أكد زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أن أغلب القوى السياسية كان موقفها جيدا حيال استهداف الحشد لكن لم نسمع من الطرف الكوردي أي تصريح وأي موقف.
وقال الخزعلي في كلمة له إن “القوات الاميركية شنت اعتداء ارهابيا ضد قوات الحشد الشعبي المرابطة على الحدود”، مضيفا أن “الكثير من القوى السياسية كان موقفها جيدا في ادانة واستنكار هذا الاعتداء”، منتقدا الكورد بالقول: “لم نسمع من الطرف الكوردي أي تصريح وأي موقف”.
وقارن الخزعلي بين “عنجهية” بريطانيا في ذلك الوقت (ابان ثورة العشرين) مع “عنجهية” الجيش الاميركي في الوقت الحاضر، حسب وصفه، لافتا الى أن “العنجهية” البريطانية في ثورة العشرين اسفرت عن قصف مسجد الكوفة، في ذلك الوقت.
واتهم الخزعلي السياسة البريطانية بنشر “الطائفية والدكتاتورية بين الشعوب وصادرت الديمقراطية”، معتبرا إياها بأنها من “أسست حكم الديكتاتورية في الوقت الحديث”.
وتابع: “بريطانيا خلال ثورة العشرين همشت الاغلبية الشيعية في العراق عن الحكم، وهي صاحبة مشروع “الشريف السني” الملك فيصل والذي جيء به من الحجاز ليحكم العراق”.
وقال الخزعلي إن بريطانيا “تعتبر نفسها هي الراعية للعراق والمسؤولة عن الدولة الى الان”، موضحا أنها “كانت المسؤولة عن حزب البعث السوري ليتسلط على العراق في ذلك الوقت، وهي المسؤولة الاولى عن طبخ القرار واميركا تشارك في تنفيذه”.
وتسعى بريطانيا “لاعادة كبار ضباط حزب البعث الى الساحة السياسية وفق مشروع الوحدة الوطنية”، وفقا للخزعلي، محملا إياها “المسؤولية عن اعمال الشغب الذي حدثت في التظاهرات”.
وندد بما وصفه بـ”تمادي السفارات الغربية في الشأن العراقي الداخلي بشكل سلبي” ممثلا ذلك بـ”السفارة الهولندية”.
واعتبر الخزعلي أن بريطانيا “انهت دور سفيرها في العراق لأنه تكلم اكثر من اللازم وكشف ما لا يجوز كشفه”، مضيفا أن “الدور الاعلامي للسفير البريطاني الذي انتهت اعماله كان دورا مضرا”.
وتطرق إلى استعراض الحشد الشعبي في ديالى، واصفه بـ”التأريخي المهيب الذي كان مفخرة لكل العراقيين الشرفاء”، مشيرا الى انه “تضمن أكثر من رسالة أولها للعراقيين بأنه باق للدفاع عنهم، ثانيا: على أعداء العراق التفكير مرارا قبل المغامرة بالاعتداء على أرضه وتهديد شعبه، ثالثا: أن أبناء الحشد هم أبناء العراق، ومؤسسته رسمية وجزء من الدولة”.
وأشاد الخزعلي بمشاركة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الاستعراض، “حضوره المميز ووزراءه وقادته الامنيين كان رسالة طيبة للحشد ومقاتليه”.
واعتبر زعيم حركة عصائب أهل الحق أن “التفريط بوجود الحشد الشعبي يعني التفريط بوجودنا وحياتنا وأعراضنا”، مؤكدا “لن نسمح أبدا ولن يسمح أي عراقي بتهديد وجود الحشد الشعبي”.
“الحشد الشعبي سيبقى حتى ظهور الإمام المهدي بنشر العدل في كل أنحاء العالم”.
ولم يستبعد قيس الخزعلي أن يكون التوقيت متزامنا بين القصف الأميركي على مواقع الحشد وبين استعراضه، معتبرا أن الاستعراض وما أرسله من رسائل أزعجت الولايات المتحدة الاميركية، حسب زعمه.
وأوضح أن قصف أميركا لمواقع الحشد جاء بسبب حاجتها “لرد يحفظ هيبتها المعنوية وماء وجهها”، لافتا الى أن “أميركا دائما تختار المناطق الحدودية بالقصف لأنها عاجزة استخباراتيا ومعلوماتيا”.
واعلن الحشد الشعبي بشكل واضح بأنه “غير مسؤول عن الهجمات على القوات الأميركية”، وفقا للخزعلي، متحديا القوات الأميركية بمعرفة “الأماكن الحقيقية لمخازن اسلحة فصائل المقاومة”.
واتهم الخزعلي الاستخبارات الأميركية بأنها “من أوجدت داعش والجيش الاميركي هو الذي قدم المساعدات لداعش”، مبينا أن “اغلب العراقيين يعتقدون أن القوات الاميركية لاتزال تخدم خلايا داعش الارهابي غرب العراق”.
وقال إن “لا أحد يعلم في الدولة العراقية ماذا يجري في وادي حوران ووادي القذف”، متابعا أن “خلايا داعش الموجودة لا تحتاج الى جيش أميركي يساعد الجيش العراقي”.
واعتبر الخزعلي أن “حقيقة وجود آلاف المقاتلين الأجانب هو في الحقيقة لحماية إسرائيل”، متهما “الولايات المتحدة بقتل الملايين من الشعب العراقي”.
ونفذت الولايات المتحدة، ليلة الأحد/الإثنين ضربات جوية استهدفت مواقع الحشد الشعبي على الحدود العراقية – السورية، وفيما تبنى البنتاغون الهجوم رداً على الاعتداءات الأخيرة في العراق، وأعلنت الفصائل المسلحة استنفارها للانتقام واستهداف المصالح الأميركية.
وأشارت مصادر تابعة لتلك الفصائل إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة عناصر من اللواء 14 الحشد الشعبي في مدينة القائم غربي الأنبار.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن القصف استهدف مواقع لكتائب حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء وقوات حيدريون.
ورداً على القصف، أعلنت كتائب سيد الشهداء النفير العام ضد القواعد الأميركية، مضيفةً: “من الآن فصاعداً سنذهب مع الاحتلال الأميركي إلى الحرب المفتوحة واولها استهداف طائراتهم المعادية في سماء عراقنا الحبيب”.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أنه “بتوجيه من الرئيس بايدن ، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق من هذا المساء ضربات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا”.
وأشار إلى أنه “قصفنا مواقع الميليشيات المدعومة إيرانيا ردا على هجمات استهدفت أفرادا ومواقع أميركية بالعراق”، مبيناً أن “هجمات هذا المساء تظهر أن الرئيس بايدن واضح في أنه سيتحرك لحماية الأميركيين”.
وذكر البنتاغون أن “المواقع التي استهدفناها كانت تستخدم من قبل مليشيات مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء”، موضحاً أن “الرئيس وجه بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع هجمات جماعات مدعومة إيرانيا ضد مصالحنا في العراق”.
وحذرت الدفاع الأميركية من “عواقب وخيمة” إذا استمرت إيران بتسليح وتمويل مليشيات تهاجم القوات الأميركية، مشددة على أن الضربات الجوية التي استهدفت “منشآت لشبكة ميليشيات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات سوف تقوض قدرات المليشيات وتردع هجمات إضافية”.
ويأتي القصف الأميركي بعد هجوم بأربع طائرات مسيرة مفخخة استهدفت أربيل ليلة الجمعة/ السبت، وقعت ثلاث منها على مقربة 3 كيلومترات عن المبنى الجديد للقنصلية الأميركية في أربيل دون التسبب بأية خسائر بشرية.
وأثار الهجوم على أربيل ردود فعل محلية ودولية، كما طالب مسؤولو إقليم كوردستان من الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي برد جدي على هذه الاعتداءات المتكررة.