أكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، إدانته للهجوم الذي نفذه عناصر حزب العمال الكوردستاني ضد قوات البيشمركة في قضاء العمادية بمحافظة دهوك مبيناً أن “الاعتداء على البيشمركة يعتبر اعتداءً علينا ولن نسمح به”.
واستشهد 5 عناصر من قوات البيشمركة وأصيب 5 آخرون في جبل متين بقضاء العمادية، التابع لمحافظة دهوك بكمين لحزب العمال الكوردستاني، وقال مراسل شبكة رووداو الإعلامية إن عجلة لقوات البيشمركة تعرضت فجر اليوم لاستهداف صاروخي قادر على اختراق المدرعات.
وقال الخفاجي إن قيادة العمليات المشتركة “تدين هذا العمل فالاعتداء على البيشمركة يعتبر اعتداءً علينا ولن نسمح بالاعتداء على البيشمركة وهي قوات اتحادية أقرها الدستور وواجبها حماية إقليم كوردستان”.
وأضاف أن “ما حدث هو اعتداء لن نسمح به ولدينا عمل كبير معهم في هذا المجال، وسوف نقوم بكثير من الأمور التي تمكننا من المحافظة أمن وسلامة إقليم كوردستان وقوات البيشمركة”، مبيناً أن الاعتداء “ليس له أي مبرر”.
وفي وقت سابق، أكد يحيى رسول، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، مصطفى الكاظمي فتح تحقيق في الهجوم الذي تعرضت له قوات البيشمركة في قضاء العمادية اليوم، وفيما توعد بأن ينال “كل معتد على دماء العراقيين وأمنهم الجزاء العادل”، شدد على “منع أي خرق سواء أكان داخلياً أم خارجياً”.
كما أكدت خلية الإعلام الأمني، اليوم السبت، أن الهجوم الذي تعرضت له قوات البيشمركة في قضاء العمادية اليوم، “اعتداء سافر مشجوب ومستنكر”، مشددةً على أن “قوات البيشمركة برجالها الابطال ستبقى قوة وطنية وسنداً قوياً للقوات المسلحة”.
وفي السياق، عبرت وزارة الدفاع العراقية، عن إدانتها لما وصفته بـ “الاعتداء الإرهابي الجبان” على قوات البيشمركة في قضاء العمادية، من قبل “مجموعات مسلحة غير عراقية”، مشيرة إلى أن “قوات البيشمركة هي جزء لا يتجزأ من قواتنا المسلحة وأن أي اعتداء على هذه القوات مرفوض وغير مقبول”.
وتسببت العمليات العسكرية الدائرة بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني خلال السنوات الثلاث الماضية عن استشهاد 33 مدنياً، كما يتم قصف الأراضي الكوردية بعمق 30-60 كيلومتراً قرب القرى الحدودية، وتم إخلاء 361 قرية داخل حدود محافظة دهوك حتى الآن.
وحول العمليات العسكرية التركية، أشار الخفاجي إلى أن التعامل مع القوات التركية من اختصاص الحكومة ووزارة الخارجية وهناك اتصالات بين وزارتي خارجيتي العراق وتركيا و”هناك عمل جارٍ في هذا المجال من خلال استدعاء السفير التركي والحديث معه”
التنسيق الأمني بين القوات العراقية والبيشمركة
وحول التنسيق المشترك بين أربيل وبغداد، أشار الخفاجي أن “هناك عمل كبير تقوم به القوات الأمنية العراقية بالتعاون مع البيشمركة بخصوص المشاورات والعمليات التي تُجرى في إقليم كوردستان وبالقرب منه”.
ومضى بالقول: “هناك عمل مع الأخوان في حكومة الإقليم، واجتماعات مكثفة وغرف مشتركة أنشئت مؤخراً بين بغداد وأربيل والمناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك، ومن واجبنا التنسيق في حركة القطعات وتبادل المعلومات والتنسيق المشترك وهذه هي من الخطوات المهمة التي تسهم في التنسيق والعمل بروح الفريق الواحد وتسمح لنا بالمحافظة على أرواح وسلامة أهلنا في إقليم كوردستان”.
وتمخضت اجتماعات الأشهر الماضية بين وزارتي الدفاع والبيشمركة عن الاتفاق على إنشاء غرف عمليات مشتركة في عدة محافظات ومناطق ومنها غرف في بغداد وأربيل وغرب نينوى ومخمور وكركوك وديالى، فيما أكدت وزارة البيشمركة مؤخراً على الحاجة لاتفاق شامل مع الجيش العراقي، لمنع عناصر داعش من تكرار هجماتها مستفيدة من الفراغ الأمني بين متاريس قوات البيشمركة والجيش العراقي.
وشدد الخفاجي على أن حفظ الأمن “يأتي من عملنا المشترك ونحن مستمرون في العمل المشترك مع حكومة إقليم كوردستان والاتصال المكثف مع القادة الأمنيين، وهناك الكثير من الأمور لا يمكن البوح بها في الإعلام”، مبيناً: “بدأت الغرف المشتركة العمل والأهم هو نجاح هذه الغرف وفعلاً نجحت في مهمتها والتطورات ستأتي تباعاً”.
ولفت إلى أن داعش يحاول من خلال استغلال المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك والتي تكثر فيها المساحات والمسافة بيننا في سلسلة جبال قرجوغ وحمرين والمناطق بين سوريا والعراق “أن يتواجد في المناطق الصعبة جغرافياً وأن يوصل رسالة بأنه يمكن أن يؤثر ويقلق القوات الامنية العراقية لكن امكانياتنا وقدراتنا مستمرة في متابعته وملاحقته وقتله واستئصاله”.
واستدرك قائلاً إن “التنسيق العالي والضربات الجوية والاستخبارات التي جمعت معلومات كثيرة والضغط الكبير على التنظيم يؤتي بثماره، وكذلك الحوار المشترك والغرف المشتركة واستمرار الحوار والعمل العسكري وتبادل المعلومات”.
وأشار إلى تنفيذ “الكثير من العمليات بالتعاون مع البيشمركة التي لها علم مسبق بالعمليات التي تنفذ بالقرب من مناطق تواجدها”، لافتاً إلى دور “التحالف الدولي في تذليل الصعوبات”.
ومنذ مطلع 2019، زادت وتيرة هجمات مسلحي تنظيم داعش، لاسيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى وحزام بغداد.
وذكر الخفاجي أن “النجاح مستمر وأولى الثمار هي الغرف المشتركة، ولقد قمنا بعمل كبير من خلال الاجتماعات المنسقة بيننا وبين الأخوان في الإقليم”.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
وحول الوضع في مخمور، أوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة أنه “في مخمور لدينا الفرقة 14 من الجيش العراقي، وتتمثل مهامها بالمحافظة على أمن وسلامة مخمور وهي منتشرة في كل أجزاء مخمور والملف الأمني هو من اهتمامها”، مبيناً: “أي حالة تحدث من واجبها أن تقوم بالتحقيق ورفع تقارير للجهات ذات العلاقة”.
وقُتل ثلاثة أشخاص، اليوم السبت، إثر قصفٍ طال مخيم مخمور الذي يأوي آلاف اللاجئين من كوردستان تركيا، وتأسس عام 1998، عندما عبر آلاف الكورد الحدود من تركيا.