استنكر ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي موقف مجلس الأمن من الانتخابات العراقية، والذي باركها وأيد نتائجها، عادا موقف المجلس منها جاء “للاضرار بالعراق”.
وحسب بيان صادر من الائتلاف أنه “في الوقت الذي نؤكد على ضرورة قيام مفوضية الانتخابات للنظر بالطعون المقدمة طبقا لقانون مجلس النواب لعام 2020 وتطبيق المادة 38 الفقرة اولاً منها والتي تنص في شطرها الاخير على (في حالة الطعن في مركز اقتراع او محطة اقتراع تلتزم المفوضية العليا بمهمة اعادة العد والفرز اليدوي وبحضور وكلاء الاحزاب السياسية وتُعتمد نتائج العد والفرز اليدوي) فاننا ندعوا المفوضية الى التحرك السريع لتجنب دخول العراق بمنزلق لطالما حذرنا منه”.
ودعا الائتلاف الى “الاستجابة لمطالب القوى الوطنية المعترضة على نتائج الانتخابات والتي لحقها ضرر كبير من خلال التلاعب بنتائجها”.
ائتلاف الوطنية استنكر “موقف مجلس الامن الدولي الذي اعتبر ان الانتخابات نزيهة ولم يراعي اعتراضات المعترضين ولا حتى اعلان نتائج الطعون التي قدمت الى المفوضية ولا مصادقة المحكمة على النتائج النهائية”.
وعد الائتلاف تصرف مجلس الامن “يشير بوضوح الى موقف مسبق للاضرار بالعراق وبتجربته الديمقراطية”.
وحذر من ان “عدم الاستجابة لمطالب القوى الوطنية المعترضة على نتائج الانتخابات سيدخل البلد مستقبلاً بأزمة لايمكن تصور نتائجه”.
والجمعة المنصرم، أعلن مجلس الأمن الدولي عن موقفه من الوضع السياسي الدائر في العراق خصوصاً بعد إجراء الانتخابات البرلمانية وما تمخض عنها من ردود أفعال سياسية وشعبية، في بيان صدر عنه في (22 تشرين الأول 2021)، قال فيه إن “عملية الانتخابات الأخيرة جرت بسلاسة، وتم التحضير لها بشكل أفضل من الانتخابات السابقة خصوصاً من الناحية التقنية الفنية”.
وهنأ المجلس الدولي الشعب العراقي وحكومة العراق بإجراء الانتخابات البرلمانية، موجهاً شكره لجميع الدول والجهات التي ساهمت في إجراء العملية.
وادان المجلس كل الاتهامات الموجهة الى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (اليونامي) وكذلك المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وجاء في البيان: “يرحب اعضاء مجلس الأمن الدولي بالتقارير الأولية، والتي تشير الى إجراء العملية الانتخابية بسلاسة، وشهدت تطوراً ملحوظاً من الناحية التقنية الفنية مقارنة بالانتخابات السابقة”، مضيفاً: “يشيد اعضاء مجلس الأمن الدولي بدور مفوضية الانتخابات في إجراء العملية، ويوجهون شكرهم لحكومة العراق لاتخاذها الإجراءات والتحضيرات لمنع حدوث العنف يوم التصويت”.
وأكد اعضاء مجلس الأمن الدولي في البيان على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الأطراف في العراق الى ضبط النفس واحترام نتائج الانتخابات، وكذلك حل جميع الخلافات حول الانتخابات ونتائجها بشكل سلمي وعن طريق القانون.
كما أكد المجلس في البيان على ضرورة انشاء حكومة شاملة، بشكل سلمي، تمثل جميع العراقيين وتستجيب لمطالبهم لتوطيد الديمقراطية في البلاد، مؤكدين دعمهم للحكومة العراقية والاستمرار بالدفاع عن سيادة ووحدة البلد.
مجلس الأمن الدولي شدّد على مساندته لمحاولات الحكومة العراقية لإجراء الإصلاحات والبدء بمفاوضات سياسية شاملة، “التي تهدف بدورها الى الاستجابة لمطالب الشعب العراقي بمكافحة الفساد، تامين الخدمات الأساسية، الإصلاح الاقتصادي، توفير فرص العمل، تطوير النظام الإداري وتقوية مؤسسات الدولة.
في 10 تشرين الأول 2021 جرت انتخابات نيابية مبكرة في العراق لاختيار نواب الدورة البرلمانية الخامسة في البلاد.
وبحسب النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، كان التيار الصدري ودولة القانون والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتحالف تقدم أكبر الفائزين بالانتخابات بحصولهم على أكثر الأصوات.
وتمكنت قوى جديدة من الصعود، فيما سببت الانتخابات خيبة لبعض القوى الأخرى التي هبطت شعبيتها لدى الناخبين ولم تتمكن من الحفاظ على ما حققته في الانتخابات السابقة ومنها تحالف الفتح وتحالف قوى الدولة الذي يضم تيار الحكمة وائتلاف النصر.
وأدّى هذا التغيير الكبير في النتائج الى احتجاج بعض القوى السياسية ورفضهم للنتائج المعلنة، متهمين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمنظمات الدولية التي أشرفت على العملية بالتلاعب وتزوير النتائج.