اكد تقرير لموقع ( نيو ايج) الأمريكي، الاثنين، ان معاناة الشعوب التي تغزوها الولايات المتحدة لايتم ذكرها كثيرا في الصحافة الامريكية إلا من وجهة نظر الأخطاء الإستراتيجية حيث لا يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لمعاناة الشعب العراقي والإذلال من قبل جهاز الحرب، مشيرا الى أن الحروب للأمريكيين تقاس بالدولار الأمريكي والدم الأمريكي اما معاناة السكان الأصليين فهي غير مسجلة في مقاييس الحرب.
وذكر التقرير: ان ” كارثة غزو العراق ليست قضية يمكن تحميل جورج دبليو بوش وحده اللوم فيها باستخفاف، فبالنسبة لمعظم الديمقراطيين ، من السهل جدًا إلقاء اللوم على رجل واحد في الحرب، اما في الواقع ، كانت حرب العراق ونتائجها حملة قاسية من الحزبين بدأت في إدارة جورج بوش الأب وبيل كلينتون من بعده، حيث أسست الحرب والعقوبات الصارمة واللاإنسانية سجلاً في معاقبة المدنيين ، أو استخدام المدنيين كأدوات للضغط الأمريكي على الحكومات الأجنبية ، والتي أصبحت عنصرًا أساسيًا في السياسة الخارجية الأمريكية”.
واضاف ان ” الحروب المتعاقبة على العراق وبضمنها العقوبات التي تعتبر جزءا من المجهود الحربي الوحشي للولايات المتحدة وحلفائها قد غيرت إلى الأبد بنية النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وقد اسست احتلالًا أمريكيًا مباشرًا للأراضي العربية وعكست الاتجاه السائد منذ الحرب العالمية الثانية حيث استقرت الولايات المتحدة للسيطرة والهيمنة ، ولكن دون احتلال مباشر”.
واوضح التقرير ان ” حرب عام 1991 ضد العراق والحصار وماتلاه من غزو منسق بعد انهاك البلاد اقتصاديا وتدمير بناه التحتية لم تكن هي الحروب الوحيدة التي خاضتها واشنطن للسيطرة على المنطقة بشكل مباشر بل كانت ايضا متواطئة حتى في الحرب العراقية الايرانية من خلال اطالة امد الصراع مما أدى إلى مقتل حوالي نصف مليون عراقي ونصف مليون إيراني”.
وبين التقرير ان ” كل ماقامت به الولايات المتحدة تجاه العراق ليس الغرض منه اسلحة الدمار الشامل التي اثبت كذبها او جلب الديمقراطية لبلاد يحكمها ديكتاتور دموي بل كانت لحماية انظمة اقليمية فاسدة ومستبدة بضمنها النظام الصهيوني والهيمنة على المنطقة وثرواتها الغنية “، مشيرا الى ان ” صانعي السياسات وخبراء مراكز الفكر والصحفيين في واشنطن دائما ما يناقشون الجوانب الفنية للحرب والتكلفة التي تكبدتها الولايات المتحدة، اما الشعب العراقي وما تحمله من معاناة وقتل ، يظل إحصاء القتلى ومحاسبتهم وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية ما حل بالبلد من دمار بعيد عن مثل تلك الاهتمامات “.