احتجز أنصار حزب إسلامي متطرّف في باكستان ثمانية شرطيّين رهائن الأحد، على ما أفاد مسؤولون، بعد احتجاجات عنيفة مناهضة لفرنسا مستمرّة منذ أيّام.
وهزّت أعمال الشغب البلاد منذ الاثنين عندما اعتُقل زعيم “حركة لبيك باكستان” التي باتت محظورة الآن، في لاهور عقب دعوته إلى طرد السفير الفرنسي.
وشلّت الاحتجاجات مدنًا عدّة وأدت إلى مقتل ستّة عناصر شرطة، بينما دفعت السفارة الفرنسيّة إلى إصدار إشعار لرعاياها يدعوهم إلى مغادرة البلاد موقّتًا.
وقال الناطق باسم الشرطة في لاهور رانا عريف لوكالة فرانس برس “يحتجز أعضاء +حركة لبيك باكستان+ ثمانية عناصر شرطة رهائن”.
بدورها، أفادت الناطقة باسم حكومة إقليم بنجاب فردوس عشق أوان في تغريدة “اقتحمت مجموعات عنيفة مسلّحة بقنابل حارقة وقوارير الحمض الكاوي مركز شرطة ناوانكوت هذا الصباح (الأحد)”، مضيفة أنّ ستة عناصر شرطة لقوا حتفهم حتّى الآن خلال المواجهات على مدى أسبوع.
– غاز مسيل للدموع ورشق بالحجارة –
وأفاد قادة حركة لبيك باكستان بأنّ عددًا من أنصار الحزب قتِلوا في مواجهات الأحد.
وقال زعيم حركة لبيك باكستان في المدينة، علامة محمد شفيق أميني، في بيان عبر الفيديو، “لن ندفنهم حتى يُطرَد السفير الفرنسي”.
ورفضت الشرطة التعليق على مقتل أنصار للحركة.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان بأنّ الشرطة استخدمت الغاز المسيل في مواجهة متظاهرين رشقوها بالحجارة.
تقود حركة لبيك باكستان حملة ضدّ فرنسا منذ دافع الرئيس إيمانويل ماكرون عن حق مجلة شارلي إيبدو في إعادة نشر رسوم كاريكاتورية تظهر النبي محمد ويعتبرها العديد من المسلمين تجديفا.
وقال وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد إنّ أنصار الحركة أغلقوا 191 موقعًا خلال الأسبوع الماضي وتحوّل المسجد في لاهور الآن نقطة تجمّع.
وأضاف في مؤتمر صحافي “ليست هناك أيّ مفاوضات جارية، حاولنا خلال شهرين إلى ثلاثة (إجراءها) لكنّهم ليسوا مستعدّين للتراجع عن أجندتهم وليس أمام الحكومة خيار آخر سوى بسط نفوذها”.
وعملت حكومة عمران خان جاهدةً للسيطرة على حركة لبيك باكستان لسنوات، لكنّها أعلنت الأسبوع الماضي فرض حظر تام على الجماعة، مصنّفةً إياها على أنها إرهابية.
ورغم ذلك، أشار خان إلى أن الحكومة لم تحظّر حركة لبيك لأنّها لا تتفق مع دوافعها، بل لأنّها رفضت أسلوبها في التعبير.
وقال “لأكون واضحا مع الناس هنا وفي الخارج: لم تتحرّك حكومتنا ضد حركة لبيكِ باكستان بموجب قانون مكافحة الإرهاب إلا عندما تحدّت قوانين الدولة ولجأت إلى العنف في الشوارع وهاجمت العامّة وعناصر إنفاذ القانون”.
وأضاف أنّ إهانة النبي تؤذي المسلمين في كل أنحاء العالم. وكتب على تويتر “نحن المسلمين نكنّ خالص الحب لنبيّنا ونكرّمه”، مضيفا “لا يمكننا التساهل مع هذا النوع من الإساءة وعدم الاحترام”.
وأكّد رئيس الوزراء الباكستاني أنّ على الحكومات الغربية التعامل مع الأشخاص الذين يسيئون للنبي محمد بالطريقة ذاتها التي يتم من خلالها التعامل مع الذين ينكرون المحرقة النازية.
وتابع “أحض الحكومات الغربية التي لديها قوانين تحظّر أيّ تعليق سلبي على المحرقة، على استخدام المعايير ذاتها لمعاقبة مَن ينشرون رسائل كراهية ضد المسلمين عبر الإساءة لِنبيّنا”.
ويعدّ إنكار المحرقة مخالفا للقانون في كثير من الدول الاوروبية، بما فيها ألمانيا وفرنسا، حيث يواجه المدانون بهذه التهمة عقوبة السجن.
والجمعة، حجبت الحكومة الباكستانية وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الرسائل بضع ساعات عقب أيام من التظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا.
يعتبر التجديف مسألة حساسة جدا في باكستان المحافظة حيث تسمح القوانين بتطبيق عقوبة الإعدام بحق أي شخص يعتقد أنه أساء للإسلام.
ويبدو أن دعوة السفارة الفرنسية لمواطنيها إلى مغادرة باكستان لم تلق آذانا صاغية.
المصدر: © AFP