رأى السياسي الفائز في الانتخابات، مشعان الجبوري، أن إيران تريد لعب دور مهم في التحالفات من خلال منع أعدائها من تشكيل الحكومة العراقية، واصفاً الانتخابات التي جرت مؤخراً بأنها أنزه انتخابات في العراق منذ 2005 ولحد الآن.
وقال الجبوري : إن “الانتخابات التي جرت مؤخراً هي أنزه انتخابات جرت منذ عام 2005″، موضحاً أنها “شهدت أخطاء فنية بسيطة، منها أنه لم يتم نقل نتائج بعض الصناديق، لذلك تم عدها يدوياً”.
وأردف أن “الدائرة الانتخابية التي رُشحت عليها تتضمن 640 محطة انتخابية، لدي 640 شريطاً للنتائج، وكان لدي مراقب على كل صندوق، لذا تسلمت شريطاً لكل صندوق، وبعد التدقيق بين جميع الأشرطة مع النتائج التي اعلنتها المفوضية لم يظهر خطأ في أي صوت”.
“قبل ان تجري الانتخابات كنت على اي يقين من أن هذه المفوضية والنظام الانتخابي والمحاكاة التي جرت لن تجري فيها أي عمليات تزوير”، وفقاً للجبوري الذي نوه إلى أن “الخاسر لا يستسلم بسهولة، لذا فهذه الانتخابات بيّنت الحجوم الحقيقية للأفراد والقوى السياسية”.
وكشف الجبوري عن أن “الانتخابات شهدت عمليات شراء أصوات في كثير من المناطق من قبل بعض الأحزاب واصحاب المال، الذين استطاعوا استغلال فقر الناس والبطالة لشراء الأصوات”، لافتاً إلى أن “ظاهرة شراء الاصوات كانت واضحة جداً، وحصل فيها مزاد، وفي منطقتي الانتخابية كان شراء الصوت يتراوح بين 100 ألف دينار و200 دولار، اما في منطقة البوعجيل في تكريت فان الصوت الواحد كان أغلى من ذلك بكثير، لذا عمليات شراء الاصوات كانت واضحة ووقحة، لكن لم تحصل اي عمليات خطأ داخل المراكز الانتخابية”.
ورأى أن “الحكومة متمثلة بالقوات المسلحة فرضت قيوداً صارمة، ولعب جهاز الامن الوطني ودائرة الامن الوطني دوراً مهماً في ابعاد عمليات شراء الأصوات أو العمليات المشبوهة عن مراكز الانتخابات”، داعياً الى “انزال عقوبات صارمة بحق من يقوم بذلك في المستقبل”.
أما بشأن الانباء التي اشارت الى زيارة مسؤولين ايرانيين بارزين الى العراق، بهدف التأثير على موضوع الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة، قال الجبوري إن “العراق يكاد يكون الرئة الوحيدة لإيران بعد أن فقدت أذربيجان، والعراق هو الاطلالة الوحيدة لايران على العالم الخارجي ومكان الحصول على العملة الصعبة، ولذلك فنتائج الانتخابات في العراق تعد مهمة بالنسبة لها”.
“ايران لم تستطع التلاعب بنتائج الانتخابات ابداً في هذه المرة، ولكنها تريد لعب دور مهم في التحالفات في منع أعدائها من تشكيل الحكومة، وهي تواجدت وستتواجد في انها تعمل بكل ما تستطيع لمنع أعدائها من تشكيل الحكومة، كما أنها تريد اثبات أنها حاضرة وتعرف الوضع في العراق يتأثر بالمجتمع الدولي سواء الغربي أو الشرقي، لذا هي حاضرة وستبقى حاضرة سواء بشكل علني عبر مبعوثين أو من خلال حلفائها المهمين في العراق الذين حققوا نتائج كبيرة”، حسب الجبوري.
يشار إلى أن مفوضية الانتخابات العراقية، أعلنت ليلة أمس السبت، أن نسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية بلغت 43 بالمئة.
وأضافت مفوضية الانتخابات العراقية أن مجموع من أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات تجاوز 9.6 ملايين ناخب، مضيفة أن النتائج قابلة للطعن.
وكانت انتخابات العاشر من شهر تشرين الأول الجاري، قد أجريت مبكرا عن موعدها بضعة أشهر، في استجابة للاحتجاجات الجماهيرية في 2019 التي أطاحت بالحكومة وكشفت عن حالة من الغضب واسع النطاق ضد القادة السياسيين.
وأكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، السبت، أنه تم التعامل مع الطعون الانتخابية بحيادية، وأغلبها ليست مؤثرة في نتائج الأصوات.