الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نائب رئيس هيئة الحشد، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس، قاسم سليماني ورفاقهما بضربة أميركية، قرب مطار بغداد الدولي، ورغم إقامة مراسم حاشدة في ساحة التحرير وسط بغداد، بمشاركة قادة الحشد ومئات الآلاف من أنصارهم، لم تصدر الرئاسات الثلاث أي بيان رسمي لاستذكار الحادثة.
تتوالى بيانات الكتل والجهات الموالية للحشد للتنديد بمواقف رؤساء الوزراء والجمهورية ومجلس النواب، حيث ذهب بعضها إلى وصف الرئاسات الثلاث بـ “الجبن والتزييف” بسبب التزامها الصمت.
المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق، محمود الربيعي قال إن “كل من سكت في الذكرى السنوية سكت عن الحق وهو شيطان اخرس”، مبيناً أن “عدم إصدار الرئاسات الثلاث أي بيان بذكرى استشهاد قادة النصر كشف زيف الوجوه واسقط الأقنعة”.
وفي السياق، غرد عضو المكتب السياسي لحركة عصائب اهل الحق جواد الطليباوي، عاداً أن عدم إصدار الرئاسات الثلاث بيان تعزية في ذكرى “استشهاد قادة النصر يدل على أنهم جزء من محور يختلف تماماً عن محور القادة الشهداء الذين حموا الوطن وحفظوا دماء أبنائه وقدموا دروساً خالدة في التضحية والبطولة والفداء”.
كما ذكر النائب عن صادقون، أحمد علي الكناني أنه “في مثل هذا اليوم كنا نأمل من الرئاسات الثلاث إصدار أي بيان حتى ان كان رمزياً لتبيان موقفهم من حادثة المطار ،خصوصاً ان الشهداء هم حامي عرين العراق وضيفه الباسل، ولكن صدمنا بتخاذلكم وتملقكم لاسيادكم! تذكروا ان الايام دول وأن النعامة لن تنجو إن اخفت رأسها في الحفرة”.
بدوره، شكر تحالف الفتح برئاسة هادي العامري المشاركين في مراسم الاستذكار، مخاطباً إياهم بالقول: “بقي العراق بسواعدكم وقيادته منارة للثقافة وجمهورية للفداء والبسالة وصوتاً علوياً لايهتز أمام القتلة، لا يضعف أمام التحدي، ولايقف على الحياد في لحظة الإعصار”.
وشهدت الفترة الماضية، اشتداد التوترات والتهديدات العسكرية بين الفصائل المسلحة (الشيعية) والتي تنضوي بعضها تحت راية الحشد، ضد الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي.
الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي وجه رسالة إلى الرئاسات الثلاث، قائلاً: “صح النوم، لاندري إن كنتم رؤساء للعراق أم لجزر فوق القمر! هل سمعتم بالذكرى الأولى لاستشهاد القادة ومليونية التحرير والتأبين الغفير بطريق المطار؟ بالمناسبة مات أمير درجة خامسة في السعودية ابعثوا برسائل تعزية أو طيروا هناك للبكاء على الفقيد العظيم الذي حرر العراق”.
وشارك في وقفة أمس التي أطلق عليها اسم “التظاهرة المليونية”، كبار قادة الحشد الشعبي ومنهم رئيس الهيئة، فالح الفياض، ورئيس تحالف الفتح، هادي العامري، إلى جانب القادمين من المحافظات العراقية الأخرى، ناهيك عن فصائل مسلحة مثل “كتائب القسام وسرايا القدس الجناحين العسكريين لحركة حماس والجهاد الفلسطينية”.
تحالف عراقيون الذي يتخذ عادةً موقفاً أقل حدة تجاه الحكومة، انضم لركب المهاجمين، حيث قال النائب حسن فدعم إن “تظاهرات التحرير والمطار هي اكبر حضور جماهيري في العراق، وهناك ضغوط كبيرة مورست على الحكومة في قضية جريمة اغتيال القادة الشهداء واخراج القوات الاجنبية”، محذراً من “خطوات شعبية تصعيدية في حال عدم تطبيق قرار اخراج القوات الاجنبية من قبل الحكومة، فجريمة اغتيال القادة الشهداء لن تمر دون عقاب”.
أمام السفارة الأميركية في بغداد، أمس الأحد، حمل النائبان في البرلمان العراقي حسن فدعم ويوسف الكلابي لافتة تصف ترمب بـ”الإرهابي”، في إشارة إلى تحدي الولايات المتحدة، وقال الكلابي إن “الرئاسات الثلاث تخجل من ان تستنكر جريمة اغتيال القادة الشهداء، ونحن نستغرب من عدم صدور أي بيان من الرئاسات الثلاث حول الفاجعة”.
وفي ليلة السبت/ الأحد، استمرت تجمعات أنصار الحشد الشعبي لتأبين من يسمونهم “شهداء قادة النصر” في موقع عملية الاغتيال بحضور السفير الإيراني، إيرج مسجدي ورئيس هيئة الحشد فالح الفياض، ورئيس أركانه أبو فدك المحمداوي، وزعيم كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي ورئيس كتلة السند الوطني أحمد الأسدي ومسؤولين آخرين، كما اكتظ شارع مطار بغداد الذي تغير اسمه إلى شارع “الشهيد أبو مهدي المهندس”، بأعداد هائلة من المحتشدين.
وبالتزامن مع مخاوف من شن فصائل مسلحة هجمات على المصالح الأميركية انتقاماً للعملية، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وفي موقف صريح ومباشر بشكل غير مسبوق، مساء الخميس، منع استهداف البعثات الدبلوماسية واستعمال السلاح خارج نطاق الدولة العراقية، مبيناً أن من يخالف القرار “عاصٍ لأوامرنا ويضر بأمن العراق”.
يذكر أن عدة جهات توعدت بالانتقام لمقتل المهندس وسليماني، حيث كتب الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي خلال زيارته قبر المهندس في النجف رسالة في سجل الزوار، أمس: “بسم الله قاصم الجبارين ومٌبير الظالمين، وقسماً بإسم رب الشهداء أن نسير على طريقهم وأن نأخذ بثأرهم ونكمل طريقهم .. إلى الأب الغالي أبو مهدي أب كُل المجاهدين والمقاومين .. إبنك قيس الخزعلي يعدك بأخذ ثأرك وثأر الحاج قاسم سُليماني وثأر كُل الشُهداء”.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أكدت تأمين تظاهرات الأحد لإحياء ذكرى اغتيال المهندس وسليماني، مشيرةً إلى تطبيق الخطة الأمنية بنجاح وغلق الطرق الفرعية بالشوارع العامة.