عُرضت على البابا فرنسيس مخطوطة قديمة باللغة الآرامية كانت قد أنقذت من أيدي عناصر داعش، في مدينة قرقوش العراقية، وذلك بعد ترميمها في إيطاليا، ومن المقرر أن يقوم البابا بدوره بجلبها معه إلى العراق لتعود إلى مهدها في قرقوش.
وكتاب “سيدرا المقدس” العائد الى القرنين الرابع عشر والخامس عشر لم يكن في حالة جيدة من الحفظ، واستغرق ترميمه 10 أشهر وسيرسل قريباً إلى قرقوش، احدى المحطات التي سيتوقف فيها البابا فرنسيس خلال زيارته الى العراق المقررة من 5 الى 8 آذار.
واحتل تنظيم داعش سهل نينوى بين عامي 2014 و2017. ولم يعد المسيحيون بأعداد كبيرة الى هذه المنطقة الواقعة شمال العراق لأن التوترات بين المجموعات المسلحة لا تزال قائمة والبنى التحتية العامة لا تزال مدمرة.
والمخطوطة التي نجح كهنة محليون في إنقاذها تتضمن الصلوات بمناسبة عيد الفصحـ وهي تمثل أحد اقدم الكتب في كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش.
وكان أحد القساوسة جلب الكتاب معه إلى إقليم كوردستان، منعاً لوقوعه في أيدي عناصر داعش.
وسلمت رئيسة اتحاد المنظمات المسيحية للتعاون الدولي والعمل التطوعي الاربعاء البابا الكتاب “ليعود الى كنيسته على هذه الارض الشهيدة رمزا للسلام والاخوة”.
وعاين مختبر متخصص في البداية المخطوطة كما عاينها خبراء في اللغة والطقوس السريانية لأن الحبر كان تالفاً جداً ما استلزم عملية مقارنة مع نسخ كتب أخرى.
ومن المقرر أن يصل البابا فرنسيس إلى أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، في 7 آذار 2021، وسيتم استقباله من قبل رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بمشاركة عدد من المسؤولين والشخصيات الدينية، في مطار أربيل الدولي.
ووفقاً لبرنامج زيارة البابا، المنشور من قبل سفير الفاتيكان، سيجتمع البابا مع كل من رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، في قاعة الاجتماعات الخاصة بكبار المسؤولين.
وسيغادر البابا روما يوم الجمعة في الخامس من آذار من مطار فيوميتشينو في روما ليصل إلى مطار بغداد الدولي حيث سيتم الاستقبال الرسمي، حسب البيان.
البابا سيلتقي برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قاعة الشرف في مطار بغداد الدولي لينتقل بعدها إلى القصر الرئاسي حيث ستقام مراسم الترحيب به، وفق البيان، مضيفا أن البابا سيقوم بعدها بزيارة رسميّة إلى رئيس الجمهورية برهم صالح على أن يلتقي بعدها السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.
بيان دار الصحافة أشار الى ان البابا سيتوجّه بعد ذلك، إلى كاتدرائيّة “سيّدة النجاة” للسريان الكاثوليك في بغداد حيث سيلتقي الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين وأساتذة التعليم المسيحي.
اما جدول زيارة البابا يوم السبت، الموافق السادس من آذار المقبل، يتضمن توجهه إلى النجف حيث سيلتقي المرجع علي السيستاني، ليتوجّه بعدها إلى مدينة أور الأثريّة في الناصرية، على أن يحتفل بعدها بالقداس الإلهي في كاتدرائيّة “مار يوسف” للكلدان في بغداد، وفقاً للبيان.
والأحد الموافق السابع من آذار يتوجّه البابا من بغداد إلى إربيل إذ سيلتقي في قاعة الشرف الرئاسيّة في مطار إربيل بالسلطات الدينية والمدنيّة في إقليم كوردستان، حسب بيان دار الصحافة الرسولي، مضيفاً أن البابا يتوجه بعدها إلى الموصل إذ سيتوقف في حوش البيعة للصلاة عن راحة نفس ضحايا الحرب قبل أن ينتقل إلى كنيسة “الطاهرة” الكبرى في قرقوش حيث سيتلو صلاة التبشير الملائكي مع “المؤمنين”؛ على أن يعود إلى إربيل حيث سيحتفل عصر الأحد بالقداس الإلهي في ملعب “فرنسو حريري”.
واخر يوم لزيارة البابا الى العراق، الاثنين الموافق الثامن من آذار، سيتوجّه البابا فرنسيس صباحاً إلى مطار بغداد الدولي حيث ستتمُّ مراسم الوداع الرسمي قبل أن يغادر العراق عائداً إلى إيطاليا.