تبلغ مساحة المنطقة المغطاة بالمتحف 11 ألف متر مربع، ويضم 34 قاعة و553 عملا فنيا، ويحتوي مجموعات للوحات فنية تعود للفترة بين القرنين السادس عشر والعشرين الميلاديين.
بعد اكتمال أعمال الترميم مؤخرًا واكتسابه حلة جديدة، تحوّل “متحف القصور الملكية العثمانية” إلى مركز اهتمام للسياح، لاسيما مع الانتشار الواسع لصوره في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بين الشباب.
تبلغ مساحة المنطقة المغطاة في المتحف 11 ألف متر مربع، ويضم 34 قاعة و553 عملا فنيا، وهو مرشح اليوم ليكون مركزًا جديدا للثقافة والحياة الفنية في تركيا.
تم تشييده عام 1856 من قبل السلطان العثماني عبد المجيد الأول (1823-1861) تحت اسم “مكتب ولي العهد”، في حي بيشيكطاش بمدينة إسطنبول، وقد اكتسب أهمية خاصة بعد افتتاحه في العهد الجمهوري كملتقى لعشاق الفن.
يحتوي على مجموعات لوحات فنية تعود للفترة بين القرنين السادس عشر والعشرين الميلاديين، ويضم لوحات للسلاطين العثمانيين وصورا لأحداث تاريخية مهمة وأعمالا استشراقية وطبيعية، فضلا عن لوحات لمدينة إسطنبول وطابعها الحضري والعمراني في تلك الحقبة.
وتضم المجموعات الموجودة فيه أعمالا فنية لرسامين عثمانيين وأجانب مثل الأرمني روبن ماناس، والبولندي ستانيسلاف شليبوفسكي، والإيطالي فاوستو زونارو، والروسي إيفان أيفازوفسكي، والفرنسي يوجين فرومنتين، ومواطنه فيليكس أوغستي كليمنت، وأيضا العثمانيين: شكر أحمد باشا، وعثمان حمدي بك، وشوكت داغ، وعبد المجيد أفندي، وغيرهم.
لوحات القصور العثمانية
وفي حديثها لوكالة الأناضول، قالت مديرة متحف لوحات القصور الملكية العثمانية غولسن سوينج قايا إن الأخير له أهمية خاصة من حيث كونه الممثل الوحيد للوحات القصور العثمانية.
وذكرت قايا أن المتحف يضم 34 قسمًا موزعا بحسب مواضيع اللوحات الفنية، وأن إدارته عرضت الأعمال الفنية، وبعضها معروف ولكن لم تتم دراسته بشكل كافٍ، وفق منظور جديد تماما في إطار التكامل الموضوعي.
وأفادت بأن إدارة المتحف حرصت على التركيز على عرض مضامين وموضوعات اللوحات الفنية وإبرازها، بدلا من التركيز على البناء الذي يعتبر هو أيضًا تحفة فنية.
وقالت “مؤخرا استكملنا أعمال الترميم في المتحف لجذب انتباه الزوار، وتم ترميمه بأساليب مبتكرة خاصة من حيث أنظمة الإضاءة والتأطير والترتيب وفق الأعمال الفنية”.
وتابعت “علاوة على ذلك، ركزنا على عرض اللوحات الفنية الأصلية الموجودة على سقف المتحف وإبرازها من خلال نظام الإضاءة”.
وأفادت المديرة بأن إدارة المتحف حرصت كذلك على إثراء المجموعات الفنية الموجودة من خلال إدراج المزيد من اللوحات الفنية الموجودة في دائرة المحفوظات (الأرشيف) التابع لقصر طوب قابي بإسطنبول.
وأوضحت أنه تم إنشاء ورشة عمل لترميم اللوحات المنقولة من دائرة المحفوظات في قصر طوب قابي إلى المتحف، كما تم توثيق الأعمال الفنية واللوحات في مراحل ما قبل وأثناء وبعد الترميم.
وقد تمكنت الورشة من ترميم 199 لوحة فنية، في حين قامت ورشة التذهيب بترميم 104 لوحات فنية، كما قامت ورشة التجليد وترميم الورق بإعادة إحياء 34 وثيقة وقطعة فنية وضمها للحياة الثقافية، بحسب قايا التي شددت على أهمية جمع الأعمال الفنية التاريخية واللوحات والتحف التي كانت تزيّن جدران وأركان القصور العثمانية في متحف واحد.
لوحة الفن الاستشراقي
ولفتت قايا إلى أن المتحف يضم أكبر لوحة للفن الاستشراقي في تركيا، مشيرة إلى أن اللوحة المعروفة باسم “الصيد في الصحراء” تعتبر من أهم أعمال الرسام الفرنسي فيليكس أوغستي كليمنت.
لوحة “الصيد في الصحراء” رسمت في القرن الـ19 وتمثل رمزا للعلاقة بين مصر والعثمانيين خلال تلك الفترة (وكالة الأناضول)
وأوضحت أن إدارة المتحف تمكنت عام 2019 وبعملية ناجحة من نقل لوحة فنية كبيرة تبلغ مساحتها 35 مترا مربعًا، ومرسومة عام 1865، من “قصر سعيد حليم باشا” في إسطنبول إلى المتحف، مبينة أن اللوحة تستعرض عمق العلاقات الاجتماعية والثقافية بين الدولة العثمانية ومصر.
ويزعم المؤرخون أن عبد الحليم باشا أمر الرسام الفرنسي كليمنت برسم هذه اللوحة، لتكون زخرفة جديدة بقصره في مصر، قبل أن يتم نقلها إلى إسطنبول، وتوضع في وقت لاحق بقصر يلدز الموجود بالمدينة.
المصدر : وكالة الأناضول