييف، بالمساهمة في نشوء “طبقة ثرية” تهيمن على هذا البلد الغني بالنفط وعلى سكانه وذلك بعد أسبوع على الاضطرابات.
وقال توكاييف “بسبب الرئيس السابق، ظهرت في البلاد مجموعة من الشركات المربحة جدا وطبقة من الأغنياء جدا” فيما تسيطر بنات الزعيم السابق وأصهرته وأحفاده وغيرهم من الأقرباء على مناصب مهمة للغاية ومصالح اقتصادية في البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.
– رئيس وزراء جديد –
قامت سلطات كازاخستان من جانب آخر باعتقالات واسعة في هذا البلد السلطوي حيث ليس هناك معارضة سياسية يتسامح معها النظام. الثلاثاء أعلنت وزارة الداخلية اعتقال حوالى عشرة آلاف شخص، بدون تقديم حصيلة محددة للخسائر البشرية للاضطرابات.
وقعت أشد أعمال العنف في العاصمة الاقتصادية ألماتي حيث تم نهب وتخريب العديد من المباني العامة والمتاجر فيما جرت مواجهات مسلحة بين مثيري أعمال الشغب والقوات الكازاخستانية.
في دليل على عودة الوضع الى طبيعته ثبت النواب الكازاخستانيون تعيين رئيس جديد للوزراء هو علي خان إسماعيلوف بعد استقالة الحكومة الاسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المتظاهرين.
إسماعيلوف (49 عاما) هو وزير سابق للمالية وكان مساعدا أيضا للرئيس نور سلطان نزارباييف الذي حكم البلاد بقبضة من حديد على مدى ثلاثة عقود حتى العام 2019.
خلال الاضطرابات عبر متظاهرون عن غضبهم إزاء الرئيس السابق البالغ من العمر 81 عاما والذي لا يزال يحظى بنفوذ واسع في البلاد بصفته “زعيم الأمة”.
واعتبرت كازاخستان أن الاضطرابات التي اندلعت الأسبوع الماضي عقب تظاهرة سلمية احتجاجا على رفع أسعار الغاز في غرب البلاد وأودت بالعشرات، “محاولة انقلاب” يقف وراءها “إرهابيون” أجانب. غير أن الأزمة كشفت خلافات في أعلى هرم الحكومة.
وأعلنت كازاخستان السبت توقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات كريم ماسيموف، وهو أول شخصية رفيعة المستوى يتم استدعاؤها بناء على شبهات “بالخيانة العظمى”.
في الماتي، رحب العديد من السكان بوصول القوات الروسية. وقالت روزا ماتاييفا وهي استاذة لغة انكليزية تبلغ من العمر 45 عاما لوكالة فرانس برس “أشيد بالتعاون مع روسيا” مضيفة “اعتقد انه لا يشكل تهديدا لسيادتنا”.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse