أُدخِل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي ثبُتت إصابته بكوفيد-19، مساء الجمعة إلى مستشفى وولتر ريد العسكري قرب واشنطن، غير أنّه أكّد في رسالة قصيرة عبر الفيديو أنّ حاله “جيّدة جدّاً”.
وغادر ترمب البيت الأبيض مساء الجمعة، بدون أيّ مساعدة، وقد شوهد يضع كمامة خلال توجّهه نحو المروحيّة الرئاسيّة التي نقلته إلى المستشفى الواقع في ضاحية واشنطن لتلقّي العلاج.
ومرّ ترمب الذي كان يرتدي بزّةً سوداء، أمام الصحافيّين الذين كانوا ينتظرون خروجه من البيت الأبيض، دون أن يجيب على أسئلة، وقد صعد إلى متن المروحيّة الرئاسيّة “مارين وان”.
وبعيد ذلك، غادرت المروحيّة إلى مستشفى وولتر ريد العسكري، حيث يوجد للرئيس جناح طبّي خاصّ آمن.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني، إنّه “في إجراء احترازيّ، وبناءً على توصية طبيبه والخبراء الطبّيين، سيعمل الرئيس ترمب من المكاتب الرئاسيّة في (مستشفى) وولتر ريد خلال الأيّام القليلة المقبلة”.
وبثّت قنوات تلفزيونيّة أميركيّة صورًا لطائرة الهليكوبتر تنتظر ترامب أمام البيت الأبيض حيث كان قد وضع نفسه في الحجر الصحّي منذ مساء الجمعة. ونُقل إلى المستشفى العسكريّ الواقع في بيثيسدا، في ولاية ماريلاند المجاورة للعاصمة الاتّحادية.
-“معنويّات جيّدة”-
وأعلن طبيب البيت الأبيض الجمعة أنّ الرئيس الأميركي يتلقّى علاجاً تجريبيّاً ضدّ كوفيد-19 هو عبارة عن أجسام مضادّة صناعيّة، مشيرا إلى أنّه يتمتّع بـ”معنويّات جيّدة” رغم شعوره بتعب.
وتأتي إصابة ترمب بكوفيد-19 قبل شهر من الانتخابات الرئاسيّة في الوقت الذي يسعى إلى الفوز بولاية ثانية من أربع سنوات في مواجهة المرشّح الديموقراطي جو بايدن.
وقال شون كونلي، طبيب الرئيس، في بيان “بعد ظهر اليوم (الجمعة)، كان الرئيس لا يزال متعبًا، ولكنّ معنويّاته جيّدة”.
وأضاف أنّه تمّ حقن ترمب بجرعة من العلاج التجريبي الذي طوّره مختبر “ريجينيرون” والذي كان أعطى نتائج أولية مشجّعة في التجارب السريريّة على عدد صغير من المرضى. وهو قد حصل على أعلى جرعة، هي 8 غرامات. ويتناول ترمب أيضًا الزنك وفيتامين د والفاموتيدين والميلاتونين والأسبرين، وفقًا لطبيبه.
وأشار الطبيب إلى أنّ الخبراء يفحصون الرئيس وسيُقدّمون توصيات بشأن “الخطوات التالية”، مضيفًا أنّ السيّدة الأولى ميلانيا ترمب المصابة أيضًا بكوفيد-19 تعاني “سعالا خفيفا وصداعا”.
وتُصنع الأجسام المضادّة الصناعيّة في المختبرات. وعند حقنها في جسم المريض، تعمل على الفيروس لتحييده تمامًا، على غرار ما يجب أن يفعلهُ الجهاز المناعيّ.
والأسبوع الماضي، أعلنت “ريجينيرون” أنّه خلال تجربة شملت 275 مريضًا، قلّل العلاج الذي طوّرته من نسبة الفيروس لدى المرضى المصابين الذين لم يدخلوا المستشفى وسرّع أيضا شفاءهم.
وفي رسالة قصيرة عبر الفيديو نُشرت على حسابه في تويتر، قال ترامب “أريد أن أشكر الجميع على الدعم الهائل”. وأضاف “أنا ذاهب إلى مستشفى وولتر ريد (العسكري). أعتقد أنّي في حال جيّدة جدًا. لكنّنا سنتأكّد من أنّ الأمور تسير على ما يرام”.
ودعا بايدن الجمعة الأميركيّين إلى عدم إظهار تعنّت بمواجهة كوفيد-19 وإلى وضع أقنعة، بعد أن جاءت نتيجة اختبار كوفيد-19 الذي خضع له ترمب إيجابيّة.
وخضع بايدن لاختبار كوفيد-19 الجمعة وجاءت نتيجة اختباره سلبيّة، وذلك بعد مشاركته في مناظرة على المنصّة نفسها مع منافسه الجمهوري ترمب الثلاثاء.
وقال بايدن في خطاب في غراند رابيدز بولاية ميشيغان تعليقًا على مسألة وضع الأقنعة “هذا مهمّ جدًا”. وأضاف “بالتالي كونوا وطنيّين. إنّها ليست مسألة تعنّت. يتعلّق الأمر بالمشاركة في الجهد الجماعي. هذه ليست مسألة سياسة. إنّه تذكير قوي لنا جميعًا بأنّه يتعيّن علينا التعامل مع هذا الفيروس بجدّية. لن يختفي تلقائيًا”.
ووجّه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الجمعة للرئيس ترمب “أطيب تمنّياته” له بالشفاء من فيروس كورونا، مسلّطا في الوقت نفسه الضوء على “المعركة السياسية الكبيرة” بين الديموقراطيين والجمهوريين والمتعلّقة بالانتخابات الرئاسيّة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال اوباما متحدّثًا ايضا نيابة عن زوجته ميشيل، “رغم أنّنا في خضمّ معركة سياسية كبيرة، ونحن نأخذ ذلك على محمل الجدّ، فإنّنا نريد أيضا أن نوجّه أطيب تمنّياتنا إلى رئيس الولايات المتحدة والسيدة الأولى”.
واضاف اوباما خلال حملة لجمع التبرّعات للمرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن عبر الإنترنت، “ميشيل وانا نتمنى أن يتلقّيا، إلى جانب المتضرّرين الآخرين من كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد، الرعاية التي يحتاجون إليها، وأن يكونوا على طريق الشفاء العاجل”.
وبعث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون رسالة إلى ترمب تمنّى له فيها التعافي “في أسرع وقت”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكوريّة الشماليّة الرسميّة السبت.
وضاعف الإعلان عن إصابة ترمب بفيروس كورونا تعقيدات حملته الانتخابيّة. كما أنّ هذا يطرح عددًا لا يحصى من الأسئلة حول مستقبل الحملة.
وفي وقت سابق، قال كبير موظّفي البيت الأبيض مارك ميدوز إنّ ترمب يعاني “أعراضًا خفيفة” بعدما أكّدت الفحوص إصابته بكوفيد-19.
وقال ميدوز لشبكة سي إن إن الاخبارية إنّ الرئيس والسيدة الأولى “معنويّاتهما جيّدة”.
وكشف أنّه تبيّن عدم إصابة عدد من المقرّبين، بمن فيهم صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، ولكنّه لفت إلى توقّع إصابات جديدة داخل البيت الأبيض.
وكتب ترمب على تويتر “ثبُتت إصابتي والسيّدة الأولى بكوفيد-19 وسنبدأ فترة الحجر الصحي على الفور. سنتجاوز هذا معا!”.
وأعلن متحدّث باسم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الجمعة أنّ نتيجة اختبار فيروس كورونا الخاصّة به جاءت سلبيّة.
وأكّد بايدن أنّه سيتوجّه، وفقًا للجدول المحدّد، إلى ولاية ميشيغن للتحدث بإسهاب عن خطّته لإنعاش الاقتصاد.
وقد تسببت إدارة ترمب للوباء الذي أودى بحياة أكثر من 207 آلاف شخص في الولايات المتحدة، بتوجيه انتقادات شديدة له من جانب خصومه والعلماء وبعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين.
ويتّهم ترمب بإرسال رسائل متناقضة ومربكة وكذلك بعدم اكتراثه للدمار الذي أحدثه هذا الفيروس، سواء لناحية الخسائر البشرية أو الاقتصادية.
– إلغاء تجمع انتخابي في فلوريدا –
بُعيد تغريدة الرئيس عن نتيجة اختباره، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة إلى فلوريدا كان مقرّرًا أن يقوم بها الجمعة لحضور تجمّع انتخابي قبل انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
ومساء، أعلن مدير حملة ترمب الانتخابية أنّ نشاطاته ستنظم عبر الشبكات الافتراضية أو تؤجّل. وقال بيل ستيبيين في بيان “كلّ نشاطات الحملة التي أعلِن عنها سابقاً وكان من المتوقع أن يشارك فيها الرئيس، في طريقها إلى أن تتم افتراضياً أو تأجيلها موقتاً”. وكذلك الأمر بالنسبة إلى نشاطات تضم زوجته ميلانيا، وفق ستيبيين.
كان ترمب أعلن قبل ساعات قليلة من تبيان إصابته، أن مستشارته المقربة هوب هيكس مصابة بفيروس كورونا.
وكانت هيكس في طائرة الرئاسة “اير فورس وان” مع الرئيس الأميركي عندما سافر إلى كليفلاند في أوهايو الثلاثاء للمشاركة في المناظرة مع بايدن. كما سافرت معه الأربعاء عندما زار مينيسوتا للمشاركة في تجمع انتخابي.
وأعلن البيت الأبيض أنّه يُجري عملية تعقّب لمخالطي الرئيس وزوجته.