أطلق المصمم اللبناني زهير مراد حملة يشارك فيها مشاهير عرب وعالميون، للمساهمة في تمويل إعادة إعمار المناطق المتضررة من الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الجاري، من خلال شراء قميص عبر الإنترنت.
وقد انطلقت الحملة مع نشر مراد أخيرا صورة عبر حسابه على “إنستغرام” مرتدياً قميص “تي شيرت” سوداء كُتب عليها “رايز فروم آشز” (“الانبعاث من الرماد”)، وخلف الجملة رسم لطائر مفردا جناحيه.
وطلب مراد من متابعي حسابه الذين يفوق عددهم 5,5 ملايين مستخدم، أن يساعدوا “أبناء بيروت الذين فقدوا الكثير جراء هذه المأساة المدمرة”، معوّلاً على “أصدقاء كثر من الفنانين في العالم” يلبسون تصاميمه لتشجيع متابعيهم على شراء القميص.
وقد أدى الانفجار الناجم عن كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم كانت مخزّنة في المرفأ، إلى سقوط أكثر من 180 قتيلاً وإصابة الآلاف بجروح، وإلى تضرّر أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية.
وقال مراد لوكالة فرانس برس السبت “أردت أن أساعد الناس الذين تضرروا كثيراً في المنطقة ودُمرَت بيوتهم”، خصوصاً أن “كثراً منهم لا يستطيعون تصليح بيوتهم بإمكاناتهم المحدودة”، في ظل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان وأدت إلى تدهور قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 50 %.
وأوضح أنه شرع في تصنيع قمصان الـ”تي شيرت” في الولايات المتحدة وأرسل عددا منها إلى مشاهير عرب وعالميين نشروا بدورهم صورهم وهم يرتدونها.
ومن المشاهير الذين دعموا الحملة الممثلة الأميركية صوفيا فيرغارا والعارضة البرازيلية أليساندرا امبروسيو والممثلة الاميركية كورتني كوكس، ثم انضم إليهن محمد حديد، والد عارضتي الأزياء بيلا وجيجي حديد، والمذيع الكندي براد غوريسكي.
ومن أبرز النجمات اللواتي دعمن المبادرة أيضا المغنية الأميركية جنيفر لوبيز التي نشرت صورة لها مرتدية “تي شيرت” الحملة بالأبيض. وقال مراد “خلال ساعتين فقط بعد نشر جنيفر لوبيز صورتها بيعت عشرة آلاف قميص”.
ومن العالم العربي شاركت إلى الآن ممثلات بينهنّ المصريتان يسرا وليلى علوي واللبنانية سيرين عبد النور والتونسية درة زروق.
وأشار مراد إلى أن ريع مبيعات هذا الإصدار المحدود الذي حُدّد سعره بنحو 25 دولاراً، سيخصص بالكامل لدعم جهود جمعية “فرح العطاء” التي تساعد السكان على تصليح بيوتهم في المناطق الأكثر تضررا.
وقد ألحق الانفجار أضرارا كبيرة في مقرّ دار الأزياء التي يملكها مراد قبالة مرفأ بيروت. وقال المصمم اللبناني إن المبنى المؤلف من 11 طبقة “دُمّر بالكامل” ما كبّده خسائر “بملايين الدولارات”.
وأضاف “لو كنّا في المبنى وقت الانفجار لكانت حصلت مجزرة، لكني وفريق عملي خرجنا قبل عشر دقائق من حصوله”.
ولفت مراد إلى أن القيود على الحسابات المصرفية في لبنان “تكبّلنا وتعوق بدء التصليح”، في إشارة إلى امتناع المصارف عن تسليم المودعين أموالهم المودعة بالدولار، وفرضها سقفاً على عمليات السحب النقدي.
لكنه أكد أن “عملنا لم يتوقف إطلاقاً” إذ عاودت فرقه نشاطها “منذ اليوم التالي للانفجار” من مقر آخر في ضواحي بيروت.