علق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على التصعيد الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة والقدس الشرقية، وفيما أشار إلى أن مسارعة بعض الدول العربية إلى التطبيع وراء “تجرؤ هؤلاء الإسرائيليين”، دعا إلى “طرد الإسرائيليين” من تلك البلدان فوراً.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر إن “هناك ثلة محسوبة على (اليهودية) قد أخذت على عاتقها تفتيت الأديان وتفريقهم ألا وهم (العصابة الإسرائيلية).. فبأفعالهم الإجرامية والإرهابية هذه أشعلوا فتيل الحرب، وها هي فلسطين الحرة ترد على التجاوزات ضد القدس وتهويدها وعلى الاستيطان المقيت”.
وخلال الفترة الماضية أعلنت أربع دول هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف الصدر: “أسفي على المطبعين فما تجرأ هؤلاء الإسرائيليون إلا بسبب بعض الدول العربية التي سارعت إلى التطبيع معهم… فوا أسفي على الضمير العربي والروح الإنسانية التي تعطي الغطاء للعدو بالقتل والتهجير والإهمال والفقر والجوع”.
وانتقد زعيم التيار الصدري الولايات المتحدة، واصفاً الرئيس السابق دونالد ترمب بـ “الأرعن” مبيناً أنه “لا سلام يعم العالم ولن تتوحد الأديان ما دامت دولة الشر مستمرة باستكبارها وعتوها وإرهابها”.
ومضى بالقول: “ابتلانا الله بثلة تدعي انتماءها للإسلام وهي تستهدف المسلمين ذبحاً وتفخيخاً تاركةً العدو الإسرائيلي يتنعم في بلده ويتلذذ بأذى الفلسطينيين”.
وطالب بوحدة الصف، مضيفاً: “على المطبعين طرد الإسرائيليين من بلدانهم فوراً عسى أن يكون رادعاً لهم ولأعمالهم وفسادهم وإرهابهم”.
وقُتل عشرون شخصاً على الأقلّ، بينهم تسعة أطفال وقيادي بحركة حماس، في غارات شنّتها إسرائيل على غزّة رداً على إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع على أراضيها، في حين دارت في الحرم القدسي اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيليّة ومتظاهرين فلسطينيّين خلّفت أكثر من 500 جريح، في تصعيدٍ للعنف غير مسبوق منذ سنوات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه لغاية قرابة منتصف الليل بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزّة على الدولة العبريّة أكثر من 150 صاروخاً، اعترضت منظومة القبّة الحديد المضادّة للصواريخ “عشرات” منها.
وفي حين كانت الرّشقات الصاروخيّة تنهمر على إسرائيل انطلاقاً من القطاع، أعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ عربيّاً إسرائيليّاً قُتل ليلاً بالرّصاص على هامش مواجهات دارت مع إسرائيليّين في مدينة اللدّ (وسط) حيث تمّ إحراق عدد من السيارات.
وكان الجيش الإسرائيلي قال عند بدء استهدافه القطاع “لقد بدأنا بشنّ غارات على غزّة، وأكرّر أنّنا بدأنا (…). استهدفنا قائدًا كبيرًا في حماس” التي تُسيطر على القطاع المحاصر.
وأكّد مصدر في حماس أنّ “الاحتلال استهدف القيادي في كتائب القسّام (الجناح العسكري للحركة) محمد فياض في بيت حانون في شمال قطاع غزّة”، مؤكّداً مقتله.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنّ حماس تجاوزت “خطّاً أحمر” من خلال توجيه صواريخ نحو القدس وأنّ الدولة العبريّة “ستردّ بقوّة”. وقال نتانياهو الذي عقد اجتماعات مع قادة الجيش وجهاز الشين بيت “لن نتسامح مع الهجمات على أراضينا وعاصمتنا ومواطنينا وجنودنا. من يُهاجمنا سيدفع ثمنا باهظاً”.
وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس إنّ مصر وقطر اللتين توسّطتا في النزاعات السابقة بين إسرائيل وحماس، تُحاولان تهدئة التوتّرات.
