أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أن نجاح المفاوضات بشأن الأزمة التي تشهدها بلاده منذ تسعة أعوام، يحتاج إلى وجود “معارضة وطنية” وبدون التدخل الخارجي، مشيراً إلى أنه “لا نفاوض حول أشياء تمس استقرار سوريا”.
وقال الأسد، في مقابلة مع قناة “زفيزدا” الروسية حول المفاوضات إن روسيا وإيران تلعبان دوراً مهماً من أجل هذه المفاوضات إلى الأمام “لكي تحقق شيئاً ولو جزئياً، لأن المفاوضات سوف تأخذ وقتاً طويلاً”.
وشدد على ضرورة أن تكون المعارضة وطنية بالقول: “عندما نتحدث عن طرف آخر نسميه المعارضة فمن شروط ذلك أن تكون وطنية، أن تكون خارجة من الشعب وأن تمثل جزءاً منه، ولكن إذا كانت المعارضة أو هذا الشخص يرتبط بجهاز مخابرات أجنبي، فهذا لا يسمى معارضاً، لأن المعارضة مرتبطة بالوطنية”.
وأشار إلى أنه “بالنسبة لما يحصل في المفاوضات، هناك طرف تدعمه الحكومة السورية لأنه يعبّر عن وجهة نظرها، ولكن هناك طرف آخر تم اختياره من قبل تركيا، وهي ليست طرفاً سورياً. تركيا ومن يقف وراءها من الولايات المتحدة وغيرها ليس لديهم مصلحة الآن بالوصول إلى نتائج حقيقية في اللجنة، لأن الأشياء التي يطلبونها تؤدي إلى إضعاف الدولة وتفكيكها”.
واتهم الأسد، الولايات المتحدة بالتدخل في مناطق مختلفة ووضع دستور “يؤدي للاضطراب والفوضى بدلاً من أن يؤدي للاستقرار، وهذا الشيء نحن لا نقبل به، ولا نفاوض حول أشياء تمس استقرار سوريا. لذلك إذا أردنا فعلاً أن تصل هذه المفاوضات إلى نتائج، لا بد من أن يعود كل الأشخاص لما يريده الشعب السوري بمختلف شرائحه وبمختلف انتماءاته السياسية”.
وربط نجاح المفاوضات بعدم وجود التدخل الخارجي، قائلاً: “أعتقد أن الجولات المقبلة ستظهر أكثر حقيقة هذه الأمور.. إذاً كان الحوار سورياً – سورياً ستنجح، وطالما أن هناك تدخل خارجي لا يمكن أن تنجح المفاوضات”.
وحول الدعم الروسي لحكومته، قال الأسد: “النظر إلى الدور الروسي العسكري في سوريا – وتحديداً القواعد – ينطلق من نقطتين، الأولى هي مكافحة الإرهاب والذي نسميه إرهاباً دولياً وهذا الإرهاب الدولي سيأتي يوم وينتهي، أو لنقل إنه سيضعف نتيجة المعارك المستمرة من أجل القضاء عليه. ماذا بعد هذا الإرهاب؟ هناك نقطة أخرى هي الدور الروسي في العالم، نحن اليوم نعيش في غابة دولية وليس في ظل قانون دولي، وسبب هذه الغابة أنه ولربع قرن من الزمن لم يكن هناك توازن دولي.. هذا التوازن الدولي بحاجة لدور روسيا، من الناحية السياسية في المنظمات الدولية ومن الناحية العسكرية لا بد من وجود قواعد”.
وأشار إلى أن “أغلب دول العالم هي التي ستستفيد من هذا التوازن الدولي، بمعنى أن فائدة سوريا ستكون غير مباشرة من خلال هذا التوازن الجديد. فإذاً علينا ألاَّ نضع الوجود الروسي فقط في إطار مكافحة الإرهاب، لأن الاتفاقية عمرها خمسة وأربعون عاماً، ولن يستمر الإرهاب خمسة وأربعين عاماً، ولكن هناك ما بعد الإرهاب وهو الدور الروسي الضروري للتوازن الدولي الذي يلعب فيه الوجود العسكري في مناطق مختلفة من العالم دوراً أساسياً. وعندما يتخلى الغرب عن القوة العسكرية لخلق المشاكل في العالم ربما لا تكون روسيا بحاجة لمثل هذه القواعد، لكن الآن روسيا والعالم بحاجة لهذا التوازن الذي ذكرته”.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
وفي 30 أيلول 2015، أطلقت روسيا عملياتها العسكرية المباشرة في سوريا، وذلك “بموجب طلب رسمي تقدّمت به دمشق لموسكو” بشنّ غارات جوية عنيفة على مناطق سيطرة المعارضة السورية، لدعم حكومة الأسد.
وعقد بين عامي 2012 و2020 أكثر من 12 مؤتمراً واجتماعاً بشأن الأزمة السورية في جنيف دون التوصل لحل فعلي.