كشف مصدر سياسي، عن استيلاء مجاميع وفصائل مسلحة، على أكثر من 100 عقار، تعود لصابئة مندائيين، في عدد من المحافظات العراقية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن “فصائل مسلحة استولت على أكثر من 100 عقار لصابئة مندائيين، تعود ما بين بيت وعمارة ومزرعة وقطعة أرض، في عدد من المحافظات العراقية”.
وأوضح أنه “تمت مفاتحة الجهات الحكومية لاستعادة هذه العقارات، إلا أن هذه الجهات نصحت الصابئة المندائيين بالذهاب الى الجهات الحزبية المتنفذة لاستعادة أملاكهم”، مشيراً إلى “مفاتحة الجهات الدينية أيضاً، التي تدّعي هذه الفصائل المسلحة أنها تنتمي اليها”.
ولفت المصدر، إلى أنه “تمت استعادة بين 40 – 45 من هذه العقارات بعد ضغوط عديدة ووساطات مع جهات متنفذة، غير أن العقارات الباقية لم تتم استعادتها لحد الآن، وأي جهة صابئية تطالب بها تواجه رفضاً شديداً”.
يشار إلى أن المندائية تعدّ إحدى أقدم الديانات الموحدة التي عرفتها البشرية، نشأت في مدينة أور والمناطق السهلية القريبة من الأهوار والأنهار التي ترتبط طقوس هذه الديانة بها.
والمندائية هي ديانة غير تبشيرية، ولا تؤمن بدخول أحد إليها، وتحرم الزواج من خارج الديانة، ومن بين طقوسها الصلاة، والصوم، والصدقة، والتعميد.
ولا توجد احصاءات رسمية بأعداد الصابئة المندائيين في العراق، إلا أن الترجيحات تشير الى أن عددهم كان قبل عام 2003 نحو 90 ألف شخص، لكن العدد انخفض بعد هذا التاريخ بشكل لافت، إلى أقل من 10 آلاف.
ويعد المندائيون من الناجحين من الناحية الاقتصادية بسبب عملهم في مجال الفضة والذهب، كما منحتهم حكومة العراق في عام 2001 تسمية طائفة العراق الذهبية وذلك لدورهم العلمي والمعرفي والفني الفاعل في بناء الدولة العراقية الحديثة.
ولا يزال الصابئة المندائيين موجودين في العراق خصوصا في بغداد والناصرية والعمارة والبصرة، فضلا عن اقليم كوردستان.
كما أن هناك تواجد للصابئة المندائيين في المدن الحدودية في إيران في الأحواز والمحمرة امتدادا لتواجدهم في العراق، إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية “الصبّة”.