وقال المتحدّث باسم وزارة الصحّة التابعة لحماس، لفرانس برس إنّ عشرين شخصًا قُتلوا وأصيب 65 آخرون بجروح نُقل عدد منهم إلى مستشفى بيت حانون في شمال القطاع.
قبل ذلك، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى “إطلاق سبعة صواريخ من قطاع غزة … اعترضت القبة الحديد أحدها”. وتسبّب صاروخ بأضرار في منزل على بعد نحو 15 كيلومتراً من القدس حيث دوّت صفارات الإنذار بعد السادسة مساء بقليل، وفق مراسلي فرانس برس.
جاء ذلك بعد أن حذرت كتائب القسام إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى الذي كان ساحة للمواجهات.
ومساء الإثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل ردا على “العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة”.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في المساء إن “المنظمات الارهابية في غزة تخطت خطا أحمر مساء +يوم القدس+ عبر إطلاق صواريخ حتى منطقة القدس”، مضيفًا “إسرائيل ستردّ بقوة (…) من يهاجم سيدفع الثمن غاليا. أقول لكم أيها المواطنون الإسرائيليون إنّ الصراع الحالي قد يستمر فترة معينة”.
من جانبها، ندّدت الولايات المتحدة “بأكبر قدر من الحزم” بإطلاق صواريخ على اسرائيل، معتبرة أنّه “تصعيد غير مقبول”، وداعيةً جميع الاطراف الى “الهدوء” و”نزع فتيل التوترات”، كما دانت لندن إطلاق الصواريخ ودعت الى “احتواء فوري للتصعيد من جميع الأطراف ووقف استهداف المدنيين”.
في باحة المسجد الأقصى، اندلع حريق هائل مساء الإثنين أمكن مشاهدته من على بعد كيلومترين فيما كان الآلاف مجتمعين لأداء الصلاة، وفق مراسلي فرانس برس. ولم تعرف أسباب الحريق على الفور.
وليل الأحد/ الإثنين ألقيت بالونات حارقة وسبعة صواريخ نحو جنوب إسرائيل. وتم اعتراض صاروخين فيما سقطت البقية في أراض مفتوحة، ورداً على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مواقع عسكرية في القطاع وأغلق معبر إيريز-بيت حانون.
يأتي إطلاق الصواريخ في اليوم الرابع من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية.
ومنذ الجمعة، شهدت القدس الشرقية عموماً وباحات المسجد الأقصى خصوصاً، مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين هي الأعنف منذ 2017، لكنّ أعنف الاشتباكات دارت الإثنين إذ أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى على الأقلّ في صفوفها.
وتجدّدت المواجهات ليل الإثنين في باحات المسجد بعد أن ردّت الشرطة الإسرائيلية على إلقاء شبّان مفرقعات باتجاه قواتها بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت في محاولة لتفريق المحتجين.
وتصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع مستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيل الإثنين ذكرى “يوم توحيد القدس” أي سيطرتها على القدس الشرقية في 1967 ومن ثم ضمّها.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين تجمعوا عند حائط البراق (أو الحائط الغربي عند اليهود) القريب وهو أقدس الأماكن لدى اليهود، من دخول الباحات والبلدة القديمة عبر باب العمود فألغيت مسيرة كانوا ينوون تنظيمها.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب الإثنين إخلاء الحائط الغربي.
وخرجت تظاهرات في العديد من مدن الضفّة الغربية، حيث أحصى الهلال الأحمر ما مجموعه 200 جريح.
ومع تدهور الوضع، عقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة مغلقة بطلب من تونس يتناول الوضع في القدس الشرقية لكنّ أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أن من “غير المناسب” توجيه رسالة علنية في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين.
ودانت كل من مصر والأردن والعراق القمع الذي مارسته إسرائيل في نهاية الأسبوع في باحات الأقصى، كذلك أعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن “قلقها العميق”، داعية إسرائيل إلى التهدئة.
وحضّت الأمم المتّحدة إسرائيل على التزام “أقصى درجات ضبط النفس”، فيما دعت تركيا “العالم إلى التحرّك لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتواصل”، في حين أعربت فرنسا عن خشيتها من “تصعيد واسع النطاق” للعنف.
وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها عاصمتها “الموحّدة”، فيما يتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المستقبلية.