بقلم فابيان اريك شلوتر
أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رسميّاً السبت حملة انتخابات منتصف الولاية وذلك خلال تجمّع في أوهايو أحيا أجواء مهرجاناته الخطابيّة الحماسيّة، وسط تركيزه على الاقتراع الرئاسي للعام 2024.
والرئيس السابق المحظور من منصات التواصل الاجتماعي والذي يواجه متاعب قانونية، يبدو راغبا في الترشح لانتخابات 2024 لكنه لم يتطرق بشكل واضح في الخطاب الذي استمر 90 دقيقة في مركز للمعارض، إلى مستقبله السياسي حتى عندما كانت الحشود تهتف “أربع سنوات أخرى”.
لكنه دغدغ مشاعرهم عندما أشار إلى احتمال القيام بمسعى جديد للفوز بالرئاسة. وقال “قد نضطر إلى الفوز بها مرة ثالثة. ذلك ممكن”، في إشارة جديدة إلى اعتقاده بأنه فاز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر. وعلت هتافات الحشود ترحيبا بالإعلان.
وبشأن قضايا أخرى تنقل ترامب بين الهجرة والجريمة وحق حيازة السلاح وأفغانستان وإيران وغيرها، بأسلوبه المعروف. وكرر تأكيداته أن جو بايدن كارثة وقال “جو بايدن يدمر أمتنا أمام أعيننا”.
وتطرق مرة أخرى إلى تأكيداته بفوزه في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر وبأن بايدن فاز بها عن طريق التزوير. وقال “انتهت الانتخابات” مضيفا “حققنا فوزا كبيرا. فعلوا شيئا ما كان يجب السماح به”.
منذ مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير ألقى ترامب خطابين رئيسيين، اتسم احدهما بنبرة انتقامية في كارولاينا الشمالية في وقت سابق هذا الشهر كرر فيه عدم اعترافه بهزيمته الانتخابية في 2020 أمام جو بايدن.
واجتذب تجمع أوهايو حشدا من آلاف الأشخاص، أبدو حماسة لكن دون الكثير من الصخب.
وأحد أهداف مخاطبة التجمع كان لتأييد مرشح محافظ هو ماكس ميلر أحد مساعدي ترامب السابقين.
وبحضوره التجمع أظهر الملياردير المتعالي بوضوح أنه يريد أن يبقى قوة يعتد بها في جهود الحزب الجمهوري لاستعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب العام القادم.
وقد أشار خصوصا إلى استعداده لمساعدة مرشحين مؤيدين لحركته “لنعيد العظمة لأميركا”.
وأطلق الحشد هتافات مؤيدة مثل “ترامب 2024 – لأن لا عظمة تكفي أميركا”.
وقالت لورا بيناس (57 عاما) وتعمل مديرة مبيعات في ويلنغتون “إذا نظرنا إلى جميع تجمعات ترامب نرى مئات ومئات الآف من الناس، ولا يمكن بأي شكل أن يفوز عجوز خرف بهذه الانتخابات”، قاصدة بذلك بايدن.
وترامب البالغ 75 عاما، لم يظهر كثيرا أمام وسائل الإعلام منذ مغادرته مهامه بعد ثلاثة أسابيع على اقتحام دام للكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير.
واتهم مجلس النواب الرئيس السابق ب”التحريض على التمرد” في أحداث الكابيتول. وصوت عشرة جمهوريين مع الديموقراطيين لعزل الرئيس، لكن مجلس الشيوخ برأه.
والآن يسعى ترامب للنيل من أولئك الجمهوريين الذين صوتوا لصالح عزله، بدءا بانتوني غونزاليس، النائب عن أوهايو المنتهية ولايته والذي ينافسه ميلر في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري.
وتقول لجنة العمل السياسي “انقذوا اميركا” التابعة لترامب إن التجمع في أوهايو يمثل انطلاقة لتجمعات عديدة للرئيس السابق “دعما لمرشحين وقضايا تعزز أجندة ’لنعد العظمة لأميركا’ ولإنجازات إدارة الرئيس ترامب”.
– تجمع في العيد الوطني –
وطالما كانت أوهايو إحدى أهم الولايات المتأرجحة في القرن الماضي.
لكن بعد تصويتها لباراك أوباما مرتين، مالت الولاية المعروفة بحزام الصدأ، إلى اليمين وصوتت مرتين لصالح ترامب في 2016 و2020.
ولا يزال ترامب يحظى بشعبية واسعة لدى الناخبين الجمهوريين.
وإعلانه عن حصول عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تلقى تأييدا لدى العديد من أعضاء الحزب. وبعض مؤيدي ترامب من الحزب الجمهوري ولا سيما حاكم فلوريدا رون ديسانتيس تعززت مكانتهم على المستوى الوطني.
هذا الأسبوع أعلنت لجنة العمل السياسي لترامب إنه سيترأس تجمعا كبيرا، يتخلله إطلاق الأسهم النارية، في سراسوتا بولاية فلوريدا في الثالث من تموز/يوليو، قبل يوم على العيد الوطني.
يدخل ترامب أيضا المجال العام الأربعاء القادم مع زيارة إلى الحدود الأميركية مع المكسيك حيث سيهاجم إدارة بايدن ولا سيما بخصوص سياستها حول الهجرة.
المصدر: © AFP