وقع انفجار على متن ناقلة نفط قبالة ميناء جدة السعودي غرب المملكة، حسبما أعلنت الشركة المالكة الاثنين، في هجوم جديد يستهدف البنية التحتية لقطاع الطاقة السعودي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في وقت كثّف الحوثيون هجماتهم ضد أهداف في المملكة التي تقود حرباً في اليمن.
وقالت شركة “حافنيا” ومقرها في سنغافورة في بيان أن الناقلة “بي دبليو راين” التي تحمل علم سنغافورة “تعرّضت لضربة من مصدر خارجي بينما كانت تفرغ حمولتها ما تسبّب بوقوع انفجار وباندلاع حريق”.
وأضافت أنّ “الطاقم أخمد الحريق بمساعدة رجال الاطفاء على البر وزوارق القطر”، مشيرة إلى أنه لم يصب أي من البحارة وعددهم 22.
وبينما لم تؤكد السلطات السعودية على الفور وقوع الحادث، قالت الشركة المالكة إنّ الهجوم تسبب بأضرار في جسم الناقلة، من دون أن تستبعد حدوث عملية تسرّب للنفط.
وتابعت “من المحتمل أن يكون بعض النفط قد تسرب من السفينة لكن لم يتم تأكيد ذلك، وتشير الأجهزة حالياً إلى أن مستويات النفط على متن السفينة لا تزال عند المستوى نفسه الذي كانت عليه قبل الحادث”.
من جهتها، أكّدت شركة المعلومات البحرية “درايد غلوبال” ومقرها في لندن وقوع الانفجار ليل الأحد/ الاثنين، موضحة أنه وقع في سفينة “عندما كانت تقوم بعمليات في المرسى الرئيسي في مرفأ أرامكو في جدة”.
لكنّها أشارت إلى ناقلة النفط قد تكون “ديزيرت روز “التي ترفع علم جمهورية الدومينيكان أو السعودية “الأمل السعودي”.
– بنية تحتية مستهدفة –
وفي تشرين الثاني الماضي، هزّ انفجار ناقلة يونانية في ميناء الشقيق السعودي، وفق أثينا، فيما ندد التحالف الذي تقوده السعودية باليمن بـ”عمل إرهابي” نفذّه الحوثيون.
وكان الحوثيون استهدفوا بصاروخ محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة قبل يومين من الهجوم على الناقلة اليونانية.
وتأتي هذه الحوادث لتؤكد هشاشة البنية التحتية النفطية في المملكة السعودية أمام الهجمات، في الوقت الذي يصعد فيه الحوثيون ضربتهم ضد المملكة ردا على الحملة العسكرية في اليمن على ما يؤكدون.
وتقود السعودية في اليمن المجاور منذ 2015 تحالفا عسكرياً دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين والذين يسيطرون على مناطق شاسعة في شمال اليمن وغربه من بينها العاصمة صنعاء.
وتعرّضت ناقلات نفط في منطقة الخليج وفي البحر الاحمر لهجمات غامضة في العامين الماضيين، حملت السعودية والولايات المتحدة مسؤوليتها لإيران التي نفت أي دور لها فيها.
واتهمت السعودية مرارا إيران بتزويد الحوثيين أسلحة متطورة، وهو ما تنفيه طهران. كذلك، حملتها مسؤولية هجمات غير مسبوقة ضد منشآت لأرامكو في أيلول 2019 تسبّبت بتوقّف حوالى نصف الانتاج لأيام.
ومنذ بدء الحرب في اليمن، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم مدنيين ونزح الملايين. وأسفرت الحرب المستمرة منذ ست سنوات عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
وتبحث الولايات المتحدة حاليا في احتمال تصنيف المتمردين الحوثيين “منظمة إرهابية”، وهو ما يثير مخاوف المنظمات الانسانية التي تحذّر من أن الخطوة ستعيق إيصال المساعدات وتدفع البلاد الغارقة في الحرب إلى المجاعة.