بقلم سيباستيان سميث
زار الرئيس الأميركي جو بايدن مجلس الشيوخ الأربعاء في محاولة لإقناع الديموقراطيين بالالتزام بمحاولته التاريخية لتغيير الولايات المتحدة من خلال إنفاق تريليونات الدولارات على البنية التحتية.
وقال بايدن خلال تناوله الغداء مع أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين “سننجز ذلك”.
وعاد الرئيس الأميركي بعد ذلك إلى البيت الأبيض للقاء حكام الولايات ورؤساء البلديات الديموقراطيين والجمهوريين لمناقشة القضية نفسها.
ويمارس بايدن ضغوطا للحصول على حزمتين ضخمتين للإنفاق خلال الشهرين المقبلين.
وقالت الناطقة باسم البيت ألبيض جين ساكي للصحافيين “هذه عملية. هناك خطوات يجب أن نقطعها”، مؤكدة أن بايدن “سيواصل الدعوة وسيواصل التحدث مع الأعضاء والتعامل مع الأعضاء (…) وسنراه يفعل ذلك إلى أن يتم تمرير التشريعين”.
وفاجأ بايدن كثيرين برغبته في تدخل حكومي كبير وصف بأنه إحياء لمبادئ فرانكلين دي روزفلت الذي أخرج الولايات المتحدة من الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي.
وبعد الإفراج عن تريليونات من الإنفاق التحفيزي بعد تفشي جائحة فيروس كورونا، يريد بايدن الآن التركيز على استثمارات البنية التحتية التي تشمل كل شيء من الجسور التي تقادمت إلى التعليم العام غير الكافي.
ولأن العديد من المشرعين الجمهوريين يفضلون بعض الإنفاق على البنية التحتية وعلى الأقل عندما يتعلق الأمر بالمشاريع الكبيرة، مثل الطرق والجسور، يستخدم بايدن حملته أيضًا لإظهار قدرته على تحقيق نوع من الشراكة بين الحزبين يعتقد أنها انقرضت إلى حد كبير في واشنطن المنقسمة.
وفي عملية لتحقيق توازن يمكن أن تؤثر إلى حد كبير على رئاسته، تفاوض بايدن على خطة إنفاق بقيمة 1,2 تريليون دولار تقريبا سينضم إليها الجمهوريون بينما يسعى في الوقت نفسه إلى إصدار أكبر بكثير يستهدف البنية التحتية “الضعيفة” مثل التعليم، والتي لن يدعمها سوى الديموقراطيين.
– 3,5 تريليونات دولار –
والتحدي أبعد من ذلك ويتمثل بالتغلب على مشاعر العداء بين الجمهوريين والديمقراطيين في أعقاب رئاسة دونالد ترامب.
ويحتاج بايدن إلى إقناع حزبه أيضا.
فالديموقراطيون شخصيات تتراوح بين الوسطية مثل السناتور جو مانشين الذي جاء من ولاية فرجينيا الغربية ذات الأغلبية الجمهورية، إلى السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز.
وفي انفراج برز في وقت متأخر الثلاثاء، خرج كبار الديموقراطيين في مجلس الشيوخ من مجموعة للإعلان عن اتفاق على قيمة حزمة البنية التحتية الثانية وهي 3,5 تريليونات دولار.
وهذا بعيد جدا عن اقتراح ساندرز إنفاقا يصل إلى ستة تريليونات دولار.
مع ذلك سيكون مبلغ 3,5 تريليون دولار تاريخيا بينما أكد الديموقراطيون أنه يلبي جميع أولوياتهم بما في ذلك مكافحة تغير المناخ وتعزيز الرعاية الاجتماعية للفقراء.
وللمقارنة 3,5 تريليون دولار ليس مبلغا بعيدا عن إجمالي الناتج المحلي السنوي بأكمله لألمانيا القوة الاقتصادية الأوروبية.
قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وهو حليف رئيسي لبايدن ويقف وراء الدفع باتجاه الجدول الزمني السريع لحزمتَي البنية التحتية إن “كل برنامج رئيسي طلبه منا الرئيس بايدن يتم تمويله بطريقة متينة”.
وأقرت ساكي بأن زيارة بايدن لمبنى الكونغرس (الكابيتول هيل) تظهر أن هناك طرقًا يجب اتباعها. وقالت “إذا كان هناك عدد كاف من الأصوات لكل من هذه الأولويات فسيجري تصويت وسيحدث ذلك. لذلك أقول إنه توجه إلى هيل لأنها الخطوة التالية الطبيعية”.
واضافت ساكي “قبل أسبوعين فقط قال الجميع إن هذا (الخطتان) مات لكن ذلك لن يحدث”، مؤكدة أن الخطتين “تتقدمان”.
وهدف الديموقراطيين هو تمرير هذه الصفقة الكبرى من خلال ما يسمى بتسوية الميزانية، وهي مناورة فنية من شأنها أن تسمح لهم بتجاوز الحاجة إلى الدعم الجمهوري.
واستخدم الديموقراطيون الذين يتمتعون بأغلبية ضئيلة جدا في الكونغرس ويحتاجون إلى بعض الدعم الجمهوري لمعظم مشاريع القوانين، الإجراءات نفسها في آذار/مارس الماضي لتمرير حزمة بايدن للإغاثة من الوباء التي تبلغ قيمتها 1,9 تريليون دولار من دون دعم الجمهوريين.
المصدر: © AFP