بقلم جاي ديشموخ وإليز بلانشار
يستعد الجيش الأفغاني الأربعاء لشن هجوم مضاد لطرد حركة طالبان من مدينة لشكركاه الجنوبية طالبا من السكان المغادرة غداة هجوم انتحاري في كابول قرب منزل وزير الدفاع.
وقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 20 في هذا الهجوم الذي تخلله انفجاران قويان هزا كابول مساء وفصلت بينهما ساعتان على ما أعلنت صباح الأربعاء وزارة الداخلية الأفغانية.
وفقد انفجرت آلية مفخخة يقودها انتحاري اولا أمام منزل نائب مجاور لمنزل وزير الدفاع الجنرال باسم الله محمدي الذي لم يصب في الاعتداء. وتمكن معتدون عدة بعد ذلك من دخول منزل النائب على ما أفادت مصادر أمنية عدة لوكالة فرانس برس.
واحتاجت القوى الأمنية إلى ساعات عدة لإخراج المهاجمين الذين قتلوا جميعا، أحدهم في انفجار الآلية وثلاثة آخرون في تبادل لإطلاق النار على ما ذكرت وزارة الداخلية.
ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجوم إلا أن واشنطن رأت أنه يحمل “توقيع” حركة طالبان.
ووقع الهجوم قرب المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم خصوصا القصر الرئاسي والسفارات وهو يجسد مرة أخرى الصعوبات التي تواجهها الحكومة المترنحة أمام الهجمات المنسقة لحركة طالبان في كل أرجاء البلاد.
والأربعاء تسبب لغم انفجر على جانب طريق في كابول في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بحسب الشرطة.
وقال المتحدث باسم شرطة كابول فردوس فرمارز إن “لغما انفجر (في حي) في كابول صباح الاربعاء” قرب وزارة الشهداء والمعوقين ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى.
واستولت حركة طالبان في الأشهر الثلاثة الأخيرة على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسية خلال هجوم خاطف باشرته مع بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي ينبغي أن ينجز بحلول 31 آب/اغسطس.
– أثر معنوي مدمر –
وبعدما لاقت مقاومة خفيفة في الأرياف، انتقلت حركة طالبان قبل أيام للتركيز على المدن الكبرى محاصرة عدة عواصم ولايات. ولا تزال هذه المدن تحت سيطرة الجيش إلا أن سقوط إحداها سيخلف أثرا معنويا مدمرا للسلطة.
في لشكركاه عاصمة ولاية هلمند أحد معاقل المتمردين حيث دارت بعض من أشرس المعارك خلال انتشار القوات الأجنبية مدة عشرين عاما، حصن مقاتلو طالبان موقعهم.
ويدفع المدنيون العالقون في القتال، الثمن باهظا في لشكركاه البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة. فقد قتل ما لا يقل عن 40 مدنيا وأصيب 118 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان.
ودعا الجنرال سامي سادات كبير ضباط الجيش الأفغاني في جنوب البلاد في رسالة مسجلة بثها عبر وسائل الاعلام، السكان الثلاثاء إلى مغادرة المدينة تحسبا لهجوم مضاد للقوات الحكومية.
وقال “نناشدكم مغادرة منازلكم في أقرب وقت ممكن. سنواجه (المتمردين) وسنقاتلهم بشراسة” متوعدا “ألا يبقى أي عنصر من حركة طالبان على قيد الحياة”.
وقال أحد سكان لشكركاه طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن المدينة محرومة “من التيار الكهربائي ومن المواد الغذائية والمتاجر مغلقة فيها” ويتواجه الطرفان “من شارع إلى آخر” فيما يقصف الطيران الأفغاني “كل دقيقة تقريبا”.
– رفض لحركة طالبان –
وأضاف “عناصر طالبان في كل مكان في المدينة” ويتجولون على دراجات نارية مشيرا إلى أن “المستشفيات تغص بالضحايا في حين أن غالبية السكان لا يتجرأون على نقل أقاربهم في سيارة خاصة خوفا من أن يقتلهم عناصر طالبان أو أن تقصفهم القوات الحكومية”.
وسيطر المتمردون كذلك على عدة إذاعات ومحطات تلفزيونية توقف بثها.
وتتواجه حركة طالبان منذ أيام عدة مع القوات الحكومية قرب قندهار أيضا في جنوب البلاد وفي هرات في الغرب، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.
وأعلنت سلطات ولاية هرات الثلاثاء أن القوات الأفغانية استعادت مناطق عدة في ضواحي عاصمة الولاية من حركة طالبان التي كانت تقدمت في الأيام الأخيرة إلى مشارف المدينة.
ومساء الاثنين في هرات ومساء الثلاثاء في كابول، صعد مواطنون أفغان إلى الأسطح أو نزلوا إلى الشوارع هاتفين “الله أكبر” دعما للجيش وتعبيرا عن رفضهم لحركة طالبان.
ويثير احتمال عودة حركة طالبان إلى السلطة قلق عدد كبير من الأفغان. وكانت الحركة حكمت البلاد بين 1996 ونهاية العام 2001 قبل أن يطيح بحكمها المتشدد جدا تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد رفضها تسليم أسامة بن لادن إثر هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse