عقد وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرصوي اجتماعا للتعريف بتمثال “الإلهة كوبيلي” الذي يقدر عمره بـ1700 عام، عقب وصوله إلى موطنه الأصلي تركيا بعد نحو 5 عقود على تهريبه إلى إسرائيل ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية.
جاء ذلك خلال اجتماع للوزير في متحف علم الآثار بمدينة إسطنبول حيث يعرض التمثال عقب وصوله إلى تركيا مساء السبت.
وأفاد إرصوي بأن وزراته تقوم بأعمال مكثفة من أجل المحافظة على الثروة الثقافية وتراث البلاد، ولمصلحة البشرية جمعاء.
وأضاف “نتيجة جهود دائرة مكافحة التهريب، ووزارة السياحة وصل تمثال كوبيلي إلى وطنه، وأثبتت تركيا أنه يعود إلى منطقة الأناضول عبر دراسات علمية انطلاقا من التشابه النمطي مع تماثيل مشابهة له معروضة في متحف مدينة أفيون قره حصار”.
وأردف أنه تم تهريب التمثال في الستينيات إلى إسرائيل، وفي 2016 تقدم مواطن إسرائيلي إلى سلطات بلاده بطلب لنقله إلى خارج البلاد، ليصل التمثال بعدها إلى الولايات المتحدة من أجل بيعه في مزاد علني.
وأضاف أن الوزارة تدخلت عندما علمت بالأمر، وشرعت في القيام بالإجراءات القانونية لاسترجاعه، مقدمة الدلائل اللازمة على أنه يعود لتركيا.
وتابع “أثبتت الوثائق التي توصلنا إليها من أرشيف إدارة متحف أفيون قره حصار في ذلك الوقت، والمعلومات العلمية إضافة إلى تصريحات شهود عيان، أن التمثال يعود إلى منطقة الأناضول، وتمكنا من استرجاعه بعد موافقة الشخص الذي كان التمثال بحوزته”.
وقبل نقله إلى ولاية “أفيون قره حصار”، غربي تركيا، ليعرض في متحف جديد قيد الإنشاء، تم عرض تمثال “كوبيلي” في متحف علم الآثار بإسطنبول.
وتعد “كوبيلي” إلهة الجبال والطبيعة والخصوبة لدى شعوب آسيا الصغرى (الأناضول). وانتقلت ثقافة كوبيلي إلى اليونان في بدايات القرن السادس قبل الميلاد ووصلت منها إلى روما عام 204 قبل الميلاد، وكانت إحدى آخر “الآلهة” التي اضمحلت عبادتها بعد ظهور المسيحية.
اكتشاف سابق
واكتُشف قبل 4 أعوام تمثال لكوبيلي في مدينة أوردو على البحر الأسود شمال شرقي تركيا. وفي لقاء مع مراسل الأناضول في المنطقة، قال رئيس فريق التنقيب البروفيسور سليمان يوجل شنيورت، إن التمثال يعود لحقبة الملك البُنطي ميثريداتس السادس (120 و63 قبل الميلاد)، مشيرا إلى احتمال أن يكون التمثال قد جُلِب من منطقة أفيون إلى أوردو.
ولفت شنيورت إلى أن وزن التمثال المكتشف يبلغ نحو 200 كيلوغرام بطول 110 سنتيمترات، وأن العثور عليه في أوردو التركية يسلط الضوء مجددا على أهمية دور المملكة البنطية الهلنستية التي حكمت الساحل الجنوبي من البحر الأسود من 291 إلى 63 قبل الميلاد، وتمكنت آنذاك من السيطرة على عدد كبير من المستعمرات اليونانية بالأناضول وشبه جزيرة القرم.
وأضاف شنيورت أن التمثال سيبقى حيث عُثر عليه داخل القلعة، لكي يتسنى للآثاريين إجراء بعض الدراسات، إلا أنه سينقل بعد ذلك إلى متحف “أوردو”.