بقلم غيوم لافاليه
يتصاعد التوتر بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعد صدامات جديدة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية ليل الجمعة السبت في القدس الشرقية وتظاهرات في الضفة الغربية المحتلة وإطلاق صواريخ وقصف في قطاع غزة.
ووقعت صدامات جديدة ليلا في محيط البلدة القديمة في القدس غداة مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية جرح خلالها أكثر من مئة فلسطيني وعشرين شرطيا إسرائيليا. وتعتبر المواجهات الأكثر حدة منذ سنوات في القدس.
وبدأت الصدامات الخميس بعد تظاهرة ليهود متشددين هتفوا خلالها “الموت للعرب” أمام باب العمود، أحد مداخل القدس الشرقية. وسار الفلسطينيون ردّا عليها بتظاهرة احتجاجية في القدس الشرقية حصلت خلالها المواجهات مع الشرطة.
وبعد صلاة الجمعة التي شارك فيها عشرات الآلاف من المسلمين في باحة الأقصى، استؤنفت المناوشات، إذ قام شبان فلسطينيون برشق الشرطة بعبوات المياه والحجارة.
وردّت الشرطة التي انتشرت بكثافة في المكان، بإطلاق قنابل صوتية في محاولة لتفريق الحشد، واعتقلت عددا من الأشخاص مستخدمة القوة في توقيف أحدهم، وفق صحافي في وكالة فرانس برس. ووقعت صدامات في عدد من الأحياء في القدس الشرقية.
وتجمّع مئات الفلسطينيين مساء الجمعة عند معبر قلنديا الذي يربط بين اسرائيل والضفة الغربية وأضرمت النيران في أشياء مختلفة. وقالت الشرطة إن فلسطينيين رشقوا بحجارة وزجاجات حارقة قبر راحيل، الموقع المقدس لدى اليهود في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. ونظمت تظاهرة في رام الله حيث يوجد مقر السلطة الفلسطينية.
– صواريخ –
في وقت لاحق من ليل الجمعة السبت، أطلق 36 صاروخا من قطاع غزة، الجيب الفلسطيني المنفصل جغرافيا عن الضفة الغربية والقدس، على إسرائيل وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. واعترضت منظومة القبة الحديدية ستة صواريخ، بينما سقطت أخرى في مواقع خالية من السكان.
وردا على إطلاق الصواريخ، قصفت إسرائيل بالدبابات مواقع في غزة، ثم نفذت غارات جوية على القطاع.
وذكر الجيش ومصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن القصف طال مواقع لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع منذ 2007، وأخرى للتدريب تابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة في مناطق متفرقة في مدن غزة.
ويعيش مليونا فلسطيني في قطاع غزّة الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً. وتواجهت حماس وإسرائيل في ثلاث حروب في 2008 و2012 و2014.
وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح المسلح للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، في بيان “مسؤوليتها عن قصف مستوطنات الاحتلال المحاذية للقطاع بعدة صواريخ فجر اليوم ردا على عدوان الاحتلال في القدس”. كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ عدة على جنوب إسرائيل.
ودوّت صفّارات الإنذار في القرى الإسرائيلية القريبة من القطاع.
وبعد الصدامات في القدس الشرقية، أكدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس دعمها لفلسطينيي المدينة المقدسة.
وقالت في بيان “الشرارة التي تشعلونها اليوم ستكون فتيل الانفجار في وجه العدو المجرم وحينها ستجدون كتائبكم ومقاومتكم حيث ينبغي أن تكون في قلب معركتكم، تلقّن العدو الدروس القاسية وغير المسبوقة”.
وقالت الفصائل الفلسطينية المسلحة وبينها حماس وحركة الجهاد الإسلامي في بيان مشترك، إنها “لا يمكن أن تصمت على استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على أبناء شعبنا في القدس”، محذرة من أن “العدو باستمراره في انتهاك أقصانا والاعتداء على أهلنا في القدس يفتح على نفسه أبواب الجحيم”.
وعبر حزب الله اللبناني المدعوم من إيران مثل حماس والجهاد الإسلامي عن “تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني”، ودان “بشدة الإجراءات العسكرية وحالة الحصار والتضييق التي ترتكبها شرطة الاحتلال وعصابات المستوطنين منذ أيام”.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان “ما يقوم به المستوطنون والجماعات اليمينية المتطرفة بالتحريض على قتل العرب وبحماية الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وما يقومون به من ملاحقات لأبناء شعبنا”.
– دعوات إلى الهدوء –
وعبّرت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” من أعمال العنف هذه ودعت إلى “رفض حازم” ل”خطاب متظاهرين متطرفين رددوا هتافات كراهية عنيفة”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة على “تويتر”، “ندعو إلى الهدوء والوحدة ونحث السلطات على ضمان الأمن والحقوق للجميع في القدس”.
واستنكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى الشرق الأوسط تور وينيسلاند الاشتباكات، داعيا إلى “وقف التصعيد”.
ودان الأردن المجاور الذي يشرف على الأماكن المقدسة الإسلامية في البلدة القديمة، “الهجمات العنصرية” الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية وحذر من “تبعاتها”، داعيا إلى “تحرك دولي لحمايتهم”.
واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على صفحته على “تويتر” السبت أن “مسؤولية وقف الاعتداءات وفق القانون الدولي (…) تقع على سلطات الاحتلال”، محذرا من أن “القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار”.
وقال رئيس بلدية القدس موشيه ليون لقناة “كان” الإسرائيلية إنه يتحدث إلى القادة الفلسطينيين في القدس الشرقية على أمل إنهاء “هذا العنف غير المجدي” الذي يحدث قبل شهر من الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأولى منذ 15 عاما.
كما يأتي التصعيد بينما تتواصل المفاوضات في إسرائيل من أجل تشكيل حكومة يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى الحصول على دعم عربي لها في وقت يتوقع أن تضم أحزابا يمينية راديكالية.
المصدر: © AFP