أكد ضابط كبير في قوات البيشمركة عدم انسحاب القوات الاميركية من العراق عامة ومن اقليم كوردستان خاصة، مشيراً إلى أن لواشنطن مصالح في عموم العراق.
وقال القيادي البارز في قوات البيشمركة، اللواء محمد ريكر إن “القوات الاميركية لن تنسحب لا من العراق ولا من إقليم كوردستان، بل أن بقاءها في الإقليم مؤكد”، مشيراً الى ان ” القوات الاميركية الموجودة في العراق ستغير من صفتها او تسميتها من قوات قتالية الى استشارية، وان تغيير صفتها او تسمية هذه القوات لا يغير من الامور أي شيء، ويعني بقاءها”.
وأضاف اللواء محمد ريكر، وهو آمر قوات البيشمركة في كركوك، أن “إقليم كوردستان لم يعتمد في السابق، قبل سقوط نظام صدام حسين، على القوات الاميركية لحفظ امنه، ومنذ عام 1991، بعد استقلال الاقليم من السيطرة المركزية ببغداد، كان الاقليم يتعرض للاعتداءات من قبل دول الجوار، ومن قوات الجيش العراقي خاصة، فإن قوات البيشمركة وجماهير الاقليم هي التي دافعت، وما تزال، عن أمن الاقليم وشعبه ولم يكن هناك أي وجود للقوات الاميركية حتى بعد 2003″، مشيراً الى أنه “بعد 2003 قدمت القوات الاميركية مساعدات عسكرية وانسانية للكورد”.
وأضاف اللواء محمد ريكر قائلاً أنه “بعد هجوم تنظيم داعش وسيطرتهم على محافظتي صلاح الدين ونينوى في عام 2014 ، دافعت قوات البيشمركة والمتطوعون الكورد عن حدود الاقليم حتى وصول القوات الاميركية التي ساعدتنا بصد هجمات التنظيم الارهابي”، وقال: “للتذكير ان قوات الجيش العراقي في عهد نوري المالكي، رئيس الوزراء الاسبق، استسلم امام هجمات تنظيم داعش”.
وأشار الى ان “القوات الاميركية قدمت الكثير من الدعم وقاتلت الى جانب قوات الجيش العراقي والبيشمركة من أجل دحر تنظيم داعش الارهابي واستقرار الامن في عموم المنطقة”، منبهاً إلى ان “القوات الاميركية تعاونت كثيرا مع قوات البيشمركة في الجانب اللوجستي وكذلك في التدريب وتقديم المساعدات كالآليات والاسلحة وغيرها”.
وشدد اللواء على ان “علينا أن لا نتصور ان هناك وجود كبير للقوات الاميركية في الاقليم، وان اعتماد الاقليم في حفظ أمنه على قوات البيشمركة وهي قوية وجاهزة على الدوام للرد على اي تهديد لامن واستقرار اقليم كوردستان وأكدت المعارك التي خاضتها قواتنا ضد تنظيم داعش الارهابي وغيره ذلك، فهذه القوات مثلما قاتلت في الجبال لعقود طويلة خلال الثورة الكوردية وانتصرت وحققت المطالب المشروعة لشعبنا بقيادة الرئيس مسعود بارزاني وحزبنا الديمقراطي الكوردستاني، ستبقى مثل سور حصين ضد اية اعتداءات على الاقليم، لهذا اقول ان انسحاب القوات الاميركية من الاقليم لن يؤثر كثيرا على جاهزية قواتنا لكنني ارى ان بقاءهم مهم جدا خاصة وان الوضع الاقليمي في المنطقة غير مستقرا”.
وكان مصدر مطَّلع من وزارة البيشمركة، قد أعلن عن استلام قافلة مساعدات من القوات الاميركية لقوات البيشمركة، مكونة من 59 عجلة عسكرية من نوع “همر”، وعربات عسكرية، وسيارات إسعاف.
وحول تلك المساعدات، قال نائب مدير المجموعة الاستشارية، تود بوروس، في تغريدة على تويتر: “قمنا بتسليم 59 عربة لوزارة البيشمركة في إقليم كوردستان، وسنواصل تعاوننا الاستشاري في دعم شركائنا البيشمركة، لهزيمة داعش”.
من جهته أكد رئيس لجنة الامن والدفاع السابق في مجلس النواب، حامد المطلك “عدم انسحاب القوات الاميركية من عموم العراق”، مشيراً إلى أن “قوات الجيش العراقي والأجهزة الامنية بحاجة الى وجود القوات الاميركية تحت اي مسمى”.
واضاف المطلك ، أن “القوات الاميركية لن تنسحب وستبقى تحت مسميات جديدة مثل الاستشاريين لأغراض لوجستية لتقديم الخبرات والاستشارة والتدريب، وبالتالي فهي قوات اميركية موجودة على الاراضي العراقية وهذا مهم جدا”، مشيراً الى انه “بموجب الاتفاقية الستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة فان القوات الاميركية ستبقى بصفة استشارية ولأغراض تدريبية”.
وحذر المطلك، وهو ضابط رفيع في الجيش العراقي السابق، من “انسحاب القوات الاميركية وتحت اي مسمى كون الاوضاع الامنية في العراق غير مستقرة في ظل وجود الميلشيات والسلاح المنفلت وتهديد تنظيم داعش الارهابي ونفوذ الدول الاقليمية”، مشيراً الى ان |النفوذ الايراني في العراق قوي ومهيمن على كل جوانب الحياة وليس الامنية فقط، وهذا حدث بسبب الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 وسياسة الادارة الاميركية الخاطئة التي نتمنى ان تعمل على تصحيحها وتحد من النفوذ الايراني في البلد”.
وقال: “لا ننسى ما قدمته القوات الاميركية من دعم مباشر في القتال والتسليح والتدريب للقوات العراقية خلال معاركها ضد تنظيم داعش الارهابي، وطالما ان التنظيم ما يزال باقيا في العراق فنحن بحاجة لبقاء القوات الاميركية”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعلن الاثنين لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة ستنهي بحلول نهاية العام “مهمّتها القتاليّة” في العراق لتباشر “مرحلة جديدة” من التعاون العسكري مع هذا البلد.
وقال بايدن وبجانبه رئيس الوزراء العراقي: “لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة” في العراق، لكنّ “تعاوننا ضدّ الإرهاب سيتواصل حتّى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها”.
وأوضح أنّ “دور” العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على “تدريب” القوّات العراقيّة و”مساعدتها” في التصدّي لتنظيم داعش، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بعدد افراد القوات الاميركية المتواجدين في العراق”.
من جهتها أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن مهمة القوات الأميركية في العراق تغيرت، لكن هذا لا يعني انتهاء الشراكة بين واشنطن وبغداد.
ساكي اضافت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماعات الجولة الرابعة من الحوار الستراتيجي بين العراق وأميركا، وقالت: “وصلنا الآن الى مرحلة انتقلت خلالها مهمة القوات الأميركية في العراق، من القتال إلى التدريب والاستشارة، والمساعدة”، وذكَّرت الجميع، بالشركة الوطيدة بين العراق وأميركا الموجودة مسبقاً مؤكدة استمرارها.
وكان رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، قد رحب بنتائج الحوار الستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، عاداً اياها خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الستراتيجية طويلة الأمد في القضايا الرئيسية